ترجمات عبرية

هآرتس: خطاب نتنياهو المضلل حول احتلال القطاع  يمكن أن يتحول الى واقع دموي

هآرتس – رفيت هيخت – 6/8/2025 خطاب نتنياهو المضلل حول احتلال القطاع  يمكن أن يتحول الى واقع دموي

بنيامين نتنياهو فشل فشلا ذريع في تحقيق هدفه، دفعة اخرى جزئية تشمل اطلاق سراح 10 مخطوفين مقابل وقف محدد لاطلاق النار والاحتفاظ بخيار استئناف القتال. ما يحدث الان، ارسال رسائل تهديد ووعود باحتلال القطاع، هو محاولة يائسة من اجل اعادة حماس الى طاولة المفاوضات، اضافة الى جرعة احباط كبيرة. 

التهديد باحتلال القطاع هو خطوة يائسة لبنيامين نتنياهو، الذي تحول الحصار الذي فرضه على قطاع غزة في شهر آذار ضده. فبدلا من “هزيمة حماس”، خضع بشكل كامل في صالح مصلحة حماس، التي تعتمد على الرأي العام الدولي السلبي حول اسرائيل. فقد شعرت حماس بانها تعززت وانها غير معنية بالصفقة، وبالتأكيد ليس حسب شروط نتنياهو. وطالما ان المساعدات واسعة النطاق تتدفق الآن الى غزة – بدون ان تعيد اسرائيل أي مخطوف منذ فجرت الاتفاق السابق – فان حماس ليس لديها أي مصلحة في الموافقة على أو الاستمرار في التفاوض حسب صيغة نتنياهو. 

“أنا اشكك باحتمالية ان نتنياهو يريد حقا احتلال القطاع”، قال مصدر في الحكومة. “في جلسة الحكومة الاخيرة ظهر نتنياهو اسوأ مما هو معتاد. ظهر وكأن حمل ثقيل يجثم عليه”. في المستوى السياسي كثيرون يقدرون ان الامر وبحق يتعلق بتكتيك لاستخدام الضغط، ولكن في السنوات الاخيرة لا أحد يخاطر في تثبيت البراغي. رغم التقدير ان الامر يتعلق في هذه المرحلة على الاقل بتصريحات مضللة، الا ان هناك احتمالية كبيرة بانه في نهاية المطاف هي ستصبح واقع دموي. ومثل المراهن الذي خسر نتيجة استثماره في اسهم فاشلة، ولثورة غضبه يضخ المزيد من الاموال للموقع السيء في محاولة لتغيير الاتجاه، هكذا نتنياهو آخذ في اغراق اسرائيل في وحل غزة مع الاستعداد للتضحية بحياة المخطوفين وحياة الجنود. التورط في غزة هو نسخة سلبية للقرارات المتسرعة امام حزب الله، والعملية الناجحة عسكريا امام ايران. منذ سنة يعد نتنياهو بـ “النصر المطلق” على حماس. ويكذب بانه يوجد على بعد خطوة من هذا النصر. وبدلا من تقليص الخسارة واستغلال ما بقي لانقاذه هو يلوح بنفس الشيك بدون رصيد. الان هو يريد زيادة الرهان. 

هذا هو اساس الصراع المتزايد بين نتنياهو وبين جهاز الامن، وللدقة بينه وبين رئيس الاركان ايال زمير، الذي يشمل كالعادة علاج شخصي مسموم. الغراب الذي يبشر بتوجيه نار ماكنة السم هو الطفيلي الموجود في ميامي، الذي سبق له والقى الوحل على زمير واتهمه بما لا يقل عن “الانقلاب”، ونسب لنفسه تعيين الدمية، اسرائيل كاتس، رغم معارضة نتنياهو لذلك. لولا هذا الواقع المخيف لكان المرء سيستمتع باقوال نتنياهو المؤثرة عندما قام بتعيين زمير تحت العنوان الشاعري “لقد حان وقت زمير”. في ظل هذه الظروف لا يمكن للمرء الا ان يتعلم منها مستوى جنون العائلة الامبراطورية وزعيمها. من النائب العام الى رئيس الشباك، ومن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن الى رئيس الاركان الذي عينه هو نفسه – كل من يتجرأ على اظهار موقف مستقل يناقض قليلا توجهات رئيس الوزراء في أي لحظة، تتم ادانته ويحكم عليه بالاعدام. 

لا يوجد خلاف حول ان رئيس المستوى الامني خاضع لرئيس المستوى السياسي، لكن اظهار زمير لمعارضته للعملية التي تضحي بالمخطوفين تحت كذبة “الضغط العسكري سيعيد المخطوفين”، هو ضرورة من ضرورات الواقع. رئيس الاركان غير مخول للموافقة على التضحية بالمخطوفين أو ارسال الجنود الى موتهم من اجل ترميم مكانة نتنياهو في قاعدته اليمينية بعد ضربة 7 اكتوبر. موقف الجيش، “محاصرة حماس لاضعافها”، يحاول ارضاء نتنياهو بدون التسليم مع الاستعداد التلاعبي للتنازل عن المخطوفين. التقدير في المستوى السياسي هو ان نتنياهو لن يذهب بعيدا حتى اقالة رئيس الاركان، وانهما سيتوصلان الى اتفاق بخصوص عملية عسكرية محدودة بهدف عرض موقف هجومي امام حماس. ولكن هذه الخطوات تميل للتعقيد. ومثلما تعلمنا في السنوات الاخيرة، لم تبق لنتنياهو تقريبا أي خطوط حمراء.

الاعتقاد بان اكثر ما يريده نتنياهو، كسب المزيد من الوقت، هو منطقي ويناسب نموذج العمل الذي يميزه. ولكن الاقالات الاخيرة لكل من تجرأ على الوقوف امامه، من يوآف غالنت وحتى يولي ادلشتاين، لا تبشر بمستقبل افضل لزمير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى