ترجمات عبرية

هآرتس – حنين مجادلة – قسم للشباك في جامعة تل ابيب

هآرتس – بقلم  حنين مجادلة – 30/12/2021

” إن تعاون جامعة تل ابيب، التي وصفت ذات يوم باليسارية، مع اجهزة الامن هو تعاون طوعي، لكن يوجد له ثمن سيدفعه المواطنون اليهود ذات يوم “.

قبل بضعة ايام تطرق عيدان لنداو في موقعه على الانترنت لنبأ نشر في “ذي ماركر” بأن الشباك عثر على مشاريع ريادية وعلى مبادرين مع جامعة تل ابيب. لنداو قام بمقارنة هذا الامر مع اكاديمية الحقوق في بوتسدان، التي قامت بتخريج النخبة البيروقراطية في المانيا الشرقية في فترة الحرب الباردة، والتي اشرف عليها وادارها الشتازي.

هذا دعاني لتذكر دراستي قبل بضع سنوات في قسم تاريخ الشرق الاوسط وقسم الدراسات العربية والاسلامية. عربية واحدة من بين بضع عشرات من العرب الذين يتعلمون في اقسام العلوم الانسانية. كان فيما بيننا نوع من الفهم العام بأن الكثير من اليهود الذين يتعلمون معنا هم من خريجي وحدات المخابرات، وبعضهم يعملون في الشباك أو أنهم سيعملون فيه بعد التخرج. لذلك، يجب علينا أن نكون حذرين وأن نحافظ على مواقفنا لانفسنا.

قسم الشرق الاوسط كان يوجد في مبنى “غلمان”، الذي اشتهر اسمه كمعقل لليسار الراديكالي في اسرائيل. هناك من اطلقوا عليه بسخرية “ذراع فتح”. ليس فقط غلمان والعلوم الانسانية تم تلوينهما بلون اليسار الفاقع، بل ايضا جامعة تل ابيب بشكل عام. ولكن هل يؤيد الواقع هذه الصورة وهذه الشعارات؟ في نهاية المطاف كان خوفنا في حينه يستند الى طلاب تعلموا معنا في القسم، لكنهم فعلوا ذلك في اطار برنامج “حفتسيلت”، البرنامج الرئيسي لسلاح المخابرات، الذي يدمج الخدمة الدائمة مع اللقب الاول في العلوم السياسية والشرق الاوسط بالاندماج مع أحد الاقسام التحليلية، (من موقع البرنامج). اجل، جامعة تل ابيب تسمح في حدودها بفضاء عمل كبير لاذرع الامن، سواء في برنامج “حفتسيلت” أو في اطار التعاون مع الشباك، الذي يتم بمرافقة مرشدين ومستشارين من جميع المجالات من قبل الجامعة وبتمويل من صندوق الاستثمارات في الجامعة، وايضا في “لقاءات مهنية”، التي تعقد مع ممثلي الشباك أو عبر مسارات مختصرة في العلوم الانسانية، مخصصة لافراد قوات الامن.

هاكم ملخص التعاون المثمر بين “الاكاديمية اليسارية” وقوات الامن: مساعدة الشباك على تطوير تكنولوجيا تجسس ورقابة متطورة اكثر، تسهيلات ومنح للجنود في سلاح الاستخبارات، القاب مختصرة وسهلة لمن يعملون في جهاز الامن، ابحاث سرية لصالح الشباك. هذه الامثلة تطرح علامات استفهام قاسية بالنسبة لدور الجامعة: هل الحديث يدور عن مؤسسة اكاديمية، التي من شأنها توسيع الرأي وتأهيل اشخاص للعمل في الحياة المهنية أم أن الامر يتعلق بمؤسسة يمكن أن تستخدم كمحرك رئيسي لقوات الامن؟.

مع ذلك، يوجد فرق بين الاكاديميا في دولة الشتازي وبين تعاون الاكاديمية اليسارية جدا في اسرائيل مع قوات الامن. اسرائيل ليست المانيا الشرقية التي كانت قبل 40 – 50 سنة. هناك كانت جامعات خاضعة لشتازي، وتخاف من هذه المنظمة العنيفة في حالة عدم التعاون معها. في اسرائيل التعاون يتم طوعا (ربما ايضا سيتمخض ذلك عن عدد من الوظائف في النهاية). ايضا من ناحية الشتازي فان كل المواطنين كانوا مشتبه فيهم، في حين أنه في نظر قوات الامن في دولة اليهود، فقط الفلسطينيين هم المشتبه فيهم. هنا يطرح سؤال، هل هذا التعاون لا يحول جامعة تل ابيب الى ذراع آخر للاحتلال؟. ولكن ايضا، اذا افترضنا أنه لا يهم أي يهودي الاحتلال وتدمير حياة الفلسطينيين من قبل جهاز الخدمات السرية للدولة، فان هذا التناغم والتعاون يوجد له ثمن آخر، الذي سيدفعه ايضا المواطنون اليهود. سيكون بالامكان تذكره في المرة القادمة عندما سيتحدثون عن تعقب الشباك في ظل الكورونا. وأنتم ستصرخون: “دولة شتازي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى