هآرتس: حملة الانتخابات ستكون عنيفة، على المعارضة توحيد صفوفها
هآرتس 26/11/2025، سامي بيرتس: حملة الانتخابات ستكون عنيفة، على المعارضة توحيد صفوفها
كل لحظة ينشغل فيها رئيس الاركان ايال زمير في معارك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس حول التحقيقات المتعلقة بفشل 7 اكتوبر والقضايا المتفرعة عنها، عمليات الاقالة والتعيينات، تخدم مصلحة حكومة نتنياهو في تقويض ثقة الجمهور بالجيش الاسرائيلي ومنع تشكيل لجنة التحقيق الرسمية. هذه معركة متعددة الساحات، تحقق نجاحات معينة امام جهاز القضاء ورئيسه اسحق عميت، وامام المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا، الذين يحاولون الصاق بها قضية المدعية العامة العسكرية من اجل التخلص منها.
الهدف الاسمى هو تقويض ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة من اجل حرف الانتباه عن الاخفاقات الفظيعة للحكومة، وتوحيد واشعال القاعدة من خلال خلق اعداء مشتركين. كاتس يفعل برئيس الاركان بالضبط ما يفعله ياريف لفين بالمستشارة القانونية للحكومة ورئيس المحكمة العليا، وما يفعله شلومو كرعي بوسائل الاعلام. ان نظرة الحكومة هذه للساحة الداخلية تشبه النظرة للاعداء – اما ان تفترس أو أن يتم افتراسها.
هذا يتجاوز بكثير “فقد الدولة لهيبتها”، بل هو تفكيك للمؤسسات وثقة الجمهور بها، وفقدان القدرة على الوصول الى تحقيق من اجل كشف الحقيقة والاتفاق عليها. هذه هي الطريقة الوحيدة للحكومة ورئيسها من اجل النجاة من خبر تشكيل لجنة تحقيق رسمية. ان الضغط الذي يستخدمه كاتس على رئيس الاركان يهدف الى كسب الوقت، زيادة انشغال الجيش بنفسه، التمسك بموقفه اكثر فاكثر وغرس فكرة لدى الجمهور بان المشكلة تكمن فيه وحده.
الحدث الحالي يفاقم هذا الواقع السخيف حتى في ظل هذه الحكومة، حيث افاد مقربون من وزير الدفاع” بأنه “سيصمم على التحقيق الكامل في كل المواد المتعلقة باحداث 7 اكتوبر وكشفها للجمهور، ولن يتم السماح بأي تستر”. وللسخرية، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتهرب من مسؤوليته الكاملة عن هذا الاخفاق، يحاول تصوير نفسه كشخص بالغ ومسؤول، ويدعو كاتس وزير الى جلسة حوار من اجل تسوية الامر. بالغ؟ حقا. مسؤول؟ يلا.
هذه الاحداث تضع امام المعارضة تحد مختلف عن المالوف. هذه لن تكون حملة انتخابات اخرى، التي فيها يمكن الاكتفاء بعرض بديل عقلاني ورسمي، أو تعديل الدمار الذي حدث. الحديث يدور عن حكومة عديمة الكوابح وعديمة الخطوط الحمراء، التي تفكك بصورة ممنهجة مؤسسات الدولة والثقة بها، وهي لن تتردد في استخدام كل مورد وكل قوة تقع تحت سلطتها من اجل التاكد من انه لن تشكل حكومة اخرى.
هناك علاقة مباشرة بين كاتس، الذي يلوم رئيس الاركان على التحقيق في الفشل، بينما تبذل الحكومة كل ما في استطاعتها لتجنب لجنة تحقيق رسمية، وبين لفين، الذي اطلق اصلاح لتغيير النظام في اسرائيل، واحدث الفوضى ويصمم على الاستمرار فيه، ونتنياهو الذي يجند بلا خجل الرئيس الامريكي دونالد ترامب لتشويه سمعة جهاز القضاء في اسرائيل واستخدام الضغط على رئيس الدولة لمنحه العفو.
هذا الائتلاف يوجد له الكثير مما سيخسره، بدءا بالسيطرة على رواية المسؤولية عن الفشل ومرورا بتعبئة المتدينين المتعصبين والسيطرة على مواقع النفوذ وانتهاء بحرية نتنياهو الشخصية. هذه ستكون حملة انتخابات مشحونة، وربما اكثر عنفا من المعتاد. ان نجاح الحكومة الحالية في تعزيز الاستقطاب الاجتماعي ينذر بالسوء. كل ذلك يقتضي من المعارضة (بما في ذلك نفتالي بينيت) ربط النقاط، وفهم العلاقة بين الاجراءات التي تدفع بها الحكومة قدما وبين النضال بشكل مباشر لضمان حملة انتخابات ناجعة. المعارضة غير متجانسة، وهي تضم لاعبين من اليمين واليسار، يهود وعرب، ويبدو انه من السهل اختراق الشروخ الواسعة فيها من اجل تفكيكها. ورغم ان كل حزب يتوجه الى جمهور مختلف ويقدم اجندة مختلفة، الا ان تغيير الحكومة يقتضي التعاون الوثيق مع المعارضة ومراقبة دقيقة لخطوات الحكومة. هذا شرط ضروري من اجل التغيير.



