ترجمات عبرية

هآرتس – حماس تقف وراء اطلاق النار الاستثنائي على منطقة الجنوب

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل- 25/4/2021

” الوتيرة المنسقة للصواريخ والحرص على التركيز على منطقة قرب الجدار، تدل على وجود يد موجهة ومنظمة. العودة السريعة الى روتين الحياة في بلدات غلاف غزة تشير الى رغبة الجيش الاسرائيلي في الامتناع عن التصعيد، لكن استمرار الاحداث يرتبط بالاساس بما سيحدث في القدس “.

مستوطنات غلاف غزة عادت الى الحياة الروتينية،والجيش الاسرائيلي ألغى التوجيهات السابقة وأبلغ السكان بأنه يمكن الخروج من المنازل بدون قيود. هذا القرار يبرهن على رغبة الجيش في كبح بأسرع وقت جولة القتال الجديدة التي بدأت في القطاع في الليلة الماضية. هذا رغم أن المستوطنات التي تلقت الهجوم الاكثر شدة منذ سنة وشهرين، 36 صاروخ وقذيفة مدفعية، التي في الواقع لم تتسبب باصابات، لكنها تركت خلفها ذعر كبير. ستة صواريخ تم اعتراضها من قبل القبة الحديدية. البعض منها سقط في الطرف الفلسطيني من الجدار، اسرائيل ردت بهجمات جوية وبنار المدافع على اهداف لحماس.

خلف اطلاق النار الاستثنائي نسبيا على منطقة الغلاف تقف حماس، سواء فعليا أو عن طريق التجاهل. في جهاز الامن لم يعرفوا حتى الآن بشكل مؤكد من أطلقوا الصواريخ، لكن في هذه الحالة حماس لا تحاول الاختباء. المتحدثون من قبل حماس اصدروا بيانات هجومية ربطت بين اطلاق النار والاحداث الاخيرة في القدس. اطلاق النار هذا تقريبا لا يتم تنفيذه في القطاع دون أن تعطي حماس على الاقل مصادقتها بالصمت. الوتيرة المتناسقة للصواريخ في الليل والتقسيم لمناطق مختلفة مع الحرص على التركيز على مناطق قرب الجدار، تدل كما يبدو على وجود يد موجهة ومنظمة.

استمرار الاحداث يرتبط بالاساس بما سيحدث في القدس. للمرة الاولى منذ اشهر كثيرة يحدث في الجانب الفلسطيني حدث عنيف يجر خلفه ضجة ثانوية مهمة. هذا توجد له علاقة بالمكان (القدس، حيث أن بعض المواجهات قريبة من منطقة الحرم)، التوقيت (شهر رمضان) وأحداث اخرى في اسرائيل وفي المناطق (الازمة السياسية هنا، الانتخابات التي ربما ستجرى أو ستؤجل هناك). الفلسطينيون نجحوا في أن يبددوا بذلك الأمل في اسرائيل، وكأنه يمكن الحفاظ طوال الوقت على ما يحدث في المناطق كساحة ثانوية لا تؤثر على جدول الاعمال هنا.

       موجة العنف الحالية بدأت في بداية شهر رمضان في القدس حول أمرين رئيسيين: “هجمات تيك توك”، العنف الموثق لشباب فلسطينيين ضد يهود، معظم من الاصوليين، في المدينة. وتصميم الشرطة على اخلاء المسلمين عن الدرج في باب العامود في البلدة القديمة. في الاسبوع الماضي انزلق الى ردود انتقامية من اليهود، التي ذروتها الملاحقة العنيفة من قبل اعضاء جمعية لاهافا اليمينية لفلسطينيين في مركز المدينة وفي شرقي القدس في ليل يوم الخميس. في وقت الاضطرابات برز المعيار المزدوج الذي مارسته الشرطة في التعامل مع مخالفي القانون العرب واليهود، حيث حظي اليهود بمعاملة متسامحة اكثر. قائد لواء القدس الجديد يواصل بشكل مباشر سلوك سلفه في الوظيفة. في حين أن مقاربة المستوى المسؤول تم توضيحها جيدا عندما حرص وزير الامن الداخلي، امير اوحانا، على أن يدين أمس فقط العنف الفلسطيني وتجاهل عنف اليهود.

       في الخلفية توجد ايضا التطورات السياسية. وقد كان هذا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي عمل على شرعنة كهانيين في جولة الانتخابات الاخيرة، وعمل بشكل حثيث على ضمهم الى قائمة الصهيونية الدينية، والاهتمام بفوزهم الكبير. مع وجود ممثل لهم في الكنيست فليس من الغريب أن بنتسي غوفشتاين وزعرانه يشعرون بأن الدولة معهم وهم يقومون بأعمال الشغب في القدس. غوفشتاين وشركاؤه فرضوا الرعب على الفلسطينيين ايضا في السابق. ولكن خطوات نتنياهو اعطتهم الشرعية للمرة الاولى للعب في الساحة السياسية، بالضبط مثلما بث عناق الرئيس دونالد ترامب الدافعية لدى الجمهور الذي اقتحم تلة الكابيتول في واشنطن في شهر كانون الثاني الماضي.

       تسخين الاجواء بين اليهود والعرب جاء على الفور بعد اتضاح فشل جهود نتنياهو في تشكيل ائتلاف يستند الى اتباع كهانا من جهة واعضاء راعم، الحركة الاسلامية من جهة اخرى. الآن العنف في القدس وفي غزة، اذا استمر، سيصعب على الكتلة المعارضة لنتنياهو تشكيل حكومة مع اعضاء الكنيست العرب الآخرين – اعضاء القائمة المشتركة.

       في الجانب الآخر، بعد شهر على الانتخابات للبرلمان، فان العنف في القدس يوفر لحماس الفرصة لاستعراض عضلاتها في غزة، وأن تتخذ مرة اخرى خط عنيف ضد اسرائيل. في نفس الوقت اذا استمر الاحتكاك فان حماس يمكن أن تحقق طموحاتها القديمة، العودة الى اشعال المواجهات العنيفة في الضفة، في المناطق التي توجد تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. ورغبة حماس في اشعال النار ستزداد اذا تحققت مخاوفها في أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيتراجع ويلغي الانتخابات، بعد أن فهم بشكل متأخر بأن حماس يمكن أن تفوز فيها.

       من كل هذه الاسباب بقيت احتمالية عالية نسبيا لمواصلة التوتر في القدس، في الضفة وفي قطاع غزة، ايضا في الاسابيع المتبقية من شهر رمضان. والذين يحافظون الآن على هدوء نسبي هم العرب في اسرائيل، لكن اذا وقعت حادثة على خلفية دينية في الحرم، فان من شأن ذلك أن يخرجهم هم ايضا الى الشوارع. رئيس الاركان، افيف كوخافي، قرر اليوم الغاء سفره الى واشنطن الذي خطط له في هذه الليلة بسبب التصعيد.

       في ايران ايضا الوضع غير هاديء

       في هذه الاثناء ادعت أمس وسائل الاعلام في ايران بأن اطلاق الصاروخ السوري الذي سقط في يوم الخميس في النقب، في منطقة ديمونة، لم ينبع من خطأ، بل كان رسالة موجهة لاسرائيل. الصاروخ المضاد للطائرات من النوع السوفييتي القدسم “اس.آي5” تم اطلاقه باتجاه طائرات لسلاح الجو اثناء هجوم جوي في منطقة دمشق. في الجيش ادعوا أن الصاروخ اخطأ الطائرات وواصل تحركه حتى سقوطه في النقب، بعد فشل محاولة اعتراضه.

       وسائل الاعلام الايرانية ردت بشكل متأخر على الحادثة. ولكن الآن هي تقوم بنشر روايتها الخاصة. حسب اقوالها، الصاروخ أطلق على منطقة الجنوب بشكل متعمد من اجل أن يقول لاسرائيل بأن مناطق حساسة بالنسبة لها (المفاعل النووي) مكشوفة، لكنه لم يصب الهدف لأنه “لا حاجة الى خلق كارثة”.

       مقابل تضارب الروايات، تتضح صورة حادثة اخرى وقعت في هذا الاسبوع. سكان من مركز البلاد نشروا فيلم فيديو قصير عن الحادثة التي وقعت في منشأة أمنية في منطقة الرملة. ورغم الانكار في جهاز الامن، إلا أنه ظهرت ادعاءات تقول إن الامر يتعلق بانفجار وقع نتيجة خلل كبير اثناء تجربة الاطلاق.

       ولكن خبير نووي امريكي هو جيفري لويس، كتب بأن تحليل الفيلم يظهر، بترجيح كبير، أن الامر يتعلق باللحظات الاخيرة لتجربة محرك صاروخ، وأن النار التي تم توثيقها لا تدل على انفجار، بل على عملية عادية. تقدير لويس يبدو أنه تفسير معقول. هناك ما يكفي من الاحداث الصعبة بين اسرائيل وايران دون الانجرار الى المؤامرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى