ترجمات عبرية

هآرتس: حكومة غير شرعية

هآرتس 2022-12-15، بقلم: سامي بيرتس: حكومة غير شرعية

تم انتخاب حكومة إسرائيل القادمة بصورة شرعية، لكن هذا لا يعني أنها شرعية. هي ليست هكذا لأنها تفعل أموراً غير شرعية. منذ نقطة انطلاقها، حتى قبل الانشغال بمواضيع مهمة حقاً بالنسبة للجمهور في إسرائيل، مثل غلاء المعيشة والعنف والفساد، المواصلات والتعليم، هي تفعل أموراً غير شرعية.

على رأسها يمكن أن نحصي الدفع قدماً بقانون سيعمل على شرعنة تعيين آريه درعي في منصب وزير، تمت إدانته في صفقة ادعاء بمخالفات ضريبية وحكم بعقوبة السجن المشروط. بعد ذلك وضع المسؤولية عن الشرطة في يد عضو الكنيست، إيتمار بن غفير، مع صلاحيات لم تكن في أي يوم لوزير الأمن الداخلي – القدرة على اتخاذ قرار فيما ستحقق فيه الشرطة وما لا تحقق فيه – وهذا وصفة مؤكدة لتحويل الشرطة إلى شرطة سياسية. استخذاء المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، أمام الوزير المكلف يدل على الخطر الكبير لحكومة غير شرعية. ستحول هذه الحكومة من يخدمون الجمهور إلى من يخدمون السياسيين المتطرفين. أيضاً أخذ صلاحيات منسق أعمال الحكومة في «المناطق» والإدارة المدنية من وزير الدفاع ونقلها إلى بتسلئيل سموتريتش هو غير شرعي، وهذا يشكل إمكانية كامنة لزيادة التوتر الأمني، ومن شأنه أن يكون ثمنه حياة البشر.

كل ذلك تنوي الحكومة المكلفة دفعه قدماً حتى قبل أداء اليمين، الأمر الذي يدل على سلم أولوياتها الحقيقية، التي تنبع من اعتماد نتنياهو، المتهم بمخالفات جنائية، على شركائه الحريديين والمتدينين. يعرف نتنياهو بأنه يأخذ حكومته القادمة إلى أماكن غير شرعية. ليس فقط بمشاريع القوانين المدمرة التي يحاول تمريرها، حتى قبل أداء الحكومة لليمين، بل بخضوعه لطلبات شركائه في شؤون الدين وفي جدول أعمال يتركز على المستوطنين. هو يكثر من التبجح بإنجازات إسرائيل في مجال العلوم والهايتك. ومن الواضح له أن جدول أعمال دينياً متطرفاً ومسيحانياً سيخرب هذه الرواية وسيضر بمكانة إسرائيل.

الحكومة المكلفة غير شرعية إلى درجة يبدو فيها أن نتنياهو يقودها بشكل متعمد إلى هذا المكان، من أجل أن يفتح أمامه عدم شرعيتها أو أفعالها خيارات أخرى. وزير المالية المغادر، أفيغدور ليبرمان، وصف المنطق الموجه لنتنياهو وقال: «الذهاب إلى مغامرة أمنية يعقد وضع إسرائيل في العالم. وبعد ذلك ضم إلى حكومته نفس بيني غانتس من أجل التخلص من بن غفير وسموتريتش.

تدل سنواته الأخيرة في الحكومة على أن نتنياهو لا يعتبر مغامراً، ولكن وضع صلاحيات أمنية في يد شركائه المتطرفين يمكن أن يخلق أجندة، ومن المشكوك فيه أن يعرف كيف يسيطر عليها. الواضح حقاً هو أن نتنياهو يأخذ إسرائيل إلى الطرف: أجندة متدينة أكثر، وفاسدة أكثر، ومستقطبة أكثر، ومبدعة أقل. هذا يقلق العالم بدرجة أقل، لكنه يقلق جداً من يعيش هنا ويريد دولة حرة ومتقدمة، فيها أيضاً توزيع العبء عادل أكثر.

يجر نتنياهو إسرائيل إلى مكان مظلم ومخيف أكثر من أجل موضوعه القضائي الشخصي، وهذا بدأ بالعمل، لأنك تسمع الآن أصواتاً تدعو غانتس ويائير لابيد إلى رفع المقاطعة التي قاما بفرضها على الجلوس مع نتنياهو. هذا شرك الهدف منه خلق بديل لنتنياهو يقويه أمام شركائه المتطرفين. ولكن الجلوس معه يمكن أن يكون شرعياً فقط عندما لا يوجد له بديل آخر، وتوجد لشركائه القوة لمنعه من تفكيك الدولة. الاشمئزاز من أفعال الحكومة وتشكيلتها يمكن أن يتمثل في تقليص التضامن الاجتماعي والاستعداد للتضحية والإسهام من جانب الكثيرين الجيدين. يعتبر البروفيسور مومي دهان ذلك «الهجرة من البلاد دون الهجرة من البلاد». نتنياهو، لاعتبارات بقائه، يجب عليه أخذ هذا الخطر في الحسبان، لأن هذا الخطر، خلافاً للتظاهرات على الجسور، لن تتم رؤيته من نوافذ السيارة القاتمة.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى