ترجمات عبرية

هآرتس: حان الوقت ليذهب الجبان إلى البيت

هآرتس 2023-04-14، بقلم: نحمايا شترسلر: حان الوقت ليذهب الجبان إلى البيت

في كل مرة يعلن فيها بنيامين نتنياهو عن مؤتمر صحافي، هناك نوع من الأمل في الجو في أنه ربما هذه المرة، وبصورة استثنائية، سيغير نهجه ويقول الحقيقة. ربما هذه المرة سيثبت زعامة، ولا يتهم كل العالم بإخفاقاته. لكن هذا لا يحدث. هل يمكن للزنجي أن يغير جلده والنمر أن يغير أصدقاءه؟

هذا الأسبوع، حطم الرقم القياسي لنفسه في عدد الأكاذيب التي نثرها. من بينها ادعى أن الحكومة السابقة أبقت له “إرثا صعبا”. كم هو بائس. الإرث الذي ورثه كان ممتازا: هدوء في غلاف غزة، “حزب الله” مرتدع في الشمال، نسبيا الوضع ممتاز مع الولايات المتحدة، نمو اقتصادي عالٍ وفائض في الميزانية. بيد أنه خلال مئة يوم دمر كل شيء، تسبب بشرخ داخلي عميق، آكل قوة الردع وأوقع علينا الصواريخ من لبنان، ومن سورية ومن غزة. أيضا الأمن الداخلي تضعضع. و19 إسرائيليا قتلوا في عمليات. حتى العلاقات مع بايدن دمرها. وأيضا الاقتصاد تراجع للخلف و”الهاي تك” تهرب والنمو توقف والبورصة تهبط والشيكل ضعف والأسعار ترتفع.

في إطار التهرب من المسؤولية، نتنياهو اتهم الحكومة السابقة بالتوقيع على اتفاق سيئ مع لبنان في موضوع الغاز. هذه كذبة أخرى. الاتفاق بالتحديد جيد. يائير لابيد أنجزه (بوساطة أميركية) خلال ثلاثة شهور، ما لم ينجح بيبي في تحقيقه في تسع سنوات. تنازلنا عما ليس لنا، وحصلنا على اعتراف بحقل كريش وسيطرة في البحر حتى خط الطوافات. وهذا ما هو مهم. ليس مصادفة أن باركت الاتفاق كل الجهات الأمنية والاقتصادية.

وحتى لا تظنوا أنه كان في يوم من الأيام زعيما شجاعا. في 12 سنة من حكمه سمح لـ”حزب الله” في أن يتقوى، إلى أن أصبح لديه، اليوم، 140 ألف صاروخ. لقد كتب كتابا كاملا عن عدم الخضوع للإرهاب في حين أنه فعليا خضع لـ”حماس” واطلق سراح 1.027 مخربا بمن فيهم يحيى السنوار مقابل جلعاد شاليت. من شدة فزعه، أطلق سراح أحمد ياسين، بعد عملية فاشلة في عمان. من شدة خوفه من أريئيل شارون صوت لصالح اتفاق الانفصال عن “غوش قطيف”. من أجل أن يشتري هدوءا واهنا سمح لقطر بنقل أموال لـ”حماس” بالحقائب، ومنذ فترة قصيرة أضر بالتفوق الاستراتيجي لإسرائيل عندما وافق على بيع الطائرات الحربية “اف 35” للإمارات وغواصات متطورة لمصر. يدور الحديث عن جبان غير قادر على الصمود أمام الضغوطات لهذا خضع للمطالب الائتلافية المجنونة لبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وأوقف الانقلاب النظامي وأعاد يوآف غالانت إلى منصبه. هذه استسلامات لمن يهرب من كل مخاطرة إلى أن يهرب من كل خطر، إلى أن تتضخم المشاكل وتنفجر في وجهه. هذا الأسبوع، وعد بأنه سيضرب كل أعدائنا “مثلما دمرنا أنفاق الإرهاب في غزة”، وهذا هو عمل مخادع تماما. حيث إنه رفض بشدة أن يعالج أنفاق الإرهاب بنفس الطريقة الجبانة له. وهكذا طوال التسعة أيام الأولى من الجرف الصامد دارت العملية بواسطة قصف من الجو، حيث يحاول بيبي الوصول لوقف إطلاق نار مع “حماس”.

في النهاية، اتفق على وقف لإطلاق النار في 17 تموز 2014، الأمر الذي أنهى العملية. ولكن حينئذ في صباح يوم 17 تموز اقتحم 13 مخربا عبر احد الأنفاق الحدود إلى إسرائيل عبر نفق كان على بعد 200 متر فقط من كيبوتس سوفا. الاقتحام أدى إلى هزة عميقة في الجيش الإسرائيلي وفي الحكومة وهذا أجبر بيبي على التخلي عن سياسة النعامة التي اتبعها والموافقة على إدخال قوات مشاة إلى غزة والذين اكتشفوا وفجروا الأنفاق الهجومية الخطيرة. والآن هو يتفاخر بالإنجاز الذي لم يرغب به مطلقا. شخص دجال، ألم نقل ذلك؟ بيبي هو جبان ساخر يفكر فقط باللحظة. هو يؤجل كل قرار صعب من أجل ألا يعرض كرسيه للخطر. هو ليس زعيما. هو يشكل خطرا على أمن إسرائيل وعلى سلامة الناس. لقد حان الوقت ليذهب إلى البيت.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى