ترجمات عبرية

هآرتس: حان الوقت لتفرض أميركا وأوروبا عقوبات على إسرائيل

هآرتس 2023-02-12، بقلم: عكيفا الدار: حان الوقت لتفرض أميركا وأوروبا عقوبات على إسرائيل

انظروا إلى الأميركيين الوقحين. كيف يسمح وزير خارجيتهم، أنتوني بلينكن، لنفسه بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ديمقراطية؟ من هو أصلا كي يقدم المواعظ الأخلاقية لزعيم إسرائيلي انتخب في انتخابات ديمقراطية؟ هل يخطر بالبال أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتجرأ ويتدخل في الانتخابات الأميركية؟ عفواً، هذا مثال غير جيد، اسألوا باراك أوباما.

أيضا الرئيس الفرنسي، عمانويل ماكرون، فجأة يوجد له ما يقوله عن قرارات منتخبي الجمهور في إسرائيل. قبل دس أنفه في شؤوننا يجب عليه معالجة دول الاتحاد الأوروبي. مثلا هنغاريا، عفواً، مثال سيئ. قبل ثلاثة أشهر قرر الاتحاد تجميد منحة لهنغاريا بمبلغ 7.5 مليار يورو (ما يعادل 5 في المئة من إنتاج الدولة). السبب: تحولت هنغاريا من ديمقراطية إلى أوتوقراطية منتخبة. هل سمعتم بذلك، منتدى “الجامعة”؟.

الملاحظات حول الانقلاب النظامي، التي يسمعها زعماء دول يتبجحون بلقب “أصدقاء إسرائيل”، قليلة جدا، وربما جاءت متأخرة جدا. أقوال واحتجاجات لن توقف عائلة الجريمة التي سيطرت على الكنيست والحكومة، مرورا بالمحكمة العليا والخزينة العامة والإعلام المستقل. صندوق الأدوات الأمني، السياسي، والاقتصادي في الولايات المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي مليء بالكامل بوسائل إقناع ناجعة. وقد حان الوقت لاستخدامها.

طلب الرئيس جورج بوش الأب من إسرائيل الاختيار بين الاستيطان والمساعدات الأميركية. يجب أن يطلب الرئيس جو بايدن منها الاختيار بين الديكتاتورية والمساعدات الأميركية. في موقع وزارة الخارجية الأميركية مكتوب بأحرف كبيرة باللون الأبيض: “الأميركيون والإسرائيليون متوحدون حول الالتزام المشترك بالديمقراطية”. نادمون؟ لا تريدون التدخل في الأفعال الشائنة التي تفعلونها بديمقراطيتكم؟، هذا جيد. في المرة القادمة التي ستطلب فيها وكالة الطاقة النووية من إسرائيل التوقيع على ميثاق عدم انتشار السلاح النووي فإن ممثلي الولايات المتحدة وأوروبا، الذين يمنعون هذا الطلب بشكل عام، سيسارعون في الذهاب إلى المراحيض.

كيف سيشرحون لماذا تقوم إسرائيل بتطوير سلاح نووي دون أي إزعاج وعدم وجود رقابة (حسب مصادر أجنبية بالطبع)؟ هل لأن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ أم لأن حكومتها تخضع لرقابة مجلس النواب والمحكمة؟ أم لأن الكهنة عندنا لا يسيطرون على جهاز التعليم والثقافة؟ يصممون على تصفية المحكمة العليا، الغطاء الرئيسي لمشروع الاستيطان. لا توجد مشكلة، عندما يصوت مجلس الأمن على عقوبات ضد إسرائيل بسبب “الأبرتهايد” في “المناطق” فإن السفير الأميركي في الأمم المتحدة سينسى رفع سلاحه.

أوروبا لا يمكنها توبيخ إسرائيل كرفع عتب. على رأس موقع الاتحاد الأوروبي في الإنترنت كتب بأن اتفاق الشراكة من العام 2000، الذي يشكل قاعدة قانونية للعلاقات بين الاتحاد وإسرائيل، “ينص كمكون أساسي داخله على احترام حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية”. المعنى هو أن الانحراف عن قواعد الديمقراطية، مثل فصل السلطات واستقلالية المحاكم والحفاظ على حقوق الأقليات، يشكل خرقا للاتفاق. لذلك، يجوز للاتحاد الأوروبي، إن لم يكن ملزما، تعليق الاتفاقات بناء على اتفاق الشراكة. لا توجد ديمقراطية إذاً، لا توجد اتفاقية تجارة حرة (نحو ثلث حجم تجارة إسرائيل). وبدون فصل السلطات انسوا برنامج “ايراسموس” للاتحاد الأوروبي، ودعم الثقافة والتأهيل ومنح الأبحاث وتطوير التكنولوجيا.

إعلان الاستقلال يطلب من دول العالم ويتوسل إليها “مد يد المساعدة للشعب اليهودي في بناء دولته وقبول دولة إسرائيل في أسرة الأمم”. الأصدقاء الحقيقيون لإسرائيل لا يسمح لهم بالوقوف مكتوفي الأيدي عندما يسعى أشرار من أبناء الشعب اليهودي إلى تدمير دولة إسرائيل وإلقائها إلى أسرة الأمم المجذومة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى