ترجمات عبرية

هآرتس : جونسون ونتنياهو تشابه زعيمين واختلاف أتباع

أسرة التحرير – هآرتس 8/7/2022

أعضاء الحزب المحافظ، الذين جروا رئيس حكومتهم بوريس جونسون هذا الأسبوع إلى باب الخروج من شارع داونينغ ستريت 10 يمكنهم أن يلوموا أنفسهم فقط. لقد انتخبوه قبل ثلاث سنوات على الرغم من أنهم عرفوه جيداً، لقد عرفوا أن زعيمهم معني بمصلحته الشخصية، يتوق إلى القوة، وهو كذاب أشر. ومع هذا فقد انتخبوه لأنهم قدروا وبحق أن بإمكانه أن يقود المحافظين إلى فوز في انتخابات 2019.

الآن، وعندما بلغت الفضيحة الزبا وانطفأ بريق جونسون في عيون الجمهور البريطاني الواسع، سارع حزبه للتخلص منه. رغم هزلية المحافظين، فجدير بالتقدير أن ما تبقى من ثقافة سياسية يكون فيها كذب رئيس الحكومة ذريعة كافية لاستقالته.

جونسون مصر على الادعاء بأنه حصل على “تفويض” من الشعب لتولي القيادة حتى الانتخابات القادمة. بيد أن رئيس الحكومة في النظام البرلماني لا يشغل منصبه إلا بقوة أعضاء البرلمان الذين هم منتخبو الشعب. من الجيد أن المحافظين حتى ولو بتأخير واضح أوضحوا هذا لجونسون.

نأمل بأن برلمانيين في دول أخرى أيضاً، والتي يضع فيها زعماء شعبويون أنفسهم فوق القانون وفوق التقاليد الديمقراطية، سينجحون في وقف ذلك. وإسرائيل، التي يُتهم فيها بنيامين نتنياهو بجرائم فساد خطيرة يحاول العودة إلى رئاسة الحكومة، يجدر بها أن تتعلم من البريطانيين.

الفضيحة الأخيرة التي أحاطت بجونسون، والتي أدت في النهاية إلى سقوطه، تشبه إلى حد كبير قضية نتان ايشل، رئيس طاقم نتنياهو الذي اضطر في 2012 للاستقالة بعد أن اتضح أنه تحرش جنسياً بنساء عملن في مكتب رئيس الحكومة. وأدرك مؤيدو جونسون أنه يحظر على شخص عرف عن أعمال كهذه، ورغم ذلك رقّى المتحرش وأرسله إلى مهام سياسية بل وكذب على الجمهور في هذا الشأن – مواصلة البقاء في منصبه. في حالة نتنياهو، فقد ظل في منصبه تسع سنوات ونصف السنة بعد أن كشفت أفعال ايشل الذي هو اليوم من مقربيه. ولا أحد من وزراء الليكود نبس ببنت شفة.

زعماء فاسدون مثل جونسون ونتنياهو، يفسدون أحزابهم والمنظومة العامة الواقعة تحت سيطرتهم. من المفضل أن يقوم أعضاء الليكود الذين يتفاخرون بلقب محافظين أن يتعلموا من المحافظين الأصليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى