ترجمات عبرية

هآرتس: جوقة الليكوديين المتباكين على الديمقراطية !

هآرتس 2023-07-31، بقلم: يوسي فيرترجوقة الليكوديين المتباكين على الديمقراطية !

جاء مشهد جلد الذات وتوبة بعض أعضاء الكنيست والوزراء من “الليكود” في توقيت مناسب بالنسبة لهم: بعد لحظة من إلغاء ذريعة المعقولية من كتاب القوانين فعلياً، بدعم من كل واحد منهم، وقبل لحظة من خروج الكنيست إلى العطلة الصيفية.

ستمر ثلاثة – أربعة أشهر إلى أن يحتاج الائتلاف إلى قوانين الانقلاب الأخرى، وهذه فترة كافية وتزيد للعب الدور ذاته.

إن تصنيف هذه الأقوال كـ “تمرد” لحزب السلطة هو أمر مضحك. أحد المتمردين، وهو عضو الكنيست إيلي دلال، أعلن أنه من الآن فصاعداً سيؤيد “فقط خطوات يتم التوصل إليها باتفاق واسع”، أما أعضاء الكنيست الآخرون فبقوا على مواقفهم.

وصف الوزير آفي ديختر قادة التشريع (المتطرف حسب قوله) بـ “زعران يعرضون الدولة للخطر”، وقال الوزير أوفير إيكونيس إنه يمكن عقد لجنة تعيين القضاة لاختيار قضاة محاكم الصلح والمحاكم المركزية؛ عضو الكنيست يولي أدلشتاين طلب أن يتم تنسيق كل قانون من الآن فصاعداً معه.

“ربما غفوت في نوبة الحراسة”، اعترف رئيس لجنة الخارجية والأمن. لا توجد أي معلومات استخبارية لا يعرفها، بما في ذلك تحذيرات الاستخبارات العسكرية. في الأسبوع الذي سبق التصويت رفض طلبات أعضاء كنيست من المعارضة عقد اللجنة من أجل أن يحصل أعضاؤها على إحاطة من الجهات المناسبة بخصوص الوضع داخل الجيش الإسرائيلي وعلى الحدود. هو لم يغفُ في نوبة الحراسة، هو ترك موقعه.

وزير الدفاع، يوآف غالانت، كما نشر في الأسبوع الماضي، “يسعى إلى حكومة وحدة”. بالدرجة ذاتها هو يستطيع السعي إلى سلام عالمي أو إلى اجتثاث الجهل.

طالما أن بنيامين نتنياهو لا يوجد هناك، وهو غير موجود هناك، فليست هناك أي قيمة لجميع هذه التطلعات باستثناء أنها عنوان في الصحيفة. متى سيكون لها قيمة؟ عندما ستتحول أفعالاً: إقامة جبهة علنية لوزراء وأعضاء كنيست يقفون أمام العدسات ويتعهدون بعدم تأييد أي قانون آخر أحادي الجانب.

التشكيك الموجه لجوقة المتباكين هو في محله. هل استهدفت تمتمة الاستقلالية هذه تهدئة الاحتجاج والطلب من بني غانتس ويائير لابيد العودة إلى الحوار في بيت الرئيس؟

أحد الصحافيين المقرب من رئيس الحكومة سارع وطالب غانتس بمد يد العون، لكن رداً على ماذا بالضبط؟ على لا شيء (أيضا نتنياهو نفسه وعد بأن يستمر التشريع بعد العطلة، “مع أو دون المعارضة”).

في نهاية الأسبوع أجرى رئيس الحكومة مقابلات مع خمس قنوات تلفزيونية أميركية.

في أحدها رفض التعهد بأن حكومته ستحترم قرار المحكمة العليا إذا قامت بإلغاء قانون إلغاء ذريعة المعقولية.

بعد العاصفة المتوقعة نشر مكتب نتنياهو نفياً اتهم فيه المعارضة بتحريف أقواله، لكنه لم يتراجع عن أقواله. التهديد الوحشي للمحكمة العليا بقي على حاله.

في اللغات الأجنبية: مجلات مهمة في أوروبا، مجلة “ليبرسيون” الفرنسية و”دير شبيغل” الألمانية، التي لها ملايين القراء، خصصت مقالات صفحة الغلاف فيها لإسرائيل مثل “ديكتاتورية تولد أمام ناظرينا”، بالفرنسية. و”هل الديمقراطية الإسرائيلية تحتضر؟”، بالألمانية.

على ضوء الكارثة الأمنية – السياسية – الاقتصادية والاجتماعية التي تحدث أمام ناظرينا فان خيار حكومة الوحدة/ الطوارئ يحصل على الدعم الكبير من الجمهور ومن النظام السياسي.

هذا لا يمكن أن يكون وحدة لأن الوحدة هي مثل رقصة التانغو بحاجة إلى شخصين، ولا يعتبر نتنياهو شريكاً موثوقاً به. تبقى الأفعى أفعى. يمكن تسميتها حكومة إنقاذ: ضد رئيس وزراء يتآمر على بلاده، وضد الأحزاب العنصرية التي تروج لأجندة قومية متطرفة وأمام مجموعة من المجرمين الذين يشعلون الحرائق ويؤيدون الإرهاب اليهودي.

بعضهم جاهلون وأغبياء، وبعضهم محتالون وأذكياء لا يعترفون بقوانين الدولة أو بأي قيم عالمية.

من اجل أن يتبنى نتنياهو هذا الخيار فإنه يجب عليه أولاً أن يستيقظ ويتخلص من تأثير ابنه يائير الضار الذي عاد ليكون مشاركاً في الأحداث ويملي النغمة (حسب المقابلات). يجب عليه أن يضع نفسه مكان غولدا قبل شهر من حرب “يوم الغفران”. يوجد أمامه شهران ونصف لا يمكن فيهما إسقاطه. هو بحاجة إلى شجاعة وقدرة قيادية شارونية، لم تكن لديه في أي يوم، ويبدو أنها لن تكون.

ولكن إذا حدث ما لا يصدق: في الجانب الثاني سيكون عليهم سماع ما لديه. لن يرغب غانتس في القدوم فقط مع المعسكر الرسمي الذي يعد 12 عضو كنيست، الذين سيحلون محل الـ 14 عضو كنيست من “قوة يهودية” و”الصهيونية الدينية”.

إن صدمة حكومة الكورونا كانت كافية له كي يعرف مع من يتعامل. سيفضل القدوم مع يائير لابيد و”يوجد مستقبل” (36 عضو كنيست معاً)، وهذا سيكفي لتعويض كل المعارضين من “الليكود” بقيادة وزير العدل ياريف لفين.

الشرط الأول سيكون دفن كل كراسة قوانين الانقلاب للفين في سلة مهملات التاريخ.

الشرط الثاني، إلغاء قانون إلغاء ذريعة المعقولية سيكون القانون الأول الذي ستصوت عليه الكنيست. هذا نص آسر. حلم في ليلة صيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى