ترجمات عبرية

هآرتس – جدعون ليفي يكتب – نتنياهو هو أمير المد والجزر

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 23/3/2021

” كراهية نتنياهو والاعجاب به اخرجت اسرائيل عن اطوارها. لو أن معسكر من يكرهونه اعترفوا بانجازاته الجديرة بالتقدير لكان من السهل اكثر الاصغاء الى المعسكر وهو يردد قائمة الاخطار من نتنياهو “.

أحد المعسكرين يرى فقط الجزر والمعسكر الآخر يرى فقط المد. حفاران كبيران خلقا ضجة في الاشهر الاخيرة تحت نافذتنا. عاموس عوز توفي قبل أوانه. لقد فوت عليه ضجة الحفار الثاني. الاول كان حفار بنيامين نتنياهو التي شخصها عوز، وما زال يطلق الضجيج القوي منذ 15 سنة. في السنوات الاخيرة زاد ضجيجه. في الحملات الاخيرة الضجيج صم الآذان، لكن لم يكن أقل منه صما للآذان ضربات الحفار الثاني، ضربات معسكر “فقط ليس بيبي”. هذا الحفار اطلق الضجيج باستمرار، واحيانا عبثا. والهدوء لا يلوح في الأفق.

نتنياهو وصل ضجيجه الى آذان اسرائيليين كثيرين، اعضاء معسكر محدد جدا. هم ارادوا الهدوء، دائما هم يريدون الهدوء. باستثنائه لا يوجد لديهم الكثير كي يعرضوه. من يكرهونه، نتنياهو، ليس هو الشيطان الذي وصفوه، ليس الشيطان الذي اخافوا الناس منه، ايضا هو ليس المسيح للمعجبين به. قصة غرام وظلام: الكراهية والاعجاب لنتنياهو هما اللذان حركا وحدهما جولة الانتخابات هذه، التي كانت كلها مشاعر قوية، قوية وعمياء. هذه الكراهية والاعجاب اخرجت اسرائيل عن اطوارها.

نتنياهو هو أمير المد والجزر. أحد المعسكرين يرى فقط الجزر، والمعسكر الآخر يرى فقط المد. وهما مخطئان. ليس كل ما فعله نتنياهو كان مرفوض وفاسد ومتعفن ومشين. حقا لا. لقد سجل عدد من الانجازات، بحيث أن من يتجاهلها هو كاره مجنون. خطأ حياة معسكر معارضيه كان العمى الذي اصابه عند رؤية انجازات نتنياهو. هذا العمى لم يكن بالصدفة: لقد استهدف التغطية على الفراغ التام لهذا المعسكر، الذي منذ سنوات كثيرة فقد طريقه، وفي السنوات الاخيرة فقد ايضا قيادته. وقد بقي بدون أي شيء، من سكان الشوارع، ينقصه البيت الفكري، لم يبق لهذا المعسكر سوى أن يبني لنفسه مكان نجاة بواسطة كراهية الآخر، فقط من خلال ذلك. هذا ملجأ متهالك، لا يمكن الاحتماء فيه.

في الوقت الذي فيه معسكر “فقط بيبي” يصمم ويركز على هدف فان معسكر معارضيه عرف أنه ليس لديه بديل حقيقي يعرضه، لذلك، لم يبق له سوى زيادة ضجة الحفار من اجل التغطية على الفراغ. كراهية نتنياهو اقامت معسكر، اشعلت يقظة سياسية متخيلة، اخرجت الناس الى الشوارع بسحر عبثي وكأنه احتجاج سياسي. وقد رفع اعلام سوداء ودق الطبول على الجسور. لقد كان هذا الاحتجاج فارغ تحت غطاء فقط لا – اختفى الخواء. ماذا بدلا من نتنياهو؟ من؟ هذا لم يعرفوا هناك الاجابة عليه. في البداية سنسقط نتنياهو وبعد ذلك سنرى. نقتل نتنياهو ونستريح. كل من سيأتي بدلا منه سيكون افضل. هذا ليس صحيحا. هذا هراء وروح شريرة. يمكن أن يكون اسوأ من نتنياهو. ايضا من بين المرشحين الحاليين هناك عدد ممن هم اكثر خطورة منه، وجميعهم اقل تأهيلا منه.

الى جانب الاخفاقات الصارخة، وباستثناء المخالفات الجنائية، التي يجب أن تبقى الآن في أيدي المحكمة، سجل نتنياهو عدد من الانجازات التي تثير الانطباع. لو أن نصف اسرائيل التي تكرهه اعترف بانجازاته الجديرة بالتقدير، لكان من السهل الاصغاء اليها عندما تردد قائمة الاخطار منه، وإن كان جزء منها مبالغ فيه الى درجة الرعب. ديكتاتورية ونهاية الديمقراطية، صرخوا نحوه. في دولة نصف سكانها يعيشون في ديكتاتورية، قبله وبعده. لقد قام بتدمير الجهاز القضائي، هكذا انتقدوه، في دولة يوجد فيها جهازي قضاء حسب الفصل القومي، ودولة ليس فيها تقريبا أي مادة في القانون الدولي لم تخرقها بوقاحة لا تصدق. قبل وقت طويل من نتنياهو وايضا بعده.

ماذا يوجد لدى جدعون ساعر ليعرضه، باستثناء استبدال نتنياهو بشخص مؤهل اقل منه ومتطرف اكثر منه؟ وماذا عن نفتالي بينيت؟ حتى يئير لبيد لم يظهر أنه مرشح مناسب، سوى بوقوفه الدائم ضد نتنياهو. هذا غير كاف. هذا لا يمكن أن يكون كافيا. نتنياهو كما يبدو سيبقى. هذا لن يكون الكارثة التي يصفونها هنا. نتنياهو ربما يذهب، وهذا لن يكون الحلم الذي يسعون اليه هنا. فقط ليس بيبي؟ اقترحوا أولا شيء ما وشخص معين آخر.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى