ترجمات عبرية

هآرتس – جدعون ليفي يكتب – الجائزة الى مجلس المستوطنين

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 18/3/2021

عميقا في قلوبهم عرف الجميع هنا بأن المستوطنين هم خلفاء حملة السلب والطرد والقمع الكولونيالية التي لم تتوقف في أي يوم. فما بدأ في حنيتا يتواصل في سوسيا. وعلى ذلك يستحق مجلس “يشع” جائزة اسرائيل “.

جائزة اسرائيل لانجاز العمر عن مساهمة خاصة للمجتمع تم حجبها في هذه السنة: يهودا ميسي زهاف لم يعد مرشح للجائزة. محاولة منح جائزة مشروع الحياة لمشروع ميت – جمعية زاكا – لم تنجح. الآن يجب ايجاد مرشح آخر للجائزة. وقد حان الوقت لمنحها لمن يستحقها حقا، ومن قدم للمجتمع والدولة، اكثر من أي جهة اخرى، الى درجة أنه غير تماما وجهها وحدودها وصورتها، وحتى نظامها. وقد حان الوقت لمنح الجائزة لمجلس “يشع”، لا يوجد من يستحقها اكثر منه.

عدد من ممثلي مشروعها حصلوا على الجائزة؛ مثلا، كبير سارقي الفلسطينيين في القدس، دافيد باري، مدير عام جمعية العاد. ولكن هذا كان تقدير جزئي، محدد، مقلص، تقدير لم يشاهد كل الصورة. ومنح الجائزة لمجلس يشع أو لسابقته جمعية غوش ايمونيم أو لأحد رؤسائها، زئيف حيفر (زمبيش) أو دانييل فايس أو اسرائيل هرئيل، سيعكس بصورة صادقة روح العصر، وبالاساس المساهمة المصيرية للمجتمع، الذي تستهدف الجائزة تقديره. وقد حان الوقت لكل صهيوني لتقدير المستوطنين. فهم قصة النجاح الكبيرة للصهيونية منذ اقامة الدولة. لا يوجد اليوم صهيونية بدون المستوطنات، ولا يوجد مثل المستوطنات من اجل التعرف على طبيعة الصهيونية الكولونيالية.

هذه الاقوال لم تتم كتابتها كتحد. لو أن المستوطنات لم تنشأ لكانت لنا الآن اسرائيل مختلفة، بمساحتها وطابعها. يجب الاعتراف بذلك. يجب الاعتراف باستقامة بأن المستوطنين قد انتصروا منذ زمن. كولونياليتهم، خلافا لجميع الحركات الكولونيالية الاخرى في التاريخ، هي كولونيالية لا يمكن الرجعة عنها. فقط تخيلوا اسرائيل بدون مستوطنات. هي ستكون دولة مختلفة، أصغر وأكثر أمنا وعدلا. لا توجد لاهاي أو ابرتهايد.

ربما كان احتلال الضفة الغربية سيستمر فترة اخرى من الوقت بسبب “الاعتبارات الامنية”، لكن كان من السهل جدا انهاءه. أحد عمليات السلام التي لا حصر لها كانت ستعمل على انهائه، بعد أن يتمكن أحد رؤساء حكوماتها من استجماع الشجاعة لفعل ذلك. وعلى كل المنطقة كانت ستقام دولة فلسطينية حقيقية، مثلما يستحق الفلسطينيون. ولكن بسبب وجود المستوطنات لم يكن ولن يكون هناك أي حل للتقسيم. هذه المستوطنات بنيت ايضا من اجل افشال هذا الحل. وقد نجحت بدرجة كبيرة، والآن حان الوقت للاحتفال بالانتصار.

اسرائيل بدون مستوطنات كانت ستكون مجتمع مختلف، ولما كان الجيش سينشغل تماما في مهمات سيطرة استهدفت بالاساس حماية المستوطنين، واجيال اخرى من الشباب كانت ستتربى هنا، شباب لن يدخلوا في أي يوم مع البنادق والكلاب الى غرف النوم في كل ليلة من اجل أن يختطفوا بدون محاكمة سكان البيوت، شباب لن يقفوا على الحواجز أو يطاردوا الاولاد. وهم ما كانوا سيدمنون على العنف والقوة، أو على التفكير بأن كل شيء مسموح لهم. الاحتلال ليس العامل الوحيد لعنف اسرائيل والتطرف القومي والتعالي والعدوانية. لكن يوجد له تأثير حاسم.

تخيلوا لو أنه كان في جنوب لبنان مستوطنات: اسرائيل كانت ستبقى هناك الى الأبد. كان سيكون لنا اسرائيل مختلفة، أكثر كولونيالية وأكثر عنصرية. كانت هناك مجرد خطوة بيننا وبين اقامة مستوطنات بين صور وصيدا، مثلما تم بناء مستوطنات بين شرم الشيخ وطابا، وبين غزة ورفح. ألم يستوطن في شمال ارض كنعان يهود؟  في نهاية المطاف، حيرام، ملك صور، قدم اشجار الارز للهيكل واحيئاف، ملك اسرائيل، تزوج من ايزابيل، إبنة اتباعل، ملك صيدا – أليست هذه ارض التوراة؟ أليست جميعها لنا؟ ألا نستحق ذلك؟ فقط كانت هناك خطوة.

ولكن ما تم تفويته في جنوب لبنان واخلاءه في سيناء المصرية وفي غزة الفلسطينية سيبقى الى الأبد في يهودا وبنيامين. يوجد لذلك الآن حوالي 700 ألف ضمانة. صحيح أن كل اسرائيل، يمين ويسار، خضعت للضغوط والتخويف والابتزاز، ولكنها فعلت ذلك عن طيب خاطر. عميقا في قلوبهم عرف الجميع هنا بأن المستوطنين هم خلفاء حملة السلب والطرد والقمع الكولونيالية التي لم تتوقف في أي يوم. فما بدأ في حنيتا يتواصل في سوسيا. وعلى ذلك يستحق مجلس “يشع” جائزة اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى