هآرتس – جدعون ليفي – ما هو السيء في أن يكون النقب بدويا؟

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 13/1/2022
” النقب قمنا بتطهيره جزئيا في 1948. ونحن الآن نحاول طرد احفاد لاجئيه حتى من اماكن لجوئهم الجديدة في جنوب جبل الخليل. نقب بدوي ليس اقل اسرائيلية عن نقب يهودي، وفي اليوم الذي سنعترف فيه بذلك فان جزء من مشكلات البدو ستحل من تلقاء نفسها “.
العقل الصهيوني اوتوماتيكيا يقول: البدو يسيطرون على النقب. بعد لحظة سيسيطرون على كل الدولة. اسرائيل في خطر: يجب العمل فورا وبالقوة. من الواضح أن يتم الامر بالقوة. في الخارج هذا يبدو مثل عشية حرب اهلية. غرباء، انفصالون، غزاة، اعداء من الداخل، يحاولون السيطرة على قطعة من البلاد ونزعها من يد الدولة. في الحقيقة هؤلاء هم مواطنون من مواطني الدولة، الذين يقاتلون من اجل حقوقهم على هذه المنطقة من البلاد التي هي بلادهم، على الاقل مثلما هي بلاد اليهود. في هذه الاثناء لا توجد لهم أي طموحات وطنية، لكن النقب كان بدويا قبل وقت طويل من كونه يهوديا. ما السيء في ذلك؟ بني براك هي اصولية والنقب بدوي. الكيبوتسات اشكنازية ومدن التطوير شرقية وروسية. هكذا هو الامر في الدولة متعددة القوميات ومتعددة الثقافات. ولكن عندما يقوم الاصوليون ببناء المزيد من الاحياء والمدن لانفسهم فان الدولة لا تقوم بمحاربتهم، وعندما يريد البدو اراضيهم لانفسهم فان هذا يعتبر خطر على الدولة.
جميع شعارات الصهيونية الكاذبة، واساليب العمل القديمة والسيئة يتم تجنيدها لهذا الهدف وكأن الدولة لم تُقم بعد، فقط أن لا يسقط النقب في يد العدو. إحياء اليباب تربينا عليه، هو ازدهار لليهود فقط. توطين النقب، الذي هو قيمة صهيونية اخرى متطورة اكثر، يعني تهويده. ليس توطين النقب أو إحياء اليباب تهم الصهيونية، بل ما يهمها هو التهويد.
إذا، التهويد هو الوجه الثاني للتطهير العرقي. اذا كان احياء اليباب هو قيمة فمن غير الواضح لماذا. ما هو السيء في أن يتم الاحياء على أيدي ابناء النقب، الاشخاص الذين يعرفون الصحراء، تعودوا على العيش فيها ويحبونها اكثر من أي شخص آخر؟. واذا كان توطين النقب هو قيمة، ايضا هذا غير واضح لماذا، فما السيء في توطينه على أيدي البدو. أليسوا هم بشر؟ أليسوا اسرائيليين؟ على الاقل لنقل ذلك.
الآن تم اخراج من النفتالين السلاح الصدئ للصهيونية، الذي كان مخبأ منذ العام 1948، وهو التشجير. شخص بريء جدا جاء يبكي، يريد تغطية البلاد بالخضرة، هذا امر صهيوني جدا، والآن ايضا هذا امر بيئي. عشية عيد الشجرة هناك تشجير في النقب. في طفولتنا اخذونا الى حديقة مئير في 15 شباط من اجل غرس الاشجار. هذا كان أمر مؤثر. لم نكن نعرف في حينه أي شيء. لم نعرف أنه بأموال الصندوق الازرق يقومون بتغطية البلاد باشجار الصنوبر، عملية صنوبر كبيرة، من اجل تغطية جرائم 1948 وتغطية الخرائب الصامتة، ومن اجل أن لا يعود أي عربي الى بيته الذي تحول الى غابة. الآن سنقوم بزراعة غابة غير طبيعية كهذه ايضا في الصحراء.
ايتمار بن غبير حصل في السابق على مصادقة من الحاخام دوف ليئور للزراعة في سنة المحل. وسارع الى النقب وهو يحمل الاشتال في صندوق سيارته. ايضا معلم الشريعة، عميت سيغل، اصدر حكم وهو “نشاط طبيعي وصهيوني لا مثيل له، أن لا يتوقف غرس الاشجار”. سيغل محق. أمر طبيعي جدا وصهيوني جدا، غرس الاشجار من اجل التغطية على جرائم. ذات يوم احضروا جميع السفراء من اجل غرس “غابة السفراء” في النقب بدون أن يبلغوهم بأن الهدف الوحيد للغابة الوهمية هو التغطية على قرية العراقيب البائسة التي تم هدمها 183 مرة.
“نحن سنبني ونزرع ونطور وهم سيحرقون ويهدمون ويخربون. من الواضح جدا من الذي يقدس هذه البلاد”، قال اوفير ديان متفاخرا في تغريدة في تويتر. كيف يمكن للمرء مقارنة المزارعين اليهود الرائعين مع المخربين البدو، الحيوانات البشرية؟. دعونا نزرع الغابات على الاراضي الخاصة في كفار شمرياهو أو على انقاض بيت اوفير ديان ولنرى من يقدس هذه البلاد.
النقب طهرناه في السابق جزئيا في 1948، واحفاد لاجئيه نحاول طردهم الآن ايضا من مكان لجوئهم الجديد، في جنوب جبل الخليل. في هذه الاثناء ربع مليون بدوي اسرائيلي يعيشون في النقب، وهو يعود لهم على الاقل مثلما لكل اسرائيلي آخر. هذا التجمع توجد فيه مشكلات اقتصادية واجتماعية كثيرة يجب علاجها بطرق مختلفة. وعمليات غرس خبيثة ليست واحدة منها. نقب بدوي هو ليس اقل اسرائيلية من نقب يهودي. وفي اليوم الذي سنعترف فيه بذلك فان جزء من المشكلات سيحل من تلقاء نفسه.