هآرتس – جدعون ليفي– اذهبوا الى صحراء غودمان وشاهدوا كل القصة

هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 5/12/2021
” كسل اخلاقي، هذا ما يسميه غودمان بنغمة مصطنعة، وهو قلب القصة، أن لا تتخذ أي موقف يغضب أي أحد، أن تبقى في الوسط المقدس والفارغ وأن تعتبر صوت فلسفي مهم “.
الدكتور ميخا غودمان هو الشخص الذي نرغب في حبه. هو شخص وسيم وطلق اللسان وذكي والعصري والمتدين قليلا والمستوطن قليلا، احيانا يرتدي القبعة واحيانا يرتدي قبعة البيسبول، وسط. لا شيء مما قاله في مقابلة أجراها معههيلو غلزر (ملحق هآرتس، 3/12) يثير المعارضة. لا شيء. لأنه من الذي يعارض “تقليص تجربة الاحتلال”؟ من الذي ليس مع “تقليص النزاع”؟ ومن الذي سيعارض خطة الخطوات الثمانية؟.
من غير الغريب أن غودمان هو صديق الجميع. فقد التقى مع رئيس الاركان واربعة جنرالات توجد له قناة مفتوحة معهم؛ الرئيس الحالي يقتبس عنه وسلفه كان صديقه؛ وزير الاعلام ضمه الى احد اللجان ووزير القضاء دمج رأيه في حملته ووزير الدفاع أوصى بكتابه؛ هو صديق لرئيس الشباك السابق، ورئيس الحكومة نفتالي بينيت يسير على هديه، ومع يئير لبيد بالطبع يوجد له حب من النظرة الاولى؛ في احد المواعيد لبيد انتظره 45 دقيقة على الشاطيء وقال له: “غير فظيع، لقد شاهدت غروب الشمس”. دموع.
الامريكيون ايضا يذوبون بالطبع، مارتن اينديك دعاه في السابق لالقاء محاضرة، مثل الامريكيين، يفرح به بالضبط ايضا من يقرأون كتبه واسعة الانتشار. هو ولد نبي. يوجد لاسرائيل صوت مثقف. وغودمان هو لم يرغب في أن يكون كذلك. نبي تم أخذه من خلف الاغنام. هو يفضل أن يكون راهبا، يجلس في البيت مع الشاي والكتب أو أن يكون وحيد في الصحراء. ليس فقط في الصحراء، بل في الصحراء المحتلة التي توجد حول منزله.
الصحراء التي تحيط منزله هي قصة غودمان وقصة كل من يريدون أن يكونوا مثله. في صحراء غودمان ، اسفل مستوطنته كفار ادوميم، توجد قرية بدوية باسم الخان الاحمر. سكان كفار ادوميم الذين ليسوا مثل معظم المستوطنين، هم منقسمون بين من يؤيدون اخلاءها وبين من يعارضون ذلك. هناك حتى في كفار ادوميم مجموعة من اصحاب الضمير مثل البروفيسور دان تيرنر، نائب مدير عام مستشفى شعاري تصيدق، الذين يناضلون من اجل أبناء قبيلة الجهالين.
ما الذي يفكر به معلم الجيل الجديد؟ هو “ليس له موقف”. “هو لم يتقدم حتى يفهم الحدث والتحقيق فيه وبلورة موقفه”. منذ نصف قرن وجيرانه يناضلون من اجل بيتهم، وغودمان “لم يتقدم لبلورة موقف”. نحن سننتظر. لا يوجد ما هو ملح. ها هي قصة كل الوسط في اسرائيل. “كسل اخلاقي”، يسمي غودمان ذلك بنغمة مصطنعة، وهي قلب القصة. عدم اتخاذ أي موقف يغضب أحد، البقاء في الوسط، في المركز المقدس والفارغ، دون قول أي شيء ملزم، بل يتم اطلاق شعارات براقة، وبذلك تعتبر صوت فلسفي مهم.
غودمان يجسد احلام ويشرعن جرائم. لذلك، توجد له شعبية. يئير لبيد بغلاف ثقافي. غودمان يريد كل شيء، من كل شيء. الاساس هو أن نبقى ناصعي البياض وطاهرين. كم من اللطيف أن يلتقي معه رئيس الاركان والتحدث معه عن القيم. وبعد ذلك أن يأمر مرة اخرى باطلاق النار الحية على المتظاهرين أو اعتقال الاولاد. غودمان لا يرى ما يحدث في الصحراء حوله. هو لا يريد أن يرى. هو يريد الهدوء. ميخا، “النبي”، يقترح علينا تفضيل “عدالة اقل بقليل” بدلا من “امن اكثر بقليل”. اقل عدالة لمن؟ وتنازل امني لمن؟، لا تضحكوا الوسط. لأن الصحراء حوله فارغة ولا يوجد فيها أحد، بالتأكيد هي مليئة باليهود الذين لهم بعض الحقوق.
انظروا مثلا الى كلمة “دولة”. هي كلمة حاجبة بالنسبة للفيلسوف من كفار ادوميم لأنها ثنائية. ما هذا الكلام المعسول. الحكم الذاتي، في المقابل، هو كلمات “كمية” تسمح بالمرونة. لذلك، سيقترحها صاحب الضمير على الفلسطينيين. واذا كانت كلمة دولة هي كلمة حاجبة وثنائية فما هو رأي سارتر الاسرائيلي بأن يتنازل اليهود ايضا وأن يكتفوا بالحكم الذاتي؟. من المضحك أن يخطر ذلك بالبال، لأن غودمان هو الصهيونية الحديثة.
غودمان بالتأكيد مليء بالنوايا الحسنة. ولا شك أنه شخص من الممتع التحدث معه، هو غير عنصري وغير كاره، بل هو الليبرالي الاسرائيلي المتنور، وهو يفعل بالضبط ما يريد الاسرائيليون من الوسط أن يفعله من اجلهم، أن يسهل مرور الواقع في حلقهم وأن يلطفه. لذلك، هم يحبونه. وقد كتبوا عنه هنا في الملحق بأنه الآن هو المفكر الاكثر تأثيرا على الحكومة. هذا هو سبب تفضيلي للقوميين المتزمتين العلنيين. فعلى الاقل هم صادقون.