ترجمات عبرية

هآرتس: جبل الهيكل ينتظر بن سلمان

هآرتس 20-8-2023، بقلم تسفي برئيل: جبل الهيكل ينتظر بن سلمان

من بين التلميحات والإشارات والانبعاثات اللفظية والتفسيرات التي أنتجها خيار التطبيع بين إسرائيل والسعودية في الأسابيع الأخيرة ، هناك بيان صريح واحد مفقود: السعودية لم تقل كلمتها بوضوح بعد. هل ينوي محمد بن سلمان تطبيع علاقات مملكته مع إسرائيل ، وما هي الشروط التي يضعها للتطبيع وما هو الجدول الزمني المعني. إلى جانب التقديرات الإسرائيلية التي تنفث الهواء الساخن ، تم حتى الآن سماع عدة تقديرات أمريكية ، وليست كلها متفائلة ، وبعضها يرى أن التطبيع ممكن في إطار زمني من تسعة إلى اثني عشر شهرًا (دون توضيح سبب ذلك). هو بالضبط في هذه الفترة الزمنية أن التطبيع قد حان).

في حزيران، بعد زيارته للرياض، نشر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن “مسار التطبيع معقد ولكنه محتمل”، وفي هذه المناسبة أيضاً، ربط العنف في “المناطق” [الضفة الغربية] مع احتمالية التوصل إلى تطبيع، وطلب من نتنياهو “خفض ألسنة اللهب”. هل هذا هو موقف بلينكن أم أن بن سلمان هو الذي كتب ورقة الرسائل لإسرائيل؟ وهنا لا توضح السعودية ولا تفصل ما الذي سيرضيها. يمكن التخمين بأن تكرار التصريح “التاريخي” الذي أعلنه نتنياهو قبل إقامة العلاقات مع الإمارات بأن “إسرائيل تلتزم بعدم ضم المناطق”، ستعتبره السعودية بضاعة مستعملة أعطيت لزبون عربي سابق هو أبو ظبي، وأن من يريد قطف الثمرة الأهم – السلام مع الرياض –عليه أن يدفع بالعملة الصعبة أكثر.

بالمناسبة، ليس من النافل التذكير برد الرئيس الأمريكي السابق ترامب، عراب اتفاقات إبراهيم، على تعهد نتنياهو لأبو ظبي بأن ضم مناطق “يهودا والسامرة” سيختفي من الأجندة: “لا أن يختفي من الأجندة – هم وافقوا على عدم فعل ذلك. القصد أكثر من أنه سيختفي من الأجندة، لأنهم وافقوا على عدم فعل ذلك، وأعتقد أن هذا مهم، هذا تنازل كبير من ناحية إسرائيل، وأعتقد أنه تنازل حكيم من قبل إسرائيل”.

كم كانت مشوشة ومشجعة وواعدة هذه الأقوال، إلى أن قام السفير الأمريكي في إسرائيل، دافيد فريدمان، بتنظيمها وأوضح بأنه غير واثق في ما يتعلق بقطعية هذا التعهد. عندما سئل عن الفترة الزمنية لتعهد إسرائيل الذي سيكون فيها ساري المفعول، أجاب: “موضوع فرض السيادة لن يختفي عن جدول الأعمال، والتعليق مؤقت… قررنا إعطاء السلام كل الفرص المحتملة. لا يمكنني التحدث عن المستقبل. اخترنا بحرص تسمية ذلك بتعليق فرض السيادة”. التعليق أو الاختفاء من جدول الأعمال؟ أياً منهما سنصدق؟ هذه هي الفروقات الدقيقة التي تريد إسرائيل الآن تسويقها لأحد أعظم المتلاعبين في الشرق الأوسط.

بن سلمان يعرف نتنياهو جيداً؛ فقد حصل على تقارير محدثة ومفصلة عنه، سواء من قادة كبار في أمريكا أو من محمد بن زايد حاكم الإمارات – قبل تعمق الشرخ بين هذين الزعيمين الأخوين. وبنية هذا التنظيم المسمى حكومة إسرائيل ليست غريبة على بن سلمان، وهو يعرف أن أي اقتراح إسرائيلي حول القضية الفلسطينية ستكون أهميته بوزن الورقة التي سيكتب عليها. وكذلك، لا يمكن لولي العهد السعودي أن يثق بالرئيس الأمريكي جو بايدن. فلم يستطع بايدن حتى الآن وقف ولو بؤرة استيطانية غير قانونية واحدة، أو وقف جرائم الزعران الإسرائيليين في “المناطق” [الضفة الغربية] أو إملاء قواعد لعب إقليمية على إسرائيل، خاصة أمام الفلسطينيين. مع ذلك، ربما هناك مقابل واحد ملموس يمكن لبن سلمان تحقيقه.

“لنفترض أن بن سلمان يريد بالفعل تحقيق إنجاز حقيقي للفلسطينيين مقابل التطبيع مع إسرائيل، ولنفترض أن إسرائيل في توقها للتطبيع مع السعودية ستوافق على صياغة وثيقة تفاهمات تعرض مواصفات مستقبلية للوضع السياسي والاقتصادي للفلسطينيين، ممن سيحصل بن سلمان على ضمانات إيفاء إسرائيل بالتزاماتها، وكيف يضمن ألا تبقى في يده وعود إسرائيلية باطلة بعد أن سلم البضاعة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق التطبيع؟ هذا سؤال طرحه مراسل أردني أراد التذكير في حديث مع “هآرتس” ببعض الوعود التي وعدت بها إسرائيل الأردن حول قضية الحرم، وكيف أن البلاط الملكي يستيقظ بذعر يومي من افتعال بن غفير حيلة أخرى تجعل الملك شخصاً ضعيفاً.

لكن خوف الأردنيين العميق ليس فقط من تدهور العنف في الضفة الغربية. تطبيع إسرائيل مع السعودية ربما يقصي قدم الملك عن الحرم ويعطي لبن سلمان مكانة مفضلة فيه، خلافاً لما نصت عليه اتفاقات السلام مع الأردن. لم يخف بن سلمان تطلعه في أن يكون المسؤول عن جميع الأماكن المقدسة. وعلى هذه الخلفية، تطور توتر شديد بينه وبين الملك الأردني. تعيين قنصل سعودي في الأردن ليقوم بمهمة القنصل الجديد في القدس هز عمان بدرجة لا تقل عن علامات الاستفهام التي أثارها هذا الأمر في القدس. هل هذا هو الثمن الذي يطالب به بن سلمان؟ هل تنوي إسرائيل أن تدفع بالعملة الأردنية مقابل التطبيع مع السعودية؟ 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى