ترجمات عبرية

هآرتس: توجد طريقة واحدة..الرفض بشكل جماعي

هآرتس – ايريس ليعال – 10/8/2025 توجد طريقة واحدة..الرفض بشكل جماعي

لقد عدنا مرة اخرى الى لعبة التخمين: ما الذي ينوي نتنياهو فعله؟، الذي يرافقنا في السنتين الاخيرتين. عندما يقول “نحن ننوي السيطرة عسكريا على كل قطاع غزة”، فان التقدير يميل الى التقليل بدرجة كبيرة من اقواله، ويقترح له التحليلات. حتى الآن التصريحات حول طرد السكان وبناء المستوطنات في غزة لم يتم اخذها بجدية زائدة. بل اعتبرت وكأنها هذيان لا اساس له لحركة الاستيطان، التي يسمح لها نتنياهو بالوجود بدون ازعاج، مثل الزيارات المتتالية لدانييلا فايس في غزة. قرار الكابنت يثبت انه يوجد لها اساس قوي في الواقع.

في نفس اليوم، الذي في مسائه عقد الكابنت، نشر المجلس الاقليمي شومرون صورة لبتسلئيل سموتريتش الى جانب يوسي دغان وشخصين آخرين، وهم يقفون بصورة احتفالية في مستوطنة صانور التي تم اخلاءها في عملية الانفصال، وبجانبهم شعار “الموت للعرب”. على الفور بعد الضجة الاعلامية التي ثارت خرجت توضيحات بحسبها هم لم يلاحظوا ما كتب. هذا منطقي. من يرى في اللاوعي مكتوب على الجدار باللون الازرق، سيعتبر ذلك فكرة عابرة. ولكن الاشخاص في الصورة نجحوا في ان يصبحوا اقوى كتلة سياسية في اسرائيل. ليس من الصحيح الحكم عليهم من خلال عدد المقاعد للصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش في الاستطلاعات. حركة الاستيطان قوة حاضرة ومؤثرة في كل مكان، في الاعلام، الجيش وفي الشباك قريبا.

يبدو أنه ما شأنهم بنتنياهو. عمليا، هم الذين قاموا بفتح عيونه: بعد 7 اكتوبر ظهرت معجزة ايضا بالنسبة له. الشخص الذي يعرف كيفية انتاج العسل من كل مزبلة، ادرك أنه يوجد هنا تكتل نادر للمصالح. دائما هم ارادوا الاحتلال والسيطرة على المناطق، قتل العرب، البحث وايجاد اعداء. نتنياهو عرف فجأة انهم يعرضون عليه حالة من الحرب الخالدة، بالضبط ما كان يحتاجه كي يبقى في الحكم، واسكات ضجة “قطر غيت”، وتفكيك أي مؤسسة أو رئيسها ويقضي على أي شكل من اشكال المعارضة. لقد ادرك ان التعاون مع سموتريتش وفايس وكل آكلي الموت ومن يؤيدونهم، سيوفر له الحرب الخالدة وسيل لا ينتهي من الضحايا – معسكرات حربية في عمق القطاع، دوريات، طلعات جوية واقتحامات، كل ذلك سينتج قتلى وجرحى، وسيؤجج نار الانتقام. لذكراهم ومن اجلهم يجب تعميق السيطرة، ايضا في اجزاء في الضفة الغربية.

بدرجة كبيرة يمكن القول ان نتنياهو اكتشف بعد هجوم حماس جوهره الحقيقي. في تشرين الاول 2015، في جلسة لجنة الخارجية والامن التي عقدت بمناسبة مرور سنة على قتل رابين، قال نتنياهو “في هذه الاثناء توجد احاديث مثل ماذا سيحدث لو ان أحد ما ما زال موجود. هذا الامر غير مهم… نحن سنعيش الى الابد على حد السيف”. الآن، بعد مرور عشر سنوات، هو يسير نحو تحقيق هذا الحلم. العقوبات من قبل الاتحاد الاوروبي بالتأكيد لن توقفه. ايضا ليس حظر السلاح. بالنسبة لنتنياهو اسرائيل يمكن ان تصبح دولة فقيرة، مدمرة اقتصادية واكاديميا متدنية وعلم متخلف، منبوذة بسبب الاشمئزاز منها من كل العالم. فقط اعطوه السيف الخالد وسيبني حياتنا عليه.

توجد طريقة واحدة للنجاة من هذا المصير المخيف، التمرد والرفض، طلب، بالاجماع، الانسحاب الكامل والفوري من غزة، دعوة الجنود لعدم تعريض حياتهم للخطر، وأن يرفضوا ارتكاب جرائم الحرب رغم ارادتهم من اجل هذه الخطة الشيطانية. هذا لا يمكن ان ياتي فقط من اليسار الراديكالي، بل يجب ان ياتي من داخل الاجماع. المعارضة البرلمانية والمدنية وقادة الاحتجاج، جميعهم اقترحوا دواء معتدل لمرض قاتل وعنيف. للمرة الاولى يوجد للوسط الملتزم دور في انقاذ الدولة. غادي ايزنكوت، بني غانتس ويئير لبيد، رؤساء جهاز الامن، اعلام التيار العام، الجميع يجب عليهم القول: “أنتم لستم الحمل الخالد للتضحية به في حروب هؤلاء المجانين.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى