ترجمات عبرية

هآرتس: تفوق اسرائيل الجوي لن يختفي، رغم صفقة الطائرات للسعودية

هآرتس 19/11/2025، عاموس هرئيل: تفوق اسرائيل الجوي لن يختفي، رغم صفقة الطائرات للسعودية 

مثلما كان بالإمكان التوقع مسبقا، فان دونالد ترامب أوضح أمس سلم أولوياته. الرئيس الأمريكي لا يرى أي مشكلة في بيع الطائرات القتالية المتقدمة من نوع اف35 للسعودية. على الأقل بصورة علنية هو لا يربط بين صفقة الشراء الكبرى المخطط عقدها وبين اتفاق تطبيع مستقبلي بين السعودية وإسرائيل، وان كان ما زال يجب الاخذ في الحسبان المفاجآت كما هي العادة لدى ترامب.

في نفس الوقت الرئيس مصمم على التقدم في تنفيذ خطته في قطاع غزة. بهذا الشأن هو يحمل معه – حتى بعد المصادقة على خطته في مجلس الامن اول امس – اخبار مختلطة من ناحية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وحتى الآن، مثلما في القضية السعودية، هناك أمور واضحة: ترامب يهتم بالأساس بالمصالح الامريكية، ولا يوجد تشابه بين النتيجة النهائية وبين وعود النصر الكثيرة التي نثرها نتنياهو بخصوص الساحات المختلفة.

ترامب قال امس المفهوم ضمنا بالنسبة لنا: السعوديون هم حلفاء “رائعون”، لذلك هو ينوي بيعهم طائرات اف 35. على الأقل في هذه الاثناء هو لا يذكر في هذا السياق رغبته في التوصل الى اتفاق تطبيع. في هذه المرحلة يبدو ان نتنياهو يحتاج الى ذلك اكثر من الشريك المحتمل، ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، الذي وصل اول امس لزيارة في واشنطن.

الجمهور السعودي توجد له تحفظات شديدة من إسرائيل إزاء افعالها في غزة اثناء الحرب. ابن سلمان سيتعين عليه ان يقرر هل يتجاهل النقد العام في بلاده. يبدو انه يعتقد بانه يستطيع ان يحظى بتحقيق طموحاته من الولايات المتحدة بدون ان يدفع بعملة التطبيع مع إسرائيل. امس قال ابن سلمان بانه سيفحص انضمام بلاده الى اتفاقات إبراهيم فقط في حالة تم ضمان مسار واضح لاقامة دولة فلسطينية، في حين ان ترامب عاد وكرر عدة مرات وعده بان إسرائيل ستكون مسرورة عندما سئل عن صفقة الطائرات.

في كل الحالات صرخات النجدة بشان فقدان التفوق الجوي لإسرائيل في الشرق الأوسط هي مبكرة جدا الى حد ما. قبل خمسة اشهر اثبتت إسرائيل تفوقها الجوي المطلق عندما هاجمت طائراتها بدون ازعاج، طلعة وراء أخرى وخلال 12 يوم، في جميع ارجاء ايران. هذا الإنجاز يرتبط بطائرات اف35 التي حصلت عليها من الولايات المتحدة، لكن بالتأكيد لا يفسر فقط بهذا الامر. لقدرات التخطيط والتنفيذ الموجودة لسلاح الجو الإسرائيلي لا يوجد اليوم معادل في الشرق الأوسط. السعوديون بالتأكيد ليس فقط هم راكبو جمال، كما وصفهم قبل فترة قصيرة باحتقار الوزير بتسلئيل سموتريتش، ولكن سيمر كما يبدو وقت طويل الى ان ينجحون هم أو حتى الاتراك في اغلاق الفجوة المهنية.

صفقة طائرات مشابهة – بين الولايات المتحدة ودولة الامارات بموافقة صامتة من نتنياهو – عقدت في 2020 على خلفية اتفاقات إبراهيم، لكنها لم تتحقق بسبب خوف جهاز الامن الأمريكي من تسريب معلومات حساسة عن الطائرة المتقدمة من الامارات الى الصين. هذه المرة يصعب التصديق بان ترامب سيتنازل على خلفية الهدية الاقتصادية التي يعتقد انها تنتظره الان، اذا وقعت كل الاتفاقات الأمنية والاقتصادية مع السعودية.

ما تحتاجه إسرائيل في الظروف الحالية هو بالأساس تعويض. هذا ما حدث أيضا في السابق في اطار الالتزام القانوني للادارات الامريكية بمبدأ كيو.ام.إي، الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. لقد حصلت على سلاح دقيق ومنظومات قتالية متقدمة، وحصلت على قدرة عالية للوصول الى المعلومات الاستخبارية كتعويض عن تزويد أمريكا بالسلاح لدول لم تعتبر أعداء مباشرين لها. دائما كان لها أيضا ما تقدمه في المقابل. السؤال هو ما هي قدرة المساومة الحالية لنتنياهو امام ترامب. الرئيس في الواقع يمتدح رئيس الحكومة بشكل دائم، وحتى انه تدخل بشكل فظ لصالحه في الإجراءات القانونية ضده، ولكن في هذه العلاقات من الواضح تماما من هو الذي يقول الكلمة الأخيرة.

هذا ينطبق أيضا على قرار الأمم المتحدة بشان تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة. هذه بالضبط الأمور التي حارب نتنياهو وحرض ضدها خلال ثلاثة عقود. كما يبدو، إسرائيل يمكنها ان تكون راضية: صيغة القرار تتضمن نزع سلاح حماس، وبعد العودة المفاجئة للعشرين مخطوف الاحياء (وكل الجثث، باستثناء ثلاثة حتى الآن)، فانه يوجد لها القليل من الموانع لفعل ذلك. ولكن تعمل هنا توجهات لا تتساوق مع الرسائل التي سوقها نتنياهو، وربما أيضا ليس مع المصلحة الإسرائيلية. هذه خطوة رئيسية قبيل تدويل النزاع، واذا نجحت مهمة القوة فمن المرجح انه ستطرح المطالبة بمحاولة تطبيق نموذج مشابه أيضا في الضفة الغربية. صيغة القرار تضع صلاحيات واسعة في يد ترامب، وفي المقابل، لا تبقي أي دور للسلطة الفلسطينية. يوجد خطر من ان فشل امريكي في نشر القوة سيؤدي الى تراجع سريع، بصورة من شانها ان تعقد الوضع. اما بالنسبة للرؤية العبثية لليمين بشان ضم قطاع غزة والضفة الغربية، فيبدو انه حاليا لم يبق منها أي شيء.

في الوقت الذي ينشغل فيه الائتلاف بشن حرب على المستشارة القانونية للحكومة، ويؤجج أنصاره بمؤامرات ضد المدعية العامة العسكرية السابقة، فانه تحدث تطورات مهمة على المستوى الاستراتيجي. من الملح اكثر للوزراء الانسغال بتشكيل لجنة عبثية، التي يفترض انها ستحقق في إخفاقات الحرب، بدلا من فحص تاثيرها على الوضع الإقليمي لإسرائيل. نتنياهو بمناوراته يحقق إنجازات سياسية محددة على الصعيد الداخلي، اما على الصعيد الدولي فقد تتلاشى إنجازات الحرب التي تحققت على حساب خسائر فادحة. ويرتبط هذا بشكل مباشر بتصميم رئيس الحكومة على إطالة الحرب على مدى سنتين مع نشر أوهام في أوساط مؤيديه.

في ذلك القرار المجنون، مهاجمة كبار قادة حماس في قطر في شهر أيلول الماضي، أدى نتنياهو بشكل مباشر الى اتخاذ قرار من قبل ترامب بان يفرض على الطرفين صفقة لانهاء الحرب. بالنسبة للمخطوفين كانت هذه بشرى ممتازة. من ناحية الحكومة وقعت أمور مشجعة اقل: نتنياهو اجبر على الاعتذار علنا امام قطر، وترامب تعهد بحلف دفاع مع القطريين، وهو يفحص فعل ذلك مع السعودية أيضا – في حين ان الاتفاق في غزة يهيء دور حاسم في القطاع لحكومة قطر وحكومة تركيا، الدولتان الأكثر عداء لإسرائيل، ورعاة مخضرمين لحماس وحركة الاخوان المسلمين.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى