ترجمات عبرية

هآرتس – تغيير موقف الولايات المتحدة حيال ايران ، يتطلب من إسرائيل خطة عمل جديدة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 15/11/2021

” رغم المناورات المشتركة ورسائل التهديد، إلا أنهم في الشرق الاوسط يفهمون أن امريكا ستنسحب. الهجمات في سوريا تضر بايران. وفي الجيش الاسرائيلي يقلقون من نقل منظومات مضادة للطائرات الى لبنان. وفي نفس الوقت، بمصادقة المستوى السياسي، قطاع غزة لا يحتل مكانة رئيسية في سلم أولويات الجيش الاسرائيلي “.

من كثرة الاشارات المتبادلة يصعب احيانا تشخيص الرسالة. الجيش الاسرائيلي ينشغل الآن بسلسلة طويلة وكثيفة من المناورات في ساحات مختلفة، التي جزء كبير منها يعتبر تحذير، بشكل ما، لايران. الولايات المتحدة، التي من ناحيتها ترسل قوات للتدرب في المنطقة، تبث بذلك الدعم لاسرائيل ولاصدقائها في الشرق الاوسط. ايضا ايران تستعرض هنا وهناك عضلاتها بواسطة المناورات العسكرية.

كل هذه العمليات تجري في ساحات ثانوية، مقارنة بالساحة الرئيسية الاستراتيجية. وهناك يبدو أن ايران، بعد تردد كبير وتأخير، مستعدة لاستئناف المفاوضات مع الدول العظمى حول الاتفاق النووي، لكن بشروطها فقط وطرح طلبات متشددة، في حين أن امريكا تعطي اشارات بأن اهتمامها الوحيد هو التوصل الى حل دبلوماسي للمعضلة، وأنه ليس لها أي نية لاستخدام القوة العسكرية، بالتحديد رسالة ا تثير عدم الرضى الى درجة قلق شركائها في المنطقة.

في نهاية تشرين الاول اجرت اجهزة الامن الاسرائيلية مناورة الجبهة الداخلية السنوية، التي في اطارها تم فحص مواجهة الجبهة الداخلية مع سيناريو اطلاق آلاف الصواريخ من لبنان ومن قطاع غزة. في الاسبوع الماضي تم اجراء مناورة واسعة لفرقة احتياط في قيادة المنطقة الشمالية. وفي هذا الاسبوع تتدرب هناك فرقة اخرى تشمل ايضا الوية نظامية. 

التجديد الاساسي يكمن في المناورة البحرية التي تجري في البحر الاحمر. الاسطول الامريكي الخامس يتعاون هناك مع اسلحة البحرية لدول المنطقة مثل اسرائيل ودولة الامارات والبحرين. الولايات المتحدة قررت أن تعلن عن المناورة المشتركة، وهي الاولى منذ اتفاقات التطبيع التي وقعت قبل اكثر من سنة، وفاجأت قليلا اسرائيل. ايضا وحدة مظليين امريكية تدربت مع قوة للجيش الاسرائيلي في النقب. واذا لم يكن هذا كافيا فقد نشر أمس أن قائد سلاح الجو، الجنرال عميكام نوركن، قام بزيارة رسمية اولى في الامارات. 

المناورات الكثيرة لا تعكس قلق ملموس من حرب قريبة، بل ادراك في القيادة العسكرية بأن هناك حاجة الى التحسين وزيادة القدرات، على خلفية الصعوبات المالية وقيود وباء الكورونا، التي اضرت بحجم التدريب، بالاساس لوحدات الاحتياط. في ترتيب الاولويات في هيئة الاركان العامة ومصادقة المستوى السياسي فان قطاع غزة لا يعتبر المكان الرئيسي بشكل خاص رغم جولة القتال الاخيرة في ايار الماضي وعملية حارس الاسوار. سياسة اسرائيل الواضحة تريد كسب الوقت في القطاع، تهدئة حكم حماس بواسطة تقديم تسهيلات اقتصادية واصدار تصاريح لدخول المزيد من العمال والتجار للعمل في اسرائيل، العدد ارتفع الى عشرة آلاف وحماس تطالب بثلاثين ألف. بقي هناك عائق واحد من الصعب جدا حله، وهو يتعلق بصفقة الاسرى والمفقودين. اسرائيل ستواصل الرد على الارهاب ضدها، وفي حالات معينة ستعمل ايضا ضد محاولات حماس لتطوير سلاح متطور اكثر. ولكن اضافة الى ذلك، العيون شاخصة نحو الشمال، نحو لبنان وسوريا، وشرقا نحو ايران.

التطور الاساسي الذي بدأت اسرائيل تستوعبه يتعلق بتغيير السياسة الامريكية. الاهتمام الذي تظهره واشنطن بالمنطقة آخذ في التضاؤل. وبوتيرة اسرع منه يقل الاستعداد لاستخدام القوة، حتى كاشارة الى الحاجة الى تحقيق هدف اكبر. بالنسبة للاسرائيليين، حكومة بايدن تعتبر الدبلوماسية عقيدة وليس أداة.

“هذه الانعطافة تقتضي منها اعادة فحص الكثير من فرضياتنا”، قالت مصادر امنية. هذه الامور تجد تعبيرها البارز في ضبط نفس امريكا ازاء عمليات نسبت لايران والمليشيات الشيعية التابعة لها في الفترة الاخيرة، وهي مهاجمة الطائرات المسيرة للقاعدة الامريكية في الطنف في شرق سوريا ومهاجمة منزل الرئيس العراقي، مصطفى الكاظمي.

في السابق كانت استعراضات القوة العسكرية اكثر من العقوبات الاقتصادية هي التي دفعت ايران الى اعادة فحص طريقها. هذا ما حدث مع وقف اطلاق النار الذي انهى الحرب بين العراق وايران في 1988، وبعد “حرب المدن” التي استخدمها الرئيس العراقي صدام حسين، الذي قصف بالصواريخ المدن الايرانية. وهذا ما حدث مرة اخرى بعد 15 سنة عندما جمد النظام في ايران الانشغال الحثيث بالمشروع النووي العسكري بتأثير الغزو الامريكي للعراق.

في نهاية الشهر الحالي يحتمل أن تستأنف في فيينا المحادثات بين ايران والدول العظمى حول الاتفاق النووي. وفد امريكي لن يشارك في المحادثات. في واشنطن يقدرون بأن الرئيس الجديد، ابراهيم رئيسي، سيظهر خط متشدد. وفي القدس ايضا يتفقون مع هذا التقدير. كلمة “تنازل لا تظهر في هذه المرة في قائمة الطعام الايرانية”، قال مصدر عسكري. مقاربة ايران الصقرية يتم تشخيصها جيدا في المنطقة، يبدو أنها تقف خلف الاتصالات الاخيرة بين السعودية والامارات وبين طهران، واستعداد دول عربية سنية للعودة واقامة علاقات مع نظام الاسد في سوريا رغم الفظائع التي ارتكبها في فترة الحرب الاهلية. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى