ترجمات عبرية

هآرتس: تعيين مشبوه باغتصاب رئيسا للجنة المالية ليس صدفة. هذه سياسة الحكومة

هآرتس – اوريت كمير – 29/7/2025 تعيين مشبوه باغتصاب رئيسا للجنة المالية ليس صدفة. هذه سياسة الحكومة

رئيس الحكومة قرر تعيين عضو الكنيست حانوخ ملفتسكي، المشبوه بالاغتصاب والتحرش واقصاء شاهد، رئيسا للجنة المالية. يصعب رؤية أي شيء يمكنه وقف هذه الخطوة التي تجسد الدمج بين كل الامراض الخبيثة التي اصابت المجتمع الاسرائيلي واضعفته الى درجة الخوف على حياته. ولكن مهم ذكرها من اجل الوقوف على العلاقة المتبادلة بينها والتي بواسطتها تعزز نفسها وتضعفنا. 

التصويت على تعيين ملفتسكي في هذا المنصب يتوقع أن يكون اليوم. ولكن لا أحد في اسرائيل يظهر له ان الامر الغريب هو أن هوية رئيس اللجنة المالية التي لها قوة كبيرة، يتم تحديدها من قبل رئيس السلطة التنفيذية. بالتالي، تحت حكم نتنياهو الحالي فان السلطة التشريعية افرغت من كل قوتها وصلاحياتها، وتم اعدادها بالضبط للاغراض الائتلافية والشخصية لرئيس الحكومة، الذي يعمل على تاسيس نظام مركزي ديكتاتوري. في اسرائيل 2025 لا احد يستغرب من ان رئيس الحزب الحاكم يقوم بتعيين لرئاسة لجنة تسيطر على خزينة الدولة، عضو كنيست مؤهلاته البارزة لشغل هذا المنصب هي الولاء للزعيم الذي يقوم بالتعيين. الحزب الحاكم في اسرائيل اصبح منذ زمن طائفة تقوم على العبادة والولاء والالتزام بشخص واحد. اصبح من الصعب التذكر. لكن حقيقة ان رئيس السلطة التنفيذية يقوم بتعيين دمية لرئاسة لجنة برلمانية هامة كي يستطيع ادارتها حسب رغبته، التي في معظمها فاسدة، هو بحد ذاته مس كبير بالديمقراطية الاسرائيلية.

جانب آخر مخيف في هذا التعيين هو ان الرئيس الذي تم تعيينه للجنة المالية، ليس فقط موالي للزعيم الاعلى، بل هو ايضا عضو في طائفة صوفية – مسيحانية اصولية، تدعي الصوفية من اجل الشعب، التي تعمل بمساعدة جمعية بني باروخ، التي ادخلت ملفتسكي الى صفوف الليكود من اجل تحقيق اهدافها. هذه الامور تم كشفها ونشرها المراسلون عدة مرات، بما في ذلك التقرير الذي اجرته “العين السابعة” و”شفاف”، ونشر في 2024. التقرير المثير للقشعريرة والذي كتبته ايتمار باز، جاء فيه، ضمن امور اخرى، بان “منشورات صحفية والمواد التي تم الكشف عنها في الاجراءات القانونية صورت الحركة بانها طائفة عنيفة ولاسامية وتقوم على السيطرة الاقتصادية – الاجتماعية والنفسية لاعضاء الدائرة الداخلية فيها على التابعين، بما في ذلك ادعاءات التحرش الجنسي الذي نسب للمعلم الروحي ميخائيل ليتمان، وتستر اعضاء الحركة الكبار ومن بينهم ملفتسكي. في بداية العام 2023 رفض القاضي عزاريا قرعي دعوى التشهير التي قدمها ملفتسكي وجمعية بني باروخ ضد المراسل غور مجيدو، ومتقبل تماما ادعاء ان ملفتسكي اساء استخدام الاجراءات القانونية من اجل الاسكات. بصورة مشابهة ملفتسكي حاول اسكات وسائل اعلام اخرى كثيرة ومركز ضحايا الطوائف الدينية. 

الباحث في الاديان تومر برسيكو نشر وصف يثير القشعريرة لطائفة “كابلاه لعام”، التي تتميز بسيطرة ديكتاتورية واستغلالية للزعامة فيها بحياة الاعضاء، وغسل الادمغة، والاستغلال الجنسي، والتمييز الصارخ ضد النساء في العائلة وفي الحياة الروحية. مثلا حسب ليتمان، زعماء الطائفة هم رجال مؤهلين للحياة الروحية. وبخصوص حلم الحركة فان برسيكو يقتبس رسائل المعلم: “سيترأس علماء الصوفية (القبالة) الناجحين كل اللجان وقنوات السلطة في المجتمع، وهم الذين سيحددون مواصلي دربهم. ولن يكون أي مجال للطعن في قراراتهم أو استبدالهم، ولن يكون مفهوم رأي الاغلبية ذي صلة بهذا المجتمع بالمعنى البسيط”. تعيين ملفتسكي يعتبر خطوة حقيقية على طريق هذه الرؤية الشمولية المخيفة. 

الائتلاف لا يخفي تطلعه الى تاسيس مجتمع ديكتاتوري: مجتمع يترأسه زعيم اعلى يسيطر على كل شيء، ولا احد فيه يمكنه التعبير عن رأي مختلف، والاقوياء واصحاب السلطة فيه يفعلون ما يريدون بدون قيود. هذا المجتمع هو تقريبا دائما يفيد الاقوياء ويؤكد على التفوق اليهودي، واحيانا يكون له طابع ديني، بصيغة اصولية مسيحانية، ودائما أبويا. الرجال يحكمون والنساء محكومات. الرجال يعبرون عن السيطرة من خلال اطفاء الصفة الجنسية على النساء و”استغلالهن واسكاتهن وترهيبهن”. حظر الاغتصاب والتحرش الجنسي والتمييز تتم ادانتها باعتبارها تقدمية، ولا يتم التحقيق مع المشبوه بارتكابها، ولا يتم اعتقال اصحاب السلطة. يتم تخويف النساء، وهن يدركن مكانتهن ويقمن لعب الدور الذي تم تخصيصه لهن. المتعاونون مع الحكومة، ومن بينهم تالي غوتلب وليمور سون هار ميلخ، بان كل شيء يحدث حسب رغبة النساء ووفقا لطبيعتهن ومصلحتهن. وحانوخ ملفتسكي هو رئيس لجنة المالية.

دولة جلعاد الخيالية التي فيها يتم استعباد النساء جنسيا، تم عرضها كمثال على ما يمكن أن يحدث في المجتمع الذي يمكن حكومة مفترسة من السيطرة والقمع. والتعيين المرتقب لعضو الكنيست ملفتسكي يعتبر جزء من هذا المثال.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى