ترجمات عبرية

هآرتس: تعيين كاتس سيدمر الجيش الاسرائيلي

 هآرتس – نمرود شيفر – 2/9/2025 تعيين كاتس سيدمر الجيش الاسرائيلي

ناقوس الخطر دق الاسبوع الماضي. لقد اطلق طاقم دبابة النار على مستشفى في خانيونس مما اسفر عن مقتل مدنيين وصحفيين وقد وصف الحادث  بأنه “حادث مؤسف”. طاقم الدبابة اطلق النار بناءً على “تفويض قديم” اعطي في اليوم السابق. لقد اطلقت اربع قذائف على المستشفى بناءً على تفويض قديم وهذا ليس بالامر الهين.

لقد قيل الكثير وسيقال الكثير عن الضرر الدعائي الكبير لهذا الاطلاق، ولكن بالنسبة لي – كشخص كان طوال 37 عاما جزء من الجيش الاسرائيلي ومن عموده الفقري – يقلقني اكثر من الضرر الاعلامي السؤال كيف وصل الجيش الى وضع فيه ينفذ اطلاق نار كهذا بدون سلسلة مصادقات مشددة. كيف بحق الجحيم، وصلنا الى وضع فيه القادة في الميدان يسمحون لانفسهم ببساطة هدم حائط لمستشفى، بدون ان يتعرض امنهم لخطر ملموس وفوري، ولا ترتجف ايديهم.

المسؤولية لا تقع فقط على عاتق القادة وجنود الجيش الاسرائيلي. السمكة تفسد من الرأس، والرأس هو ليس رئيس الاركان الذي يواجه ايضا ظروفا غير محتملة. الرأس هو وزير الدفاع. عندما قام نتنياهو بتعيين كاتس عديم المؤهلات، فإنه ارسل رسالة واضحة وقاطعة لكل المنظومة: المهنية، القيمية، التجربة الامنية، السلطة التقديرية – كل هذه ليس لها اهمية. كل شيء سياسي، فقط سياسي. والوزير كاتس لم يخيب ظنه، احدى خطواته الاولى كانت الغاء الاعتقال الاداري لليهود واطلاق يد اكثر المستوطنين تطرفا لتنفيذ اعمال شغب واعتداءات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. بعد ذلك تطاول على رئيس الاركان حينئذ، هيرتسي هليفي، وعلى المتحدث باسم الجيس الاسرائيلي، دانييل هاجري.

منذ ذلك الحين لم يتوقف كاتس عن اطلاق تصريحات تهديد علنية على غزة بفتح “ابواب جهنم” عليها وكأنها لم تصبح جحيما كبيرا مليئا بالجوع والدمار. هو يتدخل في التعيينات، دون اي خلفية او معرفة بالمرشحين، ولا يدعم رئيس الاركان عندما يجري رئيس الوزراء مقابلة مع جنرال في الجيش الاسرائيلي مرشحا لمنصب رئيس جهاز الشباك من وراء ظهره، او عندما يوجه اليه الوزراء اهانات في اجتماعات مجلس الوزراء. هو يشغل منصبه منذ ما يقارب العام ولم يتخذ اي اجراء ايجابي حتى الان. عمل حزبي، تصريحات متعجرفة، وانعدام للاحترافية – ومرة اخرى، السياسة فوق كل اعتبار. كل هذا، فقط هذا، هو ما يقدمه كاتس لاهم منظومة في اسرائيل.

اما بالنسبة للمنظومة نفسها، الجيش الاسرائيلي، فهي موجودة في احدى اللحظات الصعبة لها في التاريخ. الجيش يحارب منذ ما يقارب السنتين داخل بيئة مدنية معقدة، وفي الوقت الذي فيه المختطفين الاسرائيليين مخبئين من قبل مخربين حقيرين. جنودنا منهكون وتعرضوا لصدمة. وهنالك جنود فقدوا اخوتهم الذين حاربوا الى جانبهم، محتاجون الان اكثر من اي شيء اخر لقيادة مهنية قوية ومؤهلة. القدرة على الحفاظ على تعليمات فتح النار، وعلى طهارة السلاح، وعلى الانضباط العسكري، والذي هو مهم للاداء المهني، وعلى تصدي صحيح لمسائل عملياتية في محيط مكتظ – هي تحدٍ كبير. وعندما ينظرون الى الاعلى ما الذي يرونه؟ يرون ان قائدهم هو ناشط سياسي طموح ومتملق. فهل من المستغرب الا ترتعد ايديهم قبل ان يطلقون اربع قذائف على المستشفى.

صورة الجيش الاسرائيلي مثلما عرفناها حتى حرب السيوف الحديدية، يتم تحديها على يد حرب لا تنتهي في فضاء مدني مكتظ، وعن طريق اختراق قوات مسيحانية متطرفة الى سلسلة قيادته، والتي تتحدى الانضباط العملياتي وتتحدى قيم مثل طهارة السلاح؛ ويتم تحدي هذه ايضا من قبل الفهم الذي يتغلغل داخل الجيش الاسرائيلي بأنه من عام وهذه الحرب تخدم فقط الاهداف السياسية لرئيس الحكومة والاهداف المسيحانية للجناح اليميني المتطرف فيها.

هذه التحديات هي اكبر بعدة ارقام على الوزير كاتس، والتفكير انه في وقت حاسم جدا يخضع الجيش لامرة هذا الشخص العاجز، يجب ان تقلق راحتنا جميعا. اذا لم نستبدل القيادة الفاشلة هذه في اقرب وقت فسوف لن يتبقى لنا جيش لنحارب من اجله.


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى