ترجمات عبرية

هآرتس – تسفي برئيل – ما الذي ينتظره مواطنو اسرائيل اذا هاجمت ايران

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 15/12/2021

” لقد سبق وتعلمنا بأن اسرائيل غير مستعدة لادارة حرب طويلة حتى لو كانت تحظى بدعم العالم “.

وزير الدفاع، بني غانتس، وجه الجيش الاسرائيلي للاستعداد لخيار عسكري ضد ايران. وقد تناقش مع الادارة الامريكية حول تعاون عسكري. الجيش الاسرائيلي خصص 5 مليارات شيكل من ميزانيته للاستعداد للخيار العسكري. بقي فقط أمر بسيط يجب تسويته وهو كيف يجب على مواطني دولة اسرائيل الاستعداد للخيار العسكري؟ ما الذي ينتظرنا عندما سينطلق الهجوم؟ الجواب لا يجب أن يكون مفاجئا: نحن غير مستعدين.

المعطى الوحيد الذي يمكن أن يعزينا هو الرقم الذي نشره اهود باراك قبل عشر سنوات، والذي يقول بأن عدد القتلى سيكون اقل من 500 شخص. وحسب تقدير خبراء في التحقيق في العمليات، الذين عملوا في الجيش الاسرائيلي، فان الامر يتعلق بثمن ضئيل، 300 قتيل تقريبا. وقد ابلغونا أن هذا الرقم يستند الى عدد الصواريخ التي توجد بحوزة ايران وقدرة اطلاقها، والرد الذي يستطيع الجيش الاسرائيلي تقديمه على بعض هذه الصواريخ، التي دقتها غير كاملة.

في هذه الاثناء ارتفع عدد الصواريخ التي يمكن أن تستخدمها ايران. كم ارتفع؟ هل تم تطوير دقتها وكم هو حجم الدمار الذي يمكن أن تتسبب فيه؟ أين سيكون المئات ممن حظهم سيء الذين سيصابون؟ في الضواحي؟ في المدن الكبرى؟ هل ربما يجب تحديث الارقام؟. في الحقيقة هذه اسئلة فارغة وليست ذات صلة، لأنه حتى امام عدو، المعلومات عنه اكثر دقة، هذا ما نأمله، مثل حزب الله، عدد الصواريخ بحوزته يقدر بـ 120 – 150 رأس، اسرائيل غير مستعدة. 

مواطنو دولة يستعدون للدخول في حرب يمكنهم أن يصابوا بالذعر. يجب أن يتم بدقة فحص جاهزية الملاجيء واعادة احصاء الكمامات الواقية من الغاز وافراغ رفوف السوبرماركت وشراء تذاكر سفر لكل مكان في العالم، حتى الى دول حمراء بسبب الكورونا. حكومة دولة كهذه كان يجب عليها اجراء عدد من المناورات القطرية لاخلاء المدنيين، المستشفيات كان يجب أن تدخل الى وضع استيعاب أي هجمات يوجد فيها عدد كبير من المصابين، الطلاب في المدارس كان يجب عليهم القيام بتدريبات على الخروج المنظم والسريع الى الملاجيء، البث في التلفزيون كان يجب أن يشرح أين يتم التجمع وما الذي يجب فعله وكيف يتم الاختباء. 

من الغريب جدا أن لا شيء من ذلك حدث. اذا كان الامر هكذا فان هناك احتمالية واحدة من اثنتين، إما أن الحكومة لا تنوي حقا تنفيذ تهديداتها، لذلك لا يوجد أي خطر من أن ترد ايران على هجوم اسرائيلي عليها، لأن هذا الهجوم لن يحدث؛ أو أنها تعتقد بأنه في الدفاع عن الدولة من تهديد ايران لا يجب الدفاع عن سلامة مواطنيها. المواطنون الاسرائيليون بالاجمال يتوقع أن يكونوا ضرر ثانوي. لأنه ما هي اهمية الـ 300 أو 500 أو 5000 قتيل، حيث أن الوطن أهم من كل مواطنيه.

اذا اغلقنا زاوية عدد القتلى بذريعة أننا لا نؤمن بالاعداد، لأنه لا توجد اعداد يمكن الاستناد عليها حقا، فان السؤال القادم هو كم من الوقت ستستمر هذه الحرب. في احلامنا الوردية نحن نرسم وضع فيه اسرائيل ترسل عدة اسراب الى ايران تقوم بقصف المنشآت النووية، وتحصل على هذا العدد أو ذاك من القتلى، وبهذا تنتهي القصة. هذا أمر يستغرق بضعة ايام. ولكن ماذا اذا قررت ايران مواصلة اطلاق الصواريخ واستخدام صواريخ حزب الله وشل الملاحة في الخليج الفارسي حتى بعد عودة طائرات سلاح الجو الى البيت؟ هل الاقتصاد الاسرائيلي يمكنه تحمل الاضرار التي ستلحق به؟ هل الولايات المتحدة ستواصل الوقوف الى جانبها بمجرد أن تغير اسرائيل موقفها؟. لقد سبق وتعلمنا بأن اسرائيل غير قادرة على ادارة حرب طويلة حتى وهي تحظى بدعم عالمي. حرب الاستنزاف ضد ايران، حتى لو أدت الى قتل مواطنين بدرجة غير محتملة، تحتاج الى تمويل ضخم، والمعنى هو مس شديد بمستوى الحياة ومستوى الخدمات وفرض ضرائب طواريء. لم تعرض على مواطني اسرائيل أي خطة عمل اقتصادية تفصل حجم الضرر ودرجة الضرر الذي يتوقع أن يتعرضوا له في هذا السيناريو. مطلوب منهم التصديق بأن تهديد ايران حقيقي، وليس هذا فقط، بل أن يثقوا بأن الحكومة حقا مستعدة لأي سيناريو، مثل سيناريو الكورونا على سبيل المثال.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى