ترجمات عبرية

هآرتس – تسفي بار يوسيف وجه الاحتلال

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 3/3/2021

أتذكرون تسفي بار يوسيف، المستوطن الازعر من بؤرة “مزرعة تسفي” الاستيطانية، مروج التفوق  اليهودي، الذي حاول قبل شهر، مع رفاقه المستوطنين، طرد عائلة عربية من مواطني دولة اسرائيل، فقط لانها تجرأت على القيام بنزهة في الاراضي المحتلة حيث يسكن المستوطنون أنفسهم بخلاف القانون؟ أتذكرون  الاشرطة التي وثقت الحادثة البشعة التي ما كانت لتخجل اعضاء منظمة “كو كلوكس كلان” في الباما في العقد الماضي والتي بدا فيها المستوطنون يأمرون العائلة العربية، جدين، ابوين ورضع باخلاء المكان – مع ان هذه منطقة عامة لا توجد حتى في نطاق الحكم لاي مستوطنة (ولنتجاهل للحظة حقيقة أن هذه المستوطنات غير قانونية)؟ وعندها، عندما رفض ابناء العائلة، أتذكرون كيف اخذ أزعرنا اليهودي المسلح امتعتهم الخاصة وسكب الشراب من كؤوسهم على شعلة النار التي اشعلوها في المكان؟

أتذكرون كيف رد مروجو التفوق اليهودي للعائلة التي شرحت لاسياد البلاد بانها عائلة اسرائيلية مثلهم ومسموح لها ان تكون في المنطقة؟ “أنتم لستم اسرائيليين، انتم عرب”، اجابوهم، “فعلنا لكم معروفا إذ ابقيناكم”. وعندها امروهم “بالعودة الى الناصرة”.

أتذكرون كيف استدعت هذه العصبة المسلحة، القوية على الضعفاء، دون ذرة خجل الجيش كي يفرض جنود الجيش الاسرائيلي من أجلها الفصل العنصري؟ وهؤلاء وصلوا بالفعل واضافوا الخطيئة على جريمة الكراهية، حين طردوا ابناء العائلة العربية؟ أتذكرون؟

وبالفعل، يوم الجمعة الماضي وثق بار يوسيف وهو يطرد مرة اخرى أربع عائلات عربية تجرأت على التواجد في منطقة عامة مجاورة لبؤرته.

“كانوا يحملون السلاح، دخلنا في حالة ضغط جنوني وبدأنا نبحث عن الاطفال الذين كانوا يلعبون في المنطقة”، روت احدى النساء. وفي الشريط سمع بار يوسيف يقول: “اطفئوا هذا وانصرفوا من هنا”. هذه المرة انصرفوا وحدهم، حتى دون ان ينتظروا أن يأتي افراد الشرطة الذين اتصلوا بهم. فببساطة خافوا على الاطفال. ولكن لا تقلقوا، الشرطة افادت بانها “لم تتلقى اي شكوى عن الحدث، واذا ما تلقت فانها ستفحصها وستنفذ عموم الاعمال اللازمة لفحص الحدث كما هو متبع”.

الاحتلال لا يوجد على جدول اعمال الانتخابات التي ستعقد بعد ثلاثة  اسابيع. عمليا، في السنوات الاخيرة اخرج الاحتلال عن الخطاب. احد لا يتجرأ على الحديث عنه وكذا عن اجيال على اجيال من الشبان الذين يفسدهم وعن الاثمان الرهيبة التي يجبيها. الجمهور الاسرائيلي يعيش حالة نكران تامة له. ولكن هذا لا يعني ان آثاره الخبيثة لا تواصل التفشي وانه لم يكن، ويبقى، التهديد الوجودي المركزي على دولة اسرائيل.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى