ترجمات عبرية

هآرتس: تسفي بار يوسف أحد المستوطنين: لديه أسلحة ومتطوعون وتاريخ من الشكاوى

هآرتس 27-7-2023، بقلم هاجر شيزاف: تسفي بار يوسف أحد المستوطنين: لديه أسلحة ومتطوعون وتاريخ من الشكاوى

قطيع واحد من الأبقار هو الذي جر تسلسل الأحداث المدمرة. حتى ذلك الحين لم يسمع كثير من الناس عن أم صفا، تلك القرية الفلسطينية الصغيرة الهادئة الواقعة في شمال رام الله. ولكن سكان القرية وثقوا الشهر الماضي إقامة خيمة جديدة قرب أراضي القرية، وغير بعيد عنها بدأت الأبقار برعي الأعشاب. منذ نهاية ذاك الأسبوع كانت هناك مواجهات أولى بين الفلسطينيين والمستوطنين حول بؤرة الاستيطان الصغيرة هذه.

في اليوم التالي، حدثت المذبحة: عشرات المستوطنين أحرقوا بيوتاً وسيارات وخربوا ممتلكات للفلسطينيين. جاؤوها بعد أن أعلنت مجموعة “واتساب” خاصة بالمستوطنين عن إقامة نقطة استيطان جديدة. جاء بعضهم في السيارات وتم توثيق آخرين على الشارع وهم يطلقون النار.

قبل نحو ثلاثة أسابيع، قرر سكان القرية إجراء مسيرة احتجاج ضد هذه النقطة الاستيطانية الصغيرة. في نهاية المسيرة، أطلقوا النار على عبد الجواد صلاح (24 سنة) وقتلوه، وهو من سكان قرية عارورة المجاورة. سكان أم صفا قالوا إنه قبل قيام المستوطنين بأعمال الشغب في القرية، كان الجيش حاضراً فيها على نحو استثنائي جداً، وفي 14 تموز الحالي، منعهم الجيش من إجراء مسيرة أخرى. وبعد أسبوع، قتل شخص آخر هو محمد العياد (17 سنة).

كيف وصل قطيع الأبقار إلى الأراضي القريبة من القرية؟ حسب أقوال مصدر رفيع في الجيش، يدور الحديث عن توسيع بؤرة استيطانية قديمة، وهي “مزرعة تسفي” التي هي بملكية تسفي بار يوسف. “بار يوسف أخرج من مزرعته ووسع نقطة أمام أم صفا، هذا هو تسفي بالضبط”، قال المصدر نفسه.

المستوطن تسفي بار يوسف

اسم بار يوسف صعد إلى العناوين في 2021. ففي حينه، تم توثيقه وهو يطرد عائلات فلسطينية كانت تتنزه في أحد الأحراش على بعد بضعة كيلومترات من بؤرته الاستيطانية. في أحد الأفلام ظهر بار يوسف وهو يصب مشروباً على المنقل الذي أشعلته العائلة. بعد ذلك، شوهد جنود وهم يطردونهم من هناك. لم يرد بار يوسف في حينه على الحادثة.

بمعان كثيرة، بار يوسف هو واحد من كثيرين. فقد ظهر آخرون مثله في السنوات الأخيرة في الضفة الغربية. المباني التي أقاموها غير قانونية، ولكنها ما زالت في مكانها حتى الآن، على الأقل بموافقة صامتة من جانب السلطات. ولكن الشهادات العديدة التي تبين العنف ضد الفلسطينيين في محيط بؤرة بار يوسف الاستيطانية، أحياناً بمشاركته النشطة، تمكن من رسم صورة تصف الطريقة التي تغير فيها بؤرة استيطانية صغيرة واقع الفلسطينيين الذين يعيشون قربها.

مساعدة من السلطات

بار يوسف (31 سنة) أعلن في السابق في المحكمة أن والديه التقيا مع “الحاخام كهانا”. وأنه أقام مزرعته في 2019، في أعقاب قتل أبناء عائلة سولمون في مستوطنة “نفيه تسوف” (حلميش) قبل ذلك بسنين، حسب أقواله. هدفه العلني كان “التقدم نحو نهاية الخط الأزرق (مجال الولاية القضائية) لـ “نفيه تسوف” في أعقاب البناء الفلسطيني”. جاء بار يوسف مع عائلته وقطيع من الأبقار واستوطن على بعد مسافة عشر دقائق من “نفيه تسوف”، قرية جيبيا وقرية كوبر الفلسطينيتين. ومع مرور الوقت، تم تلقي شكاوى كثيرة عليه من هذه القرى. ولكن لم تعرف سوى حالة واحدة تم فيها التحقيق مع بار يوسف عقب شكاوى الفلسطينيين، كان هذا في 2020 ولكن تم إغلاق الملف بسبب نقص الأدلة.

لائحة الاتهام الوحيدة التي قدمت ضده كانت تتعلق بنزاع مع مستوطن آخر في “إيتمار” في 2012. في إطار صفقة، اعترف بار يوسف بالاعتداء والتهديد وحكم عليه 30 ساعة عمل خدمة مدنية في مدرسة دينية في مستوطنة “نحلئيل”. في أحد اعتبارات قبول الصفقة، أشارت المحكمة إلى كونه جندياً متميزاً.

تاريخ الشكاوى

30/3/2019: حاولت عائلة أبو زيادة الوصول إلى أراضيها واصطدمت بحاجز وهوجمت. شهد الأب في المحكمة بأن بار يوسف كان موجوداً في الحادثة.

7/4/2020: تم الاعتداء على أبناء عائلة صلاح، وتم تكبيلهم على يد مستوطنين هددوهم وقادوهم نحو “نفيه تسوف”. والشكوى التي قدموها تشخص بار يوسف بين المستوطنين.

16/4/2020: اعتدى المستوطنين على الأخوة قطش. وقد فقدوا أسنانهم، وتم تقييد أحدهم. كلاهما شهدا أن بار يوسف كان من بين المعتدين.

6/2/2021: قام بار يوسف بطرد عائلة كانت تتنزه.

26/2/2021: طرد بار يوسف عائلة أخرى كانت تتنزه.

28/10/2022: جاء سكان جيبيا ونشطاء لقطف الزيتون فتم الاعتداء عليهم من قبل ملثمين.

“بطبيعة الحال، نجحنا في إثارة غضب أشخاص كثيرين عندما جئنا إلى هنا”، قال بار يوسف في التحقيق الذي أجراه شرطي معه بتهمة مهاجمة فلسطينيين في 2020. “هذه أراضي “نفيه تسوف”. هنا احتياطي للأراضي… جئنا لفتح المدافن، كما يقولون”، وأضاف: “قبل ذلك، كان عرب يتجولون طوال اليوم هنا. لم تكن هنا طريق، كل شيء جديد هنا”.

رغم أن الحديث يدور عن بؤرة استيطانية، ما زال بار يوسف يحصل على المساعدة من السلطات. مثلاً، في تحقيق للشرطة معه، قال إن بندقية الـ ام16 التي بحوزته أعطاه إياها الجيش. “أمتلك المزرعة، ولذلك أعيش في مكان خطير”، قال رداً على سؤال لماذا تم إعطاؤه البندقية. أكد الجيش أن لدى بار يوسف سلاحاً من الجيش لأنه عضو في مجموعة الطوارئ في “نفيه تسوف”. اضافة إلى ذلك، ومن أجل استكمال منظومة الحماية، قال بار يوسف في نقاش داخل المحكمة إنه وضع كاميرات حماية مخفية.

ثمة مساعدة أخرى على شكل اتفاق رعي حصل عليه بار يوسف في 2018 من لواء الاستيطان، في منطقة مساحتها ألف دونم. تم الكشف عن الاتفاق عقب طلب لعرض وثائق، قدمتها المحامية كرمل بومرنتش، التي تمثل في هذه الأثناء مع المحامية رهام نصرة ناشط اليسار درور اتكس في دعوى التشهير التي قدمها ضده بار يوسف. هو يطالب بـ 70 ألف شيكل من اتكس بعد نشره لمدونة في الفيسبوك كتب فيها بأن بار يوسف “مستوطن عنيف، الذي كان سيتم تقديمه لمحاكمة جنائية لو كان في مكان سليم”.

إلى جانب اتفاق الرعي، قدم بار يوسف للمحكمة اتفاقاً حول تخصيص قطعة أرض لإقامة المزرعة من قبل مستوطنة “نفيه تسوف”، التي تقع مباني البؤرة الاستيطانية داخل حدود ولايتها القضائية. ولكن الاتفاق لا يحول المباني إلى قانونية، لأن الأمر يتعلق بمنطقة ليس لها خطة بناء مصادق عليها.

في المحكمة قال بار يوسف إن “كل المباني في المزرعة غير ثابتة، وهي منسقة بالصورة القصوى التي يمكن تنسيقها في الضفة الغربية. وحول سؤال إذا كان لديه أمر هدم للمباني الموجودة الآن، رد: “لا أعرف”. قالت الإدارة المدنية للصحيفة بأن داخل المزرعة مباني حصلت على أوامر هدم.

في كل الحالات، الأراضي التي خصصت لبار يوسف لأجل الرعي لا تشمل المنطقة التي بدأ الرعي فيها مؤخراً. وقالت الإدارة المدنية للصحيفة بأن الاتفاق غير معروف لهم، وأنه لم يتم بموافقة منهم.

هذا ادعاء غير مفاجئ. اتفاقات الرعي تتميز في مرات كثيرة بعدم الشفافية، والإدارة المدنية التي تدير الأراضي الخاضعة لهذه الاتفاقات قالت في أكثر من مرة بأنها لا تعرف ما الذي يحدث فيها. مثلاً، قدم اتكس في السابق طلب حرية معلومات للإدارة من أجل الحصول على اتفاقات الرعي. وردت الإدارة بأنها لا تملك الوثائق. لواء الاستيطان الذي يصدر هذه الاتفاقات بالفعل مستثنى من قانون حرية المعلومات.

مجرم مجهول

في آذار 2019، بعد فترة قصيرة على إقامة المزرعة، كان أبناء عائلة أبو زيادة – الأب والأم وابنتهما – ينوون الوصول إلى أرضهم على مدخل القرية. تم إخراج الأرض، كما كشفوا، خارج حدود المنطقة التي هي تحت رعاية البؤرة الاستيطانية. “في السابق، كنا نذهب كثيراً إلى هناك. هذه منطقة جميلة جداً”، قالت كوثر أبو زيادة للصحيفة. “فيها كنا نعد الشواء. فيها زعتر وميرمية”. في ذاك الصباح، تذكرت: “أخذنا ابنتنا التي كانت تنوي الدراسة إلى هناك من أجل الاستمتاع. فجأة، شاهدنا حاجزاً ترابياً وأشخاصاً يأتون من كل الجهات. أحدهم سألنا ما الذي نفعله هناك”.

مؤخراً، قدم حاتم زوج كوثر، شهادته في المحكمة في إطار دعوى التشهير من قبل محامي اتكس. وقد وصف في المحكمة كيف بدأ المستوطنون في دفعه. ورغم أن بار يوسف لم يتصرف بعنف، إلا أنه صمم في شهادته على أنه كان الجهة المسؤولة، وأنه كان موجوداً طوال الحادثة. وصف حاتم كيف وجه له المستوطنون ضربات بالسلاح وبقبضاتهم على وجهه، وضربوا زوجته أيضاً. بعد ذلك، حسب أقواله، ألقوا الحجارة عليهم وهشموا زجاج السيارة. “قالت لهم زوجتي: لماذا تضربوننا؟ فبدأوا في ضربها”، قال.

تم نقل العائلة إلى المستشفى، وبعد ذلك قدم أبناء العائلة شكوى في الشرطة. وهي شكوى تم إغلاقها في كانون الثاني 2022 بذريعة أن المجرم مجهول. لم يتم التحقيق مع بار يوسف. هذه الحادثة الصعبة كانت لها نتائج أكثر مصيرية. فقطعة الأرض التي كانت مكاناً لاستجمام العائلة، خرجت من متناول اليد. “لا أحد الآن يذهب إلى هناك”، قالت كوثر.

تصريح أبو زيادة المشفوع بالقسم أرفق بصور للمعتدين الذين شخصهم. زوجة بار يوسف شخصت في جلسة المحكمة اثنين منهم من المتطوعين في مزرعته. المتطوعان، أحدهما عضو في منظمة حارس الضفة الغربية التي توفر المتطوعين لجميع بؤر المزارع الاستيطانية في الضفة الغربية، وتساعد في الحماية والرعي وأعمال أخرى.

في فيلم فيديو لحارس الضفة الغربية، عرض بار يوسف الوضع في المزرعة كالتالي: “نحن هنا في شمال كوبر، قرية القتلة. لنا هنا طريق وصول طولها 700 متر، احتاجت إلى الربط المباشر مع قرية جيبيا. ويمكنهم الوصول إلينا بسهولة إذا أرادوا ذلك”، قال. “في السابق، تم زرع عبوة ناسفة على الطريق المؤدية إلى القرية”.

عندما سئل في المحكمة إذا كان هو المسؤول عن المتطوعين الذين يأتون إلى المزرعة، قال: “الأشخاص الذين يتطوعون في المزرعة لأسباب خاصة بهم هم المسؤولون عن أنفسهم. أنا غير مسؤول عنهم”.

وعندما سألته المحامية بومرنتش إذا كان لا يعتبر نفسه مسؤولاً عن شخص يعيش في مزرعته ويضرب الآخرين، أجاب: “هل كل ما يفعله أولادك من مسؤوليتك؟”. زوجة بار يوسف شهدت في المحكمة بأن متطوعاً قاصراً مع عامل اجتماعي جاءا مرة واحدة إلى المزرعة.

تم التحقيق مع أحد هؤلاء المتطوعين بسبب اعتدائه على فلسطينيين في الملف الذي تم التحقيق فيه أيضاً مع بار يوسف في 2020 وتم إغلاقه بسبب نقص الأدلة. في الملف، تم التحقيق أيضاً مع أحد الرعاة الذي قام بتشغيله.

حتى الآن، يواصل قطيع أبقار بار يوسف الرعي قرب أراضي قرية أم صفا وقرب أشجار الزيتون التي يملكها المواطنون الفلسطينيين. يخشون من أن القصة لم تنته بعد، وأن منطقة نفوذ البؤرة ستواصل التوسع باتجاههم. ولم نحصل على أي رد ومن “تسفي بار يوسف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى