ترجمات عبرية

هآرتس: ترامب، أنت فقط تستطيع انقاذ المخطوفين

هآرتس 7/7/2025، يوسي بن آريترامب، أنت فقط تستطيع انقاذ المخطوفين

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اهتم بان يقطف “هالة الحرب” مع ايران – بتغريدات تهنئة الرئيس الامريكي في الشبكات الاجتماعية وفي مقابلاته المعسولة – والاقوال المتدفقة التي قالها رئيس الاركان ايال زمير في منتدى هيئة الاركان وفي زياراته في المنتديات العليا في شرطة اسرائيل، ومصلحة الاطفاء والانقاذ ومنظمة اتحاد الانقاذ (نجمة داود الحمراء) وربما في زيارات اخرى، التي لم تحصل على اطلاع الجمهور عليها.

لكن كل ذلك كان مقدمة فقط لما هو متوقع في واشنطن في هذا الاسبوع. بعد ان ينزل نتنياهو وزوجته على سلم طائرة “جناح صهيون” ويمشيان على السجاد الاحمر عندها الاحتفال الحقيقي سيبدأ. يمكن الافتراض انه ستكون فيه مشاهد انتصار وولاء فاخر في البيت الابيض، وفي الكونغرس وامام قيادات منظمات يهودية، الذين بعيون تلمع من شدة الانفعال على شاكلة ما بعد حرب الايام الستة، سيحيطون منقذ اسرائيل بالحب والدموع.

يبدو انه ستكون هناك ايضا تصريحات مؤثرة. وربما ايضا احتفالات على العشب الاخضر، ذات طابع سياسي، في الطريق الى “شرق اوسط جديد حقا”. ان ضم سوريا وربما دول عربية اخرى لاتفاقات ابراهيم، وتلميحات لاقامة علاقات مع دول اسلامية معتدلة مثل ماليزيا واندونيسيا، وربما ان السعودية سترضى اخيرا وستدخل بخطوة حذرة تحت نفس المظلة، وبالطبع سيعلن على الملأ عن الاتفاق الجديد مع حماس الذي ما زالت تفاصيله هي وقف اطلاق النار لستين يوم، التي في اطارها سيتم اطلاق سراح 10 مخطوفين احياء و18 جثة.

ايضا هذا الاتفاق – الموضوع الذي حتى نتنياهو يعلن مؤخرا عن انه الاكثر اهمية في جدول اعمال اسرائيل – اكثر مما هو يحل المشكلة هو يعقدها، حيث انه يبقي في قطاع غزة 10 مخطوفين احياء و12 جثة. بدلا من انهاء الاتفاق لتحرير جميع المخطوفين، الحكومة دفعت قدما بـ “خطة ويتكوف المحسنة” – “محسنة” في هذا السياق تاخذ طابع هزلي ومرير. هذا لا يعتبر تحسين، بل استئناف للمعاناة: استمرار التنكيل بالعائلات، التي تورطت في معارك داخلية حول من سيكون في قائمة المطلق سراحهم – الذي تنفي الحكومة وجوده وتنفي انها هي التي تحدده – وبالاساس من لا يحدده. الدولة مرة اخرى تجعل المخطوفين وعائلاتهم ساحة معركة شخصية وسياسية بدلا من التعامل مع الامر باحترام وشفافية.

السؤال الوحيد المطلوب هو لماذا نتنياهو غير معني باتفاق يعيد الجميع والآن؟ الجواب واضح: اعتبارات سياسية ازاء التهديدات المتكررة لايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بأنهما سيفككان الائتلاف. يمكن التقدير ايضا بان نتنياهو يخشى من اعادة جميع المخطوفين ستعيد موجة احتجاج كبيرة ضده في ارجاء البلاد تدعوه الى الاستقالة، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية والذهاب الى الانتخابات على الفور.

في تصوره القائم فانه رغم “الضمانات” التي ستقدمها امريكا لحماس بشأن انهاء القتال، هو سيعثر على سبب شرعي كما يبدو من اجل استئناف القتال بعد انتهاء الستين يوم من وقف اطلاق النار (كما فعل بشكل احادي الجانب في كانون الاول 2023 وفي آذار الماضي). الثمن ستدفعه ثلاث مجموعات من البائسين: 10 مخطوفون سيبقون في غزة مع الـ 18 جثة المدفونة هناك، جنود الجيش المخلصين الذين هم مثل البط في ساحة الرماية لحماس، الذين قتل العشرات منهم منذ استئناف القتال في 18 آذار بدون مبرر أو جدوى، وعائلات الذين سيبقون في الانفاق والذين سيدفعون، لا سمح الله، ثمن دماء حرب الاستنزاف اللانهائية.

نتنياهو يواصل ايضا الآن التمسك بتصفية حماس، حتى آخر مخرب، والتمسك بالحاجة الى نفي جميع سكان القطاع الى الجنوب وابقاء موطيء قدم للجيش الاسرائيلي في المناطق الحيوية، حسب رأيه، في القطاع، وترتيب اشراف عسكري للجيش الاسرائيلي على توفير المساعدات الانسانية لسكان القطاع. بناء على ذلك بالفعل هو سيترك المخطوفين المتبقين لمصيرهم المرير، والجيش الاسرائيلي سيبقى ليحارب حتى نقطة الدماء الاخيرة لكل جندي مجهول الآن والذي “سيسمح بنشر اسمه في الغد” – كل ما يهمه هو مثل قشرة ثوم اثناء رحلته “المتوجة بالهالة”.

محظور علينا السماح له بايصالنا الى هناك.

مع ذلك، زيارة نتنياهو المفاجئة في نير عوز اثارت امل صغير: مثلما رد كثيرون جدا بالغضب، في الواقع هذا يبدو مثل عملية ساخرة في حملة الانتخابات التي اطلقها، لكن ربما هو استوعب الرسالة التي يتم بثها منذ ايام في واشنطن: لقد حان الوقت لانهاء الحرب في قطاع غزة، واتفاق يعيد جميع المخطوفين دفعة واحدة.

فقط ترامب يستطيع – مثلما اعاد طائرات سلاح الجو وهي في طريقها للهجوم في ايران في اليوم الاخير للحرب – ادخال نتنياهو الى “هذه الحظيرة”. النغمة السارة التي سمعت في اليوم الاخير في محيط نتنياهو رمزت الى ان هذا التغيير يمكن ان يحدث حتى لو لم يكن راض عنه.

صحيح انه حتى كتابة هذه السطور الرقائق توجد في سترة نتنياهو، وماذا عن الثقوب الموجودة في الجيوب؟ المخطوفين، جنود الجيش الاسرائيلي وعائلاتهم. ترامب، يجب عليك استخدام هنا ايضا الضغط الاضافي المطلوب على طريقتك. الآن ابناء الشعب الامريكي يحتفلون بعيد استقلال بلادهم، ايضا اعط الاستقلال لابناء اسرائيل الذين ما زالوا غارقين حتى الان في وحل غزة. من فضلك قم بانقاذهم.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى