ترجمات عبرية

هآرتس: تدرس الحكومة تقديم تنازلات لغزة خشية أن يضر التصعيد بالاتصالات مع السعودية

هآرتس 2-10-2023، بقلم: أمير تيفون: تدرس الحكومة تقديم تنازلات لغزة خشية أن يضر التصعيد بالاتصالات مع السعودية

تفحص إسرائيل القيام بعدة خطوات لمنع التصعيد الأمني في القطاع، بما في ذلك زيادة عدد العمال الفلسطينيين المسموح لهم بالدخول إليها، وتقديم تسهيلات في شروط إدخال البضائع إلى القطاع. إضافة إلى ذلك تجري اتصالات مع قطر حول نقل مساعدات مالية لسلطة “حماس” في القطاع. في المستوى السياسي في إسرائيل يخافون من أن اشتعالاً أمنياً في القطاع يمكن أن يضر بالمحادثات مع السعودية من اجل التوصل إلى اتفاق تطبيع بوساطة أميركية، وهم معنيون بالحفاظ على الهدوء من اجل التخفيف على الجانب السعودي.

مؤخرا تزيد “حماس” الضغط على إسرائيل عن طريق القيام بتظاهرات عنيفة على طول الجدار مع إسرائيل، واحيانا من خلال استخدام وسائل أخرى مثل إطلاق النار من مسدسات نحو قوات الجيش الإسرائيلي. دبلوماسي غربي زار القطاع، مؤخرا، قال للصحيفة، إنه خلف هذا الضغط تقف أزمة اقتصادية شديدة في غزة، ضمن أمور أخرى، بسبب تقليص المساعدات الدولية المحولة للسكان هناك والصعوبة المتزايدة أمام مؤسسات الأمم المتحدة التي تعمل في غزة من اجل تجنيد المساعدات من المجتمع الدولي.

أيضا تعزو جهات سياسية إسرائيلية تدهور الوضع على طول الحدود أولا وقبل كل شيء إلى الضائقة المدنية والاقتصادية في القطاع. بدأت الأحداث على الجدار قبل اقل من نصف سنة بعد عملية “درع وسهم” التي عمل فيها الجيش ضد “الجهاد الإسلامي”. في النقاشات التي جرت، مؤخرا، في إسرائيل حول الوضع في غزة تم طرح تقدير لجهاز الأمن، بحسبه تبادر “حماس” وتشجع على المواجهات للضغط على إسرائيل من اجل القيام بخطوات فورية لتحسين الوضع الاقتصادي، سواء على شكل قرارات مثل زيادة عدد العمال أو على شكل ضخ الأموال من جانب قطر.

ظهر أول من أمس، اعلن منظمو التظاهرات على جدار الحدود نيتهم استئناف المواجهات في أعقاب زيارة مئات اليهود، أول من أمس، إلى الحرم. المنظمون الذين يسمون انفسهم “الجيل الشاب والثائر” أعلنوا في البداية أنهم قرروا “توسيع دائرة الاحتجاج وإشعال الحدود الشرقية بالنار من اجل نقل رسالة للعدو الذي يستمر في المس بالحرم، الذي هو خط احمر”. مع ذلك، في أعقاب تدخل وسطاء من مصر وقطر قرر منظمو التظاهرات إلغاءها. وأوضحوا بأنهم قرروا ذلك مقابل محاولة الوسطاء زيادة عدد تصاريح العمل للعمال الفلسطينيين، ووقف دخول اليهود إلى الحرم.

تجنبت “حماس” منذ عملية “حارس الأسوار” في 2021 تنفيذ هجمات بالصواريخ على إسرائيل، ولم تشارك في المواجهات بين إسرائيل و”الجهاد الإسلامي” خلال تلك الفترة، ضمن أمور أخرى، بسبب الاعتبارات الاقتصادية. قرار الحكومة السابقة السماح بدخول العمال من القطاع إلى إسرائيل للمرة الأولى منذ عقد تقريبا كان احد الأسباب الأساسية لسياسة “حماس” خلال هذه الفترة. استمرت الحكومة الحالية في هذه السياسة وهي الآن تفحص زيادة عدد العمال المسموح لهم بالدخول إلى إسرائيل من 15 إلى 20 ألف عامل في المرحلة الأولى. وإذا تم الحفاظ على الهدوء سيزداد هذا العدد.

المبعوث القطري إلى القطاع، محمد العمادي، أجرى، مؤخرا، اتصالات كثيفة في محاولة للتوصل إلى حلول تعمل على تهدئة المنطقة. في الأسبوع الماضي، بارك احد الإنجازات التي سعى إليها. وحسب قوله: فتح مؤقت لحاجز “إيريز” من أجل عبور العمال من غزة إلى إسرائيل في فترة الأعياد. ويوم الخميس، أعلنت مجموعة الشباب الفلسطينيين التي قادت التظاهرات العنيفة عن وقفها بعد بضع ساعات من قيام إسرائيل بفتح معبر “إيريز” أمام دخول العمال إليها.

“عملت قطر ونجحت في منع تدهور الوضع في القطاع من خلال التوسط والتوصل إلى تفاهمات مكنت من إعادة فتح معبر “إيريز” أمام العمال الفلسطينيين”، قال المبعوث القطري، الأسبوع الماضي. “تدهور الوضع في القطاع، وستزيد مواجهات أخرى شدة الأزمة الإنسانية لمليوني فلسطيني يقعون تحت حصار إسرائيل غير القانوني. لن توفر قطر أي جهد لدعم الشعب الفلسطيني عن طريق الدبلوماسية وتطوير مبادرات إلى حين تحقيق طموحاتهم في الدولة والازدهار”.

مواصلة سياسة الحكومة السابقة في موضوع دخول العمال وإمكانية القيام بخطوات اقتصادية أخرى لتحسين الوضع في غزة، تم القيام بها بدون معارضة الجناح اليميني برئاسة الوزراء بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. من غير الواضح إذا كانا سيستمران في دعم هذا الخط طوال الوقت، لكن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتوقع أن يصمم على ذلك إذا تم طرح هذا الأمر للنقاش في الحكومة، بسبب الرغبة في الحفاظ على الهدوء في القطاع الفلسطيني طالما تجري الاتصالات مع السعودية. الرئيس الأميركي، جو بايدن، قال لنتنياهو في اللقاء بينهما، الأسبوع الماضي، إن منع التصعيد العنيف مع الفلسطينيين سيساعد الإدارة الأميركية على الدفع قدماً بالاتصالات مع الرياض. ونقلت جهات رفيعة أخرى في الإدارة الأميركية في الأشهر الأخيرة رسائل أخرى لإسرائيل ربطت بين الوضع مع الفلسطينيين وبين الاتصالات حول التطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى