هآرتس: تحذير أخير لمؤيدي حل الدولتين

هآرتس 28/2/2025، كارولينا ليندسمان: تحذير أخير لمؤيدي حل الدولتين
اختطافنا وموتك يهزانا. نحن حاربنا خلال سنين من اجل العدالة الاجتماعية والسلام، لكن للأسف، تلقينا ضربة قاسية من الناس الذين ساعدناهم في الطرف الآخر”، بهذه الكلمات الصادمة قامت يوخفاد ليشفيتس بتأبين زوجها عوديد الذي قتل في أسر حماس وتم احضاره في هذا الأسبوع ليُدفن.
اقوالها تمت تغطيتها أيضا في برنامج “وطنيون” في القناة 14، في بداية النقاش حول ما اعتبر “صدع أيديولوجي” في اليسار في اعقاب 7 أكتوبر. في الاستوديو كان هناك اتفاق جزئي على أنه من الجدير التعامل بحساسية مع هذا الصدع الأيديولوجي (في “وطنيون” يظهرون المحبة فقط لليساريين المتحولين أو الأموات). أيضا يوتان زمري وافق على أنه “لا يوجد هنا أي مكان للفرح لنطلقه على هذا الحدث، بالعكس، يوجد هنا مكان للحزن العميق”. ولكن الاقوال التي قالها فيما بعد خطيرة أكثر من ذلك”.
“يوجد هنا مكان لهجوم اكبر ضد من جاء دوره، وهو السياسي الذي سيتجرأ على عرض هذه الاقتراحات… أنا اتعامل مع كل انسان يقترح حل الدولتين على أنه شخص يريد تدمير دولة إسرائيل، هكذا ببساطة. كل من يتهم الاحتلال والمستوطنين ويقول بأن الحل بالنسبة له هو طرد اليهود وإعطاء هذا المجتمع البربري الفلسطيني الأرض، هو شخص، سواء بمعرفة أو بدون معرفة، يؤدي الى تدمير دولة إسرائيل. نحن يجب أن نكون اكثر شدة في الاستخفاف من هذه الفكرة واحتقارها. فهي فكرة غير شرعية بالنسبة لي”، هذه الاقوال حصلت على التصفيق الكبير.
من غير المفاجيء أن فكرة اخراج حل الدولتين من مجال الشرعية تأتي على الفور بعد أن قام المجتمع الإسرائيلي بتطبيع فكرة الترانسفير. هذه فيزياء: من اجل اخلاء مكان لفكرة الترانسفير في الشرعية العامة تظهر الحاجة الى لفظ من داخله فكرة أخرى. يصعب التفكير بطريقة افضل لتجسيد التصادم بين فكرتين – الترانسفير وحل الدولتين. هاتان الفكرتان لا يمكنهما العيش تحت سقف واحد، حتى في مجال الشرعية الفكرية.
هذا درس مهم لكل من مرت في ذهنه فكرة التهجير لترامب، أو ناقشها بمزاح واظهر الاعجاب بابداعيتها. لقد خرج قليلا عن المألوف من ناحية أخلاقية ورأى أن عدم إمكانية تطبيقها يجعل مجرد مناقشتها أمر غير ضار. في المجتمع الذي يناقش إمكانية التهجير فانه لا مكان للأشخاص الذين يؤمنون بحل الدولتين.
من الخطأ التفكير أننا قمنا بتوسيع حقل الأفكار، السماح لانفسنا بمناقشة أفكار كانت ذات يوم خارج المجال. المجال هو نهائي، دخل الترانسفير وخرج حل الدولتين. يوجد هنا انقلاب أخلاقي، ليس بالصدفة أننا بدأنا في رؤية مقالات تطرح الترانسفير وكأنه الحل الإنساني (“الترانسفير ليس الحل الإنساني، بل هو الحل الإنساني الوحيد”، اريئيل فيلكسون، “إسرائيل اليوم”). عندما يتم استكمال الانقلاب المعادلة ستكون واضحة: ترانسفير، احتلال، مستوطنات ونكبة. كل ذلك أخلاقي. وكل من يعارض ذلك هو غير شرعي.
ذات مرة الكهانية كانت خارجة على القانون ولم يكن أي مكان للكنيست لمن يؤيد الترانسفير. من الآن فصاعدا تأييد حل الدولتين، انهاء الاحتلال، الدعوة الى اخلاء المستوطنات، الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير، كل ذلك أمور غير شرعية. والسياسيون الذين يؤيدون حل الدولتين يجب اعتبارهم كمن يريدون تدمير دولة إسرائيل. ويجب التصرف معهم، كما أوضح زمري “بشدة اكبر”، والتنبؤ بأن “ميدان رابين” سيستبدل بـ “ميدان كهانا”، أو شيء مناسب أكثر “ميدان يغئال عمير”.