ترجمات عبرية

هآرتس: تحديات يائير لبيد في الاشهر الـ4 كرئيس وزراء

هآرتس 6/7/2022، بقلم: نحاميا شترسلر

لا تحسدوا يئير لبيد، فهو الآن سيجتاز أربعة أشهر من هجمات الأكاذيب، والأخبار المضللة والتشويهات الشخصية التي ستصل من الخبير الأكبر في هذا المجال، وهو بنيامين نتنياهو، الذي يمكنه النظر في عينيك مباشرة ويكذب دون أن يرف له جفن.

ذات مرة كانت وسائل الإعلام تعرف كيفية التفريق بين الحقيقة والكذب، ولم تكن تعطي منصة للكذابين. الآن لا توجد أكاذيب، بل توجد “حقيقتي مقابل حقيقتك”، ووسائل الإعلام تعطي منصة لكلتيهما، رغم كذب إحداهما. المشكلة أن الكذب يستمر لفترة أطول، وهو أكثر نفاقاً وأسهل للهضم. لذلك، ينتصر. هو يحصل على نسبة مشاهدة أعلى وإعجابات أكثر، لذلك سيحصل على فترة زمنية أطول على الشاشة. هذا عالم معكوس، فيه أفضلية للكذابين، ونتنياهو كذاب مريض.

مؤخراً، كذب في موضوع الاقتصاد، وتوصل إلى استنتاج بأن تكلفة الأسعار هي الموضوع الأكثر اشتعالاً ويغضب الجمهور. لذلك، يضرب بهذا بلا توقف، مع عدد لا يحصى من الأكاذيب والوعود التي لا أساس لها، التي على الأغلب تكون لافتة للنظر.

في يوم حل الكنيست، ذهب للتجول في سوبرماركت كبير. وقف أمام بسطة الفواكه، وأخذ في يده تفاحة وقال للجمهور الذي يقف حوله: “هل تريدون انخفاض الأسعار؟ صوتوا لنا. سنخفض الأسعار”. هنا حظي بالتصفيق. لا أحد سأله كيف سيخفض الأسعار وإذا كان هذا محتملاً أصلاً، وما هو دوره في ارتفاع الأسعار.

لقد استمر في التجول داخل السوبرماركت، ثم توقف ثانية وتوجه للجمهور: “هل ارتفع قسط القرض السكني؟ هل ارتفع سعر الوقود؟ سنخفضها”. عندها تذمر شخص، وقال: “انظر ما الذي حدث لأسعار السلع التي تستخدم لمرة واحدة”. عندها أجاب على الفور: “حين نصل إلى الحكم، سنخفض الضرائب على السلع التي تستخدم لمرة واحدة”. من أجل صوت إضافي واحد في صندوق الاقتراع، مستعد لإعطاء وعود بتسليم القمر.

في مناسبة أخرى، اتهم حكومة بينيت – لبيد بارتفاع الأسعار وبين أنه بسببها “كل إسرائيلي يدفع الآن أكثر على سعر الشقة والغذاء والوقود”. الحقيقة مختلفة بشكل جوهري؛ لأن بيبي هو المذنب الرئيسي في المجال الأكثر حساسة: أسعار الشقق. فخلال 12 سنة من حكمه لم يزد مشاريع البناء بوتيرة كافية ولم يسرع معالجة إعطاء قروض البناء. بينما حكومة بينيت هي التي وجدت الحل الصحيح لجنون أسعار العقارات.

لبيبي جزء مقدر أيضاً في ارتفاع الأسعار العام في الاقتصاد، في أعقاب عشرات المليارات الزائدة التي ألقاها على الجمهور في فترة كورونا كرشوة انتخابية. وبنك إسرائيل مذنب لأنه تسبب بارتفاع حاد في كمية النقود في الاقتصاد. أما في موضوع الغذاء والوقود فمن الواضح والمعروف أن الأسعار ارتفعت في أعقاب أحداث خارجية. في البداية، شلت كورونا المصانع وأضرت بالإنتاج العالمي ورفعت أسعار المواد الخام والنقل البحري. بعد ذلك، جاءت الحرب في أوكرانيا التي رفعت سعر المعادن والحبوب والنفط والفحم. ولا يعدّ هذا ذنب بينيت – لبيد.

لسوء حظ لبيد، الأسعار لا تتوقف، والبنزين يواصل الارتفاع، ومثله الفحم، والآن جاء دور الكهرباء والمياه ومنتجات الألبان المراقبة والبيض أيضاً. من أجل وقف موجة الغلاء، يجب إدارة سياسة مسؤولة وليس شعبوية، حتى لو تعلق الأمر بعشية انتخابات. يجب الحفاظ على عجز منخفض ورفع الفائدة وخفض الضرائب وإجراء إصلاحات وعدم المصادقة على إضافات سخية في الأجور.

نزاع الأجور مع المعلمين هو محك اختبار. إذا لم يصمد ليبرمان ولبيد أمام الضغط ومنحا المعلمين اتفاق أجور سخياً، فكل القطاع العام سيقف في الطابور مع طلبات مشابهة، وسينتشر بعده الوباء أيضاً في القطاع الخاص الذي يرفع الأجور والأسعار. هكذا سنجد أنفسنا في دائرة هستيرية: ارتفاع أسعار، وارتفاع أجور، ومرة أخرى ارتفاع أسعار.

في هذه الأثناء، يبدو أن ليبرمان ولبيد ما زالا صامدين أمام الضغوط، فهما لا يعطيان ما تطلبه يافا بن دافيد. وفي المقابل، لو كان نتنياهو في السلطة الآن رئيساً للحكومة، لحصلت بن دافيد على جميع طلباتها بسهولة، لأن للمعلمين صوتاً في صندوق الاقتراع، وهذا هو الذي يقرر لدى بيبي. فالمصلحة الشخصية عنده تسبق المصلحة العامة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى