ترجمات عبرية

هآرتس: تجنيد الحريديين ولغم سموتريتش

هآرتس 28/6/2024، الوف بن: تجنيد الحريديين ولغم سموتريتش

لقد قام من أسسوا “حكومة اليمين المطلق” بتخبئة فيها جهاز تدمير ذاتي: تناوب بين الصهيونية الدينية وشاس في منتصف الفترة. من المفترض أن يغادر بتسلئيل سموتريتش بعد نصف سنة وزارة المالية، وأن ينتقل الى وزارة الداخلية. حسب الاتفاقات الائتلافية سيستبدله موشيه أربيل أو اريئيل بوسو، لكن من الواضح أنه في حالة تحقق التناوب فان الحاكم الحقيقي في وزارة المالية سيكون آريه درعي، الذي تم رفض تعيينه في منصب وزير. بدلا من العنصري من التلال سنحصل على درعي الذي يرتدي قناع. 

على فرض أن الحكومة ستبقى على قيد الحياة حتى الدورة الشتوية للكنيست فان سموتريتش سيقف امام معضلة. اذا ترك وزارة المالية، كما تعهد، فهو سيفقد معظم قوته وتأثيره. صحيح أنه أيضا من وزارة الداخلية يمكنه تقديم الملذات للمستوطنين ويزعج العرب، لكن هذا بصعوبة هو هدية مقارنة مع مطبعة الأموال العظيمة في وزارة المالية. واذا رفض التناوب وتم حل الحكومة فان سموتريتش سيتهم بتخريب الانقلاب اليميني، لكنه سيواصل العمل كوزير للمالية في الحكومة الانتقالية، بتحرر من خطر الاستبدال أو الإقالة، مع الكثير جدا من الميزانيات لتوزيعها في الحملة. 

هذه الاعتبارات كانت معروفة لرؤساء الائتلاف حتى قبل انطلاق حكومة الفظائع، وقبل محاولة الانقلاب النظامي ومذبحة 7 أكتوبر والحرب التي لم تنته حتى الآن. بنيامين نتنياهو وشركاؤه فضلوا الانطلاق ودحرجة المشكلة الى الامام. العلاقة الأيديولوجية والنضال المشترك ضد “النخبة” الصقتها قوائم الائتلاف بالصمغ القوي، الذي فقط تعزز بسبب المسؤولية المشتركة لهم عن الكارثة والرغبة في اتهام قادة الجيش. العداء الداخلي في كتلة بيبي تم ابعاده الى هامش الوعي العام. 

لكن بعد ذلك سقطت على الائتلاف ضربة تجنيد الحريديين. عندما تم تشكيل الحكومة كان الافتراض مثل سابقاتها بأن هذه مشكلة بسيطة. الحريديون لم يرغبوا في التجند، والجيش لم يتحمس لتجنيدهم، وكان المطلوب فقط صياغة قانون يسمح بتجاوز المحكمة العليا واستمرار الوضع القائم. الاقوال بدلا من الصواريخ. القتال الطويل في غزة وفي الشمال، آلاف القتلى، المعاقون والجرحى، آلاف رجال الاحتياط الذين تم استدعاءهم الى الجبهة والاستعداد لحرب اكثر صعوبة بكثير ضد حزب الله وايران، كل ذلك عمل على تغيير سلم الأولويات العسكرية. الجيش الإسرائيلي يريد الآن الشباب الحريديين وهم يرتدون الزي العسكري ويحملون السلاح، ليس بعيدا عن العيون في المدارس الدينية.

هذا الواقع لا يوجد لنتنياهو أي رد عليه. هو غير قادر على تبرير تهرب الحريديين اثناء الحرب التي وصفها بأنها صراع وجودي، أو الادعاء بأن تعلم التوراة مهم مثل الخدمة العسكرية. وهو أيضا لا يحاول. رده على قرار المحكمة العليا، الذي وحد القضاة الليبراليين ومن يرتدون القبعات، رفض اتفاق “توراته هي مهنته” ركز على الإجراءات. لماذا لم ينتظرونا، نحن اوشكنا على سن قانون، وبترجمة البيبية السائدة فان القضاة أرادوا اسقاطه. هذه الادعاءات هدفت الى تجميع خلفه المخلصين جدا له، كارهي النخبة والمحكمة العليا. لكن ما الذي سيقوله نتنياهو لمن يرتدون القبعات، الذين يقدسون الخدمة في الجيش، وأبناءهم يُقتلون باستمرار أما الحريديون فلا. المبرر الذي يضمن فيه الحريديون بقاء حكومة اليمين والتهرب من الخدمة في الجيش هو ثمن معقول لبقاء الائتلاف. وهذا المبرر بدأ يضعف إزاء التمييز بين دم ودم. 

هنا تكمن أيضا فرصة سموتريتش في رفض التناوب، ليس بدافع سياسي من التمترس في موقع قوة في وزارة المالية، بل بتبرير قيمي لتجنيد الجميع. هكذا سيحافظ على قوته وسيرفع راية الأيديولوجيا المقبولة على الجمهور، وسيعطي أيضا الإشارة بأنه شريك مستقبلي في حكومة يمينية غير بيبية. هكذا سينفجر اللغم الذي تم زرعه عند تشكيل الحكومة، وهذا هو التهديد الأكبر لنتنياهو.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى