ترجمات عبرية

هآرتس: بيبي وترامب قوة المحتالين

هآرتس – نحاميا شترسلر – 2/7/2023 بيبي وترامب قوة المحتالين

من المدهش اكتشاف أنه من بين 48 مليون من سكان الولايات المتحدة، نحجت الدولة العظمى في العالم أن تطرح مرشحان غير مناسبان لمنصب الرئيس: أحدهما محتال والثاني مشوش عقلياً. كيف يعقل انه لا يوجد لديهم هناك، في المنظومة السياسية، مرشحان أفضل ولديهما تجربة، واللذان يمكنهما أن يقودا بنجاح وبمسؤولية العالم الغربي كله؟ في علامة المطاف يمكن أن تموت قلقاً عندما تعرف أنه على الزر الأحمر الذي يفعل السلاح النووي، يجلس إما محتال سخيف، عديم المسؤولية والذي يكذب بدون حساب، أو شخص هزمه العمر وهو ضعيف، هش ومتلعثم.

في مواجهة بين الاثنين، والذي جرت الجولة الأولى منها في الأسبوع الماضي، فاز المحتال. دونالد ترامب كذب بدون نهاية اخترع وقائع، ولكن في العالم الجديد الذي نعيش فيه، لا يوجد معنى للحقيقة. يمكن خلق عالم بديل لم يكن موجوداً مطلقاً، وأن تخرج منتصراً، ترامب كذب بشأن عمليات الإجهاض، وكذب بشأن العجز، وكذب بشأن الصين وإيران، وواصل الادعاء بأن انتخابات 2022 زيفت، وأنه كان الفائز.

بايدن بالمقابل هو إنسان مستقيم نواياه جيدة. هو قال الحقيقة ولكن يبدو أنه متعب، هو تشوش، تلعثم، سعل، تحدث ببطء وبحشرجة بالصوت. وأحياناً وجد صعوبة في إكمال جملة، عندما سؤل بعد المواجهة، هل كان لديه صعوبة، أجاب “لا ولكن يصعب أن تواجه كذاباً”. هذا صحيح، بالأساس عندما يكون هذا الكذاب هو شخص محتال يحمل شهادات في الاحتيال.

يصعب على شخص عادي أن يهزم محتالاً. يصعب الوقوف أمام شلال الأكاذيب، وهذا بالضبط أيضاً قوة بنيامين نتنياهو. أيضاً هو محتال، وكذلك أيضاً يعمل ضد الديموقراطية، ويحرض ضد وسائل الإعلام وضد المحاكم، والسلك الأكاديمي، واليسار. لهذا فإن نتنياهو معني بفوز ترامب، المشكلة هي أن ترامب هو محتال أكبر منه. هو شخص غير متوقع، مختل عقلياً، والذي في أحد الأيام سيرمي نتنياهو اسرائيل تحت عجلات الحافلة دون أن يرف له جفن.

لا يوجد لبيبي، مثل ترامب أي مشكلة في أن يقول شيئاً وعكسه. قبيل انتخابات 2009 قال: “نحن سندمر سلطة الإرهاب لحماس”. ولكن عندما انتخب لرئاسة الحكومة، فعل بالضبط العكس، هو عزز حماس واهتم بأن يحول لهذا التنظيم القاتل مئات الملايين من الدولارات والتي استخدمت لحفر الأنفاق وشراء السلاح الذي وجه ضدنا.

في الأسبوع الماضي طلب بتأجيل شهادته في محاكمته حتى آذار 2025 بذريعة أن لديه حرباً يديرها، ولكن في أيار 2020 ادعى بأنه يمكنه أن يعمل يصورة  كاملة كرئيس للحكومة حتى خلال إدارة محاكمته، والمحكمة العليا (بإجماع الـ 11 قاضياً) قبل ذلك لشديد الأسف، وهذا يمثل خطراً تاريخياً.

في الأسبوع الماضي أرسلت لجنة التحقيق الحكومية بشأن شراء الغواصات رسالة تحذير خطيرة لنتنياهو وفيها كتبت بأنه أضر ببنية القوة للجيش الاسرائيلي، “وعرض للخطر أمن الدولة وأضر بالعلاقات الخارجية والمصالح الاقتصادية لاسرائيل”. هذا اتهام شديد جدا، وغير مسبوق، إلى درجة أنه يقتضي استقالة فورية.

لقد حان أيضاً الوقت للتحقيق وتوضيح عدة شبهات كما يبدو: لماذا ضغط نتنياهو لتنفيذ صفقة الغواصات، بالتحديد مع حوض بناء السفن “تسنكروف” الألماني، ولماذا قال أن اسرائيل لا تعارض أن تبيع “تسنكروف” غواصات متطورة أيضاً لمصر، وهي عملية أخفاها عن وزير الدفاع وعن رئيس الأركان؟ لماذا اشترى أسهم بالتحديد في شركة ابن عمه ناتان ميلوكوفسكي، والذي زودت شركة تسنكروف بصفائح فولاذ، وكيف باع هذه الأسهم بربح غير معقول يبلغ 13 مليون شيكل.

نتنياهو لم يذهب إلى بيته بسبب كارثة الكرمل، هو لم يعزل في أعقاب كارثة ميرو، أيضاً لم يستقيل في أعقاب رسالة التحذير في قضية الغواصات. إذاً لماذا سيذهب لبيته في أعقاب الكارثة الأكبر في السابع من أكتوبر؟ في نهاية المطاف المحتالون أمثاله وأمثال ترامب، لن يستقيلوا في يوم من الأيام، هم لا يتحملون المسؤولية، هم يكذبون دون توقف ومن الصعب جداً هزيمتهم في مواجهة تلفزيونية، وحتى في انتخابات حقيقية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى