ترجمات عبرية

هآرتس – بيبي بحاجة الى آريه فاسد

هآرتس – بقلم  اوري مسغاف  – 22/4/2021

” إن حيلة الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة التي اجترحها درعي وجاءت تتويجا لمشروع حياته الفاسد، توضح مرة اخرى ما تحتاجه اسرائيل، وهو أن يذهب كلاهما بعيدا عن أنظارنا “.

ليس من المفاجيء أن من يدفع الآن بكل قوته الى سن “انتخاب مباشر لرئاسة الحكومة” من اجل بنيامين نتنياهو هو آريه درعي. بالعكس، كان سيكون مفاجئا لو أنه لم يكن موجود هناك. يبدو أنه منذ أن بدأ العمل في السياسة في ثمانينيات القرن الماضي، لا توجد أي مؤامرة لم تكن عليه بصماته. هو الذي قام بحياكة “المؤامرة النتنة” الفاشلة لاسقاط حكومة الوحدة برئاسة اسحق شمير، بالطبع مع حاييم رامون، صديقه الجيد وصورته المطابقة. بعد ذلك تسبب بابعاد شولميت الوني عن وزارة التعليم وغرس سكين في ظهر اسحق رابين في اتفاقات اوسلو. وقام بطبخ صفقة بار أون حبرون، من اجل أن ينتج عنها تعيين مستشار قانوني اعتبر مريح بالنسبة له، وغادر حكومة اهود باراك عشية الذهاب الى كامب ديفيد وغير ذلك حتى وصلنا الى حكومة الفساد الوطني التي شكلها بني غانتس المستجد من اجل نتنياهو. عندما كان درعي بالطبع “ضامن شخصي” لاتفاق التناوب؛ في تلك الاثناء كان من الواضح أنه لا يوجد أي احتمالية لتنفيذ التعهد.

في هذه المرحلة يجب علينا التوقف للحظة وتذكر البصل، هذه ليست رمزية. فعندما تم توثيق درعي وهو يستخدمه من اجل ذرف دموع التماسيح في بث انتخابي على الحاخام عوفاديا يوسف والذي يحرص على أن يحقق مكاسب سياسية مستندا اليه حتى بعد مرور سنوات على وفاته، كان ذلك تعبيرا كاملا عن هذا الشخص. ايضا  للسخرية اثناء الحادث وكذلك عدم الشعور بالخجل بعد الكشف عنه. الشخص العادي لم يكن ليعرف أين سيدفن نفسه، درعي ازال قطع البصل وواصل قدما. بالضبط مثلما كان الامر مع خرق الاتفاق الائتلافي الاخير من قبل نتنياهو، سارع الى نفي تعهده الموثق. ماذا يعني بالنسبة له أن يفعل من اجل سيده الحالي خطوة لتغيير قواعد اللعب في منتصف اللعبة. لا يوجد أي جدوى للاحتجاج بأن “هذا ليس ديمقراطيا”. بالنسبة له هذا بالضبط هو الاكثر ديمقراطية لأن تجسد الديمقراطية في نظره هو طبخ مناورات لها رائحة كريهة في الظلام بحيث تشوه ارادة الناخب.

هذه ظاهرة من عالم اللامعقول. درعي هو شخص فاسد جدا، الى درجة أنه لا شيء يثير الدهشة فيما يتعلق به. ومن كثرة التبول من فوق خشبة القفز فقد اصبح يتمتع بنوع من القبة الحديدية السوداء التي تغطي رأسه. وبالطبع سيتم تصنيف الانتقاد على الفور كـ “اضطهاد طائفي”. هكذا كل شيء يمر، على الاكثر يتم استقباله بتنهد خفيف للجمهور أو نباح ضعيف لكلاب الحراسة.

شقيقه شلومو يشغل منصب رئيس الكيرن كييمت. إبنه يانكي (36) تم تعيينه في الاسبوع الماضي رئيسا لقسم كبير في الهستدروت الصهيونية براتب وزير، مليون شيكل في السنة، ثمن تشغيله وتشغيل المكتب والمساعدين تم تقديره بـ 3.2 مليون شيكل. ما هي العلاقة بالضبط بين هذه العائلة والصهيونية أو الكيرن كييمت؟.

يانكي بالمناسبة حصل على القابه في المدرسة الدينية الليطائية التي تم ارساله اليها. الحاخام آريه (مخلوف) عرف دائما كيفية الركوب على ظهر الشفافين. والتشدق باعادة التاج الى مجده السابق واطلاق حملات بصيغة “الشرقي يصوت للشرقي”. أولاده، حرص في هذه الاثناء، على تعليمهم لدى الاشكناز، في حين أنه يتجول وهو يرتدي بدلات فاخرة ويراكم رؤوس اموال وعقارات من مصادر مجهولة.

كل ذلك كان يمكن أن ينتهي بعد أن تم ضبطه وتمت ادانته بتلقي الرشوة. ولكن لدى درعي، الذي حرص على الحفاظ على حق الصمت طوال فترة التحقيق، كل شيء يسير في مسار مختصر. في الجيش خدم ثلاثة اشهر، وفي جيل 29 تم تعيينه كأصغر وزير في تاريخ اسرائيل، وتم تخفيف اعتقاله لسنتين، وفترة سريان العار انتهت بسرعة. وحتى عندما عاد الى ساحة الجريمة وتورط مرة اخرى – مفاجأة – بتهمة الرشوة الجنائية. النجوم بشكل معين انتظمت. مؤخرا بالضبط اغلق له المستشار القانوني، افيحاي مندلبليت، معظم الاتهامات التي كتبت بصورة جبانة، والتي اذهبت سدى جهود وانجازات كثيرة وآلاف ساعات العمل للمحققين لدينا والمدعين العامين.

كم هو رمزي أن مشروع حياة للفساد العام يتم ارتكابه على يديه من اجل خدمة نتنياهو (“بيبي بحاجة الى آريه قوي”). وافق شن طبقة. حيلة الانتخاب المباشر توضح مرة اخرى ما تحتاجه اسرائيل: أن يذهبا بعيدا عن انظارنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى