ترجمات عبرية

هآرتس: بن غفير يعبث بجبهة السجناء الفلسطينيين

هآرتس 2023-02-20، بقلم: عميرة هاسبن غفير يعبث بجبهة السجناء الفلسطينيين

أربع دقائق فقط من المياه لكل سجين فلسطيني ليستحم. هذا ما أمر به النبيل، وفتح جبهة جديدة – قديمة في الحرب على تفوق الشعب اليهودي.
في هذه الأثناء هذا التقييد محتمل تقنياً فقط في قسمين في سجن نفحة؛ لأن الحمامات هناك توجد خارج الغرف، ويمكن إغلاق الصنبور الرئيس. بعد ذلك يجب على العقل اليهودي اختراع اختراعات لتطبيق التعليمات بخصوص جميع السجناء الفلسطينيين، السياسيين والأمنيين.
هل القصد هو العودة إلى الستينيات والسبعينيات؟ “وقت الخروج إلى الحمام المشترك كان السجان يحذر السجناء الذين كانوا ينوون الاستحمام بأنه يجب عليهم خلع ملابسهم والاستحمام وارتداء الملابس خلال فترة قصيرة جداً.
كان يبدأ بالعد من 1 إلى 10، وفي هذه الفترة كان يجب على السجناء إنهاء الاستحمام وارتداء الملابس”، كتب غازي أبو جياب عن سجن عسقلان “شكمه”، الذي استخدم مختبراً أولياً للسجناء الفلسطينيين من قطاع غزة ومن الضفة الغربية.
في المقال الذي نشره بعنوان “ما هذا الجنون؟” يتحدث سجين فلسطيني لماذا أضرب عن الطعام. نُشر المقال في “محادثة محلية” في 9 شباط، ووصف أبو جياب عدداً من شروط السجن للفلسطينيين فور العام 1967. كمية قليلة من الطعام (وجبة الفطور: نصف بيضة وملعقة صغيرة من المربى وقطعة زبد مع قطعتي خبز).
هناك حظر على حيازة أدوات الكتابة، دون فرشة، فقط أربع بطانيات وحذاء عال استخدم كوسادة.
مكوث خارج الغرفة لمدة نصف ساعة في اليوم فقط، وإجبار على المشي مع وضع الأيدي وراء الظهر. منع الكلام أثناء المشي، وضرب وإهانة.
أبو جياب عضو في طاقم “أفق” (الذي يعرض مقالات غير متحيزة من وسائل الإعلام العربية وعن المجتمعات العربية)، في معهد فان لير.
يتحدث عن سلسلة من الإضرابات الجماعية للسجناء الفلسطينيين، التي أدت بالتدريج إلى تحسين ظروف سجنهم.
هذه النضالات، مثل غيرها، قدمت لإسرائيل معروفاً كبيراً، ويقاس مستوى المجتمع بتعامله مع الهوامش فيه: كبار السن والمرضى والعاطلين عن العمل والسجناء والأطفال والحيوانات. أي نضال اجتماعي لتحسين وضعهم يوسع دائرة الأشخاص الذين يحصلون على معاملة محترمة ويزيد الإدراك بأن معاملة تحترم الإنسان والبيئة والطبيعة وأي كائن حي هي الأساس لحياة المجتمع وأيضاً الشرط لمناعة المجتمع في المستقبل وبقائه.
لكن مستوى حضارتنا ووجودنا كمجتمع بشري لها أهمية متدنية مقارنة مع هزيمتنا الساحقة للفلسطينيين. على مدى سنوات كثيرة رددت جهات سياسية مختلفة، بمن في ذلك مراسلون، كذبة أن السجناء الفلسطينيين يتم احتجازهم في ظروف “فندق خمس نجوم”، وطالبوا بتشديدها. يتبين أن الدفاع العام في انتقادها الشديد لظروف السجون في إسرائيل لم تسمع عن فنادق كهذه. إن تخصيص أربع دقائق للحمام هي خطوة واحدة من خطوات كثيرة لوزير الأمن الوطني، إيتمار بن غفير، لخفض عدد النجوم.
ليس ثلاث دقائق أو خمس أو ست، بل أربع دقائق بالضبط. هكذا جلس الوزير مع خبراء ورجال حواسيب في هذا نوع من الرياضيات التطبيقية التي نمتاز بها، وأن بيروقراطية السيطرة والإخضاع بحاجة إليها.
في الأعوام 2008 و2009 قمنا بحساب السعرات الحرارية التي يجب على الفلسطيني استهلاكها كي لا يصل إلى حالة الجوع، كي نستطيع مواصلة إدارة الحصار على قطاع غزة وفصله عن العالم.
خبراء في مكتب منسق أعمال الحكومة في “المناطق” قاموا بالحساب، وتوصلوا إلى رقم 2279 سعراً حرارياً في اليوم للشخص، بالضبط.
تلك الفترة كانت فترة حكومة إيهود أولمرت ووزير الدفاع، إيهود باراك، والخاضع له منسق أعمال الحكومة في “المناطق”، عاموس جلعاد.
في العام 2017 قام خبراء مكتب منسق أعمال الحكومة في “المناطق” وممثل وزارة الزراعة بحساب عدد أيام العمل الضرورية لكل منتوج زراعي في “خط التماس” (أراض فلسطينية محصورة بين جدار الفصل والخط الأخضر).
بدقة حواسيب حركة القطارات في سويسرا وجد أن الفاصولياء في دونم دفيئات تحتاج إلى 55 يوم عمل للشخص في السنة، البامبا 28 يوما في السنة، أشجار الزيتون 10 أيام، البندورة 22 يوما.
حسب هذا الحساب تحدد عدد التصاريح وكمية المياه التي ستعطى لكل مزارع، وكانت الفترة فترة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، والخاضع له يوآف مردخاي، منسق أعمال الحكومة في “المناطق”. الهدف غير المعلن لبيروقراطية فترة الفلاحة هو ثني المزيد من الفلسطينيين عن الوصول إلى أراضيهم الزراعية حتى تتحول موقع نزهات للإسرائيليين.
الآن بدأ السجناء الفلسطينيون في السجون بالاحتجاج. وبسبب ذلك فان مصلحة السجون تقوم بعمليات انتقام لإرضاء السيد النبيل. لا يدور الحديث كما قلنا عن جبهة جديدة. فمنذ الأيام الأولى يتم تقديم الفلسطينيين للمحاكمة العسكرية – الجنائية في إسرائيل كأفراد.
أفعالهم، من رشق الحجارة وكتابة الشعارات وحتى قتل إسرائيليين، منفصلة عن العلاقة الجماعية لشعب يقع تحت الاحتلال، ويعمل مثل الشعوب الأخرى ضد السلطة الأجنبية، ويصل إلى درجة يأس يصعب وصفها. ولكن في المعتقل يعود السجناء الفلسطينيون ليكونوا تجمعاً لشعب “معادٍ” ويتم عقابهم ليس فقط بمصادرة حريتهم، بل أيضاً بإهانتهم والتنكر لإنسانيتهم. ولكن الآن يعمل في هذه الجبهة مشعل معروف للحرائق وهو يتمتع بمنشطات عالية ولا توجد أمامه أي معارضة.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى