ترجمات عبرية

هآرتس: بن سلمان ماذا فعلت؟ أنت غشاش أيضًا

هآرتس 13-3-2023، بقلم تسفي برئيل: بن سلمان ماذا فعلت؟ أنت غشاش أيضًا

البيان الدراماتيكي عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران استل جداول “الإكسل” بشكل طبيعي في كل دولة في المنطقة لتقدير الأرباح التي ستكون من نصيبها. في الساحة السياسية الإسرائيلية، سارع يئير لبيد وبنيامين نتنياهو إلى تبادل اللكمات وكأن كلاً منهما، وهما معاً، مسؤول عن السياسة الخارجية للسعودية، وكأنهما يمليان على الرئيس الأمريكي خطواته، وكأنه يمكنهما رسم صورة الشرق الاوسط.

“من يهاجموننا يسألون لماذا بدأ هذا لديهم ولماذا تقدم. إن ضعف الغرب وإسرائيل أدى إلى التقرب من إيران. إن أي قوة إسرائيلية – أمريكية تبعد التقارب من إيران”، هكذا فسر نتنياهو من إيطاليا سبب الاتفاق. هو يعتقد أن محمد بن سلمان قد انتظر وبفارغ الصبر اللحظة التي سيتبين فيها أن نتنياهو غير قادر على تشكيل الحكومة، وبالتالي فقد الأمل من وجود تحالف مناهض لإيران واندفع لعناق آية الله في طهران. أما لائحة الدفاع لدى لبيد فهي مدحوضة بدرجة لا تقل عن ذلك؛ فقد جند اتفاق الطيران بين إسرائيل والسعودية، الذي تم التوقيع عليه في فترة ولايته، ليثبت بأنه هو الذي دفع قدماً بالعلاقات مع السعودية. الآن يمكن انتظار جواب قاطع من نتنياهو يتحدث فيه عن زيارته للسعودية والالتقاء مع بن سلمان كي يدحض ادعاء لبيد.

المهم أنه لا أحد منهما تطرق إلى صديقة إسرائيل الكبيرة، الإمارات، التي وقعت معها على اتفاق سلام وتطبيع، ولشدة وقاحتها استأنفت العلاقات مع إيران في آب 2022. في نهاية المطاف، أحد ما مضطر إلى تحمل التهمة أيضاً عن ذلك.

حقيقة أن الرئيس السوري بشار الأسد، ورئيس “حزب الله” حسن نصر الله، قد باركا الاتفاق، ومثلهما أيضاً زعماء في أوروبا وفي البيت الأبيض، هي بلا شك دليل قاطع على أن الاتفاق هدف إلى المس بإسرائيل. هذه مؤامرة دولية، المسؤول عنها بالطبع هو الاحتجاج الجماهيري وكتائب الفوضويين ورافضي الخدمة، ولا سيما الطيارين الذين يضعفون قوة الردع الإسرائيلية ويقضمون قوة التهديد العسكري ضد إيران. وخصوصاً استغلال ساخر لإجازة رئيس حكومة في منصبه من قبل أعداء إسرائيل الذين اعتبروا غيابه عن الدولة فرصة للهجوم والإهانة وتثبيت حقائق على الأرض بشكل أحادي الجانب.

في الوقت الذي تتخذ فيه إسرائيل موقفاً دفاعياً غير ضروري في مواجهة استئناف العلاقات بين طهران والرياض، ينتظر الأسد ونصر الله الأنباء السارة التي سيجلبها التحالف الجديد. السبت، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، بأنه أمر بإرسال سفير إلى سوريا لاستئناف العلاقات الدبلوماسية. سبقته أبو ظبي والبحرين. في الأسبوع الماضي، زار سوريا كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، الذي أعلن في الأسبوع الماضي بأن “عزل سوريا غير مجد، يجب إجراء الحوار مع سوريا لعلاج مشكلة اللاجئين والأزمة الإنسانية، وأن هذا الحوار قد يؤدي في نهاية المطاف إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية”.

في نهاية السنة الماضية، أوضح بن سلمان بأن “نية استئناف العلاقات مع سوريا موجودة. ولكن وجود إيران في سوريا هو الذي يعيق هذه الخطوة”. من غير الواضح ما الذي قصده في حينه، لكن يبدو الآن أيضاً أن وجود إيران في سوريا لن يكون عائقاً.

 يتوقع هذا الأسبوع حدوث تقدم آخر في رحلة استئناف العلاقات بين سوريا وتركيا. نائب وزير الخارجية التركي سيصل إلى موسكو للقاء سياسي يشارك فيه أيضاً نواب وزراء خارجية إيران وسوريا وروسيا. ستكون هذه جولة أخرى من اللقاءات على المستوى الرفيع. وبعد ذلك، يتوقع إجراء لقاء بين وزراء الخارجية، الذين قد يأتون للتوقيع على اتفاق لاستئناف العلاقات بين الدولتين. عودة سوريا للجامعة العربية ليست خطوة رمزية فحسب، خصوصاً حين يدور الحديث عن منظمة كان إسهامها في إنهاء الحرب في سوريا ومنع قتل مئات آلاف الأشخاص، معدوماً. هذه الخطوة لم تستكمل بعد، لكن عندما تتحدث السعودية وإيران بصوت واحد عن سوريا فإنه يبدو أن المشكال الشرق أوسطي يأخذ انعطافة أخرى ويبني صورة جديدة للوضع.

استئناف العلاقات بين تركيا وسوريا سيعطي الأسد حقنة أوكسجين اقتصادية مهمة. وفي المقابل، سيطلب منه إعطاء تركيا سوراً دفاعياً ضد الأقلية الكردية في شمال سوريا، التي تعتبرها تركيا تهديداً أمنياً لها. السؤال المهم هو: هل ستوافق تركيا على الانسحاب من المناطق التي احتلتها في شمال سوريا؟ سؤال آخر: هل سيتعاون الأكراد مع قوات الأسد التي ترغب في السيطرة على مناطقهم وما هو المقابل الذي سيطلبونه؟

“حزب الله” هو الزبون الآخر للصفقة بين السعودية وإيران. رئيس الحزب على قناعة بأن هذه الصفقة ستساعد أيضاً في حل الأزمة السياسية في لبنان. الحلقة المفرغة في لبنان تتعلق بتعيين رئيس جديد للحكومة، الذي بقي منصبه شاغراً منذ تشرين الأول. في ظل غياب رئيس، فلا حكومة في لبنان إلا على الورق؛ لأن الخلافات حول المرشح المفضل تشل عملية اتخاذ القرار، لا سيما تنفيذ الإصلاح الاقتصادي المطلوب كي يبدأ لبنان في الحصول على المساعدات من الدول المانحة. ولا يوجد يقين بأن إيران والسعودية ستنجحان في إملاء من سيكون الرئيس القادم، لكن احتمالية ذلك أكبر من أي وقت مضى.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى