ترجمات عبرية

هآرتس: بلدية القدس افتتحت حديقة ضخمة في شرق المدينة

هآرتس 19/2/2023، بقلم: ياعيل فريدسون: بلدية القدس افتتحت حديقة ضخمة في شرق المدينة

نافورة تيدي هي أحد الأماكن المحببة لدى الأطفال في القدس. في صيف هذه المدينة التي لا بحر فيها، فإن النافورات التي تنثر المياه في الهواء هي مكان جذب بالمجان لآلاف الأطفال العلمانيين والمتدينين والعرب. الخميس الماضي، دشن رئيس البلدية موشيه ليئون، نافورة مشابهة في مكان مفاجئ، في حي وادي الجوز شرقي المدينة. النافورة جزء من متنزه قدرون، الذي يمتد على نحو 25 دونماً، ويضم منشآت جديدة للأطفال وملاعب رياضية ومساراً للدراجات، وفي المستقبل مقهى أيضاً. مع ذلك، استقبل السكان الفلسطينيون إقامة المتنزه بمشاعر مختلطة لأنه أمام سيتم بناء مستوطنة جديدة في القريب، ويتوقع أن يخدم سكان هذه المستوطنة الجدد.

لا توجد حدائق عامة في شرقي القدس، لذا تحول تدشين المتنزه الكبير في المنطقة إلى احتفال حضره وزير القدس والتراث مئير بروش (يهدوت هتوراة) وسلفه في المنصب، عضو الكنيست زئيف الكين (المعسكر الرسمي) وأعضاء مجلس البلدية. أغصان الزيتون في المنشأة والمرتبة في صفوف مستقيمة ذكرت بالاسم السابق للمكان، وهو كرم المفتي.

كانت المنطقة جزءاً من ضيعة مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، في عهد الانتداب البريطاني. المفتي، الذي لم يعش في الضيعة، كان قد أجرها للزوجين جورج وكاتي أنطونيوس. بعد حرب الأيام الستة، انتقلت المنطقة إلى يد القيم العام، وفي الثمانينيات تم بيع جزأين منها للملياردير اليميني ارفين موسكوفيتش. مكان البيت الفاخر الذي يقع أمام المتنزه والمنطقة القريبة التي أقيم عليها فندق “شبرد”. ورثة الزوجين انطونيوس، قدموا التماساً للمحكمة العليا ضد البيع، لكن المحكمة رفضت الالتماس وتم هدم الفندق. في هذه الأثناء، تقام على هذه الأرض مستوطنة ستضم عشرات الوحدات السكنية.

في السابق كانت هناك خطط لإقامة حديقة وطنية باسم “شمعون الصديق” في المكان، ولكن البلدية وجهات أخرى قررت إقامة متنزه أخضر هناك بتكلفة 27 مليون شيكل. وحسب ادعاء المهندسة المعمارية فيرد سنغر من مكتب “تفنيت” للتخطيط الذي شارك في تخطيط المتنزه، فإنه قبل إقامته جرت عملية إشراك شاملة للجمهور طلب السكان في إطارها منطقة كبيرة للتنزه وملاعب رياضية للشباب. وأكدت سنغر في محادثة مع “هآرتس” بأنه تم بذل جهود كبيرة لعدم قطع أي شجرة زيتون في المكان. وحسب قولها، يصعب العثور على مناطق كبيرة في شرقي القدس لإقامة متنزه عليها بهذه المساحة.

المتنزه مخطط له أن يكون جزءاً من تطوير شامل في المنطقة، يشمل مشروع وادي الحرير، ومركز تشغيل الهايتيك الذي ستقام قربه أيضاً مدرسة علمية تكنولوجية مرتبطة بالمتنزه. ولكن الكثير من السكان يعتبرونه وسيلة لتقييد تطوير حي وادي الجوز وحي الشيخ جراح. “أعارض إقامة هذه الحديقة. كل سكان الشيخ جراح لهم دعاوى في المحاكم، ويقومون بإخلائهم من بيوتهم. هل تأتي وتقيم حديقة لشخص يعاني وتمارس عليه الضغوط يومياً؟ ماذا سيستفيد من ذلك؟”، قال محمود سعو، وهو أحد سكان الشيخ جراح. حسب قوله: “أقاموا هذه الحديقة من أجل المستوطنين وليس من أجلنا. نحن نعرف أن الهدف هو السيطرة على أراضينا”.

في جمعية “بمكوم”، قالوا إن “إقامة حديقة جديدة في شرقي القدس هي عملية مهمة وحيوية من أجل أولاد الفلسطينيين الذين لا حدائق لهم في الأحياء التي يعيشون فيها. ولكن إقامة المتنزه الجديد في “كرم المفتي” ترافقه مشاعر مختلطة وتثير التساؤل حول الدوافع الحقيقية للبلدية”. وأكدت الجمعية بأن “المتنزه يقع، ليس بالصدفة، على خط التماس أمام مستوطنة لم يتم إسكانها بعد مقامة على أراضي فلسطينية. هذه الأرض أخذتها السلطات الإسرائيلية بواسطة قانون “أملاك الغائبين”؛ لذلك، هذه الخطوة قد تعتبر سيطرة على أرض مفتوحة من أجل منع الحي، الذي هو بحاجة كبيرة إلى تخطيط سكني مناسب، من التوسع بشكل سليم وليس كرغبة صادقة لعمل جميل مع أولاد الحي”.

في المقابل، داود صيام من سلوان، يرى نصف الكأس المليان، “نحن مع رؤية الكثير من هذه المشاريع في شرقي القدس. يمكن الخروج من الجو الصعب الذي نعيش فيه، لنتنفس. كما أننا نذهب إلى حديقة الجرس لعدم وجود أي متنزه لنا”، وأشار إلى أن “الأمر يتعلق بـنقطة في بحر، نحن في 2023 ولا نشاهد أي حي جديد في شرقي القدس. نحن بحاجة إلى خطط هيكلية كي نستطيع إصدار خطط بناء قانونية، بحيث يستطيع الشخص النوم بهدوء دون الخوف من هدم بيته. هناك أزواج شباب يريدون الزواج، ولكن لا يمكنهم بناء بيت. نريد العيش معاً”.

حسب أقوال رئيس البلدية ليئون، فإن إقامة المتنزه في شرقي القدس هي جزء من الجهود لتقليص الفجوة بين شطريها. “أنا في منصب رئيس البلدية منذ أربع سنوات تقريباً، وأحلم بمشاهدة تطور في شرقي المدينة. لا شك أن دولة إسرائيل لم تستثمر ما فيه الكفاية في البنى التحتية. نحن نفعل كل ما في استطاعتنا لتقليص الفجوة الكبيرة بين شرقي المدينة وغربيها”، قال في الاحتفال. “جاء هذا من خلال الاعتراف بأن القدس موحدة، فالقدس، شرقها وغربها، مدينة واحدة، وعلى إسرائيل إثبات ذلك بالأفعال وبالبنى التحتية”.

من بلدية القدس جاء أن “عملية الدفع قدماً بإقامة المتنزه استغرقت بضع سنوات، جرى في إطارها إشراك الجمهور مع ممثلي سكان المنطقة، وتم أخذ احتياجات الطلاب في المدارس المستقبلية في هذه المنطقة في الحسبان. نحن سعداء لأن هذه المنطقة العامة تستخدم لرفاه وفائدة الجمهور بالصورة الأفضل. هذا هو المتنزه الأكبر في شرقي القدس والذي سيخدم سكان الأحياء القريبة وكل سكان شرقي القدس”. وأضافت البلدية بأنها افتتحت في السنوات الأخيرة عدة مشاريع في شرقي القدس، منها متنزه “روكفلر” ومتنزه “سوق الغنم”. هذا إلى جانب استثمارات ضخمة بأكثر من 2 مليار شيكل لصالح تطوير البنى التحتية في شرقي القدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى