هآرتس: بلدية الخليل ستفقد صلاحيات البناء في الحرم الابراهيمي

هآرتس 24/11/2025، متان غولان: بلدية الخليل ستفقد صلاحيات البناء في الحرم الابراهيمي
الادارة المدنية صادقت امس على نقل اليها صلاحية بلدية الخليل في تركيب مظلات في منطقة الصلاة لليهود في الحرم الابراهيمي. هذه الصلاحية منحت قبل سريان أمر المصادرة، وهي ستسمح رسميا لاسرائيل باجراء تغييرات في منطقة صلاة اليهود بدون موافقة الفلسطينيين. ويتوقع ان تتم هذه الخطوة في الفترة القريبة القادمة اذا تم رفض الاعتراضات عليها. الجهة المبادرة للخطة هي قسم الهندسة والبناء في الادارة المدنية في وزارة الدفاع. في كتاب المصادرة تمت الاشارة الى ان رئيس الادارة المدنية، العميد هشام ابراهيم، “اقتنع بان نقل ملكية الارض هو للمصلحة العامة لغرض تركيب المظلات، الامر الذي يوفر استجابة للاحتياجات العامة لتحسين ظروف خدمة المصلين”.
المساحة التي يتوقع اقامة المظلات فيها هي ساحة داخلية تبلغ مساحتها 200 متر مربع، وهي تحتل 10 في المئة من مساحة الحرم الابراهيمي. امس اجتمعت للمصادقة على الخطة اللجنة الفرعية للتخطيط والترخيص، وهي لجنة تعمل كلجنة فرعية في الادارة المدنية. في شروحات خطة البناء جاء ان السبب الرئيسي لتركيب المظلات هي مشكلة تصريف مياه الامطار في المكان، حيث انه في ساحة الصلاة تحدث انسدادات للمياه في اشهر الشتاء. المهندس المشرف على المشروع اشار الى ان السقف سيتم دعمه بواسطة المباني القريبة.
السطح الذي يتوقع ان يستند اليه السقف، المبني من الفولاذ والزجاج يوجد على جدران تدعم قبر ليئا وقبر يعقوب، بالقرب من قبر سارة وقبر ابراهيم. حتى الان لم يتم نشر أي وثيقة موقعة من مهندس تشمل الالتزام بان جدران المباني القديمة ستكون قادرة على تحمل وزن السقف، ولم يتم نشر وزنه المتوقع. اضافة الى ذلك لا تشمل الخطة توقيع المهندس، ولا تشير الى اجراء حسابات ثابتة (من اجل التحقق من ثبات وسلامة الهيكل)، وهي شروط اساسية من المستحيل بدونهما الموافقة على خطة البناء في اجراءات التخطيط في اسرائيل.
الاوقاف الاسلامية في الخليل وبلدية الخليل ولجنة اعمار البلدة القديمة في الخليل وادارة السياحة والاثار، جميعها ارسلت للادارة المدنية والمستشار القانوني ليهودا والسامرة رسالة اعتراض على هذه الخطوة. “وضع السقف سيضر بصورة كبيرة بالمكان المقدس. الحديث يدور عن مكان مهم جدا على وجه الكرة الارضية من ناحية هندسية واثرية”، كتب في الرسالة. المحامون الذين مثلوهم في النقاشات، المحاميان علاء محاجنة والمحامي سامر شحادة، قالا ان مجرد مناقشة اعطاء الترخيص هو امر غير قانوني وجرى بدون صلاحيات، لان مناقشة الاعتراضات على المصادرة لم تتم المصادقة عليها بعد. محاجنة قال ان الامر يتعلق بـ “سباق على الصلاحيات من اجل وضع حقائق على الارض”. المحاميان اعترضا على وضع السقف المقترح من ناحية جمالية وطالبا بايجاد حل لمشكلة مياه الامطار، يتسبب بأقل ضرر للمبنى.
مغارة الماكفيلا والحرم الابراهيمي الشريف (مسجد الجوالي) في الخليل يعتبران موقف تراث في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقد صرح المحامي شحادة في جلسة اللجنة بانهم يتشاورون مع اليونسكو والمجلس الدولي للاثار والمواقع (ايكوموس)، وهو منظمة دولية تهدف الى الحفاظ على المواقع الاثرية وحمايتها، من اجل ايجاد حل يرضي جميع الاطراف. وقد ارفقت برسالة الاعتراض وثيقة بتاريخ تموز الماضي تشير فيها جهات الحفاظ على المواقع الاثرية وحمايتها الى انه لا توجد معارضة شاملة لتركيب المظلات، لكن يجب فحص السقف المقترح من حيث ملاءمته للحفاظ على المبنى.
في الجلسة قال ممثل الادارة المدنية بان رئيس الادارة عقد في السنة الماضية لقاءات مع محافظ الخليل وبلدية الخليل حول بناء السقف، ولم يظهرا أي معارضة لدعم هذه الخطوة. الا انه في اللقاء بين ابراهيم والاوقاف الاسلامية، الاخيرة عبرت عن معارضتها ولم تغير رايها حتى في لقاء آخر جرى بينهم. ممثلو الادارة المدنية قالوا ايضا بان مديرية التنسيق والارتباط الفلسطينية في الخليل عارضت المشروع في شباط الماضي، الامر الذي يثبت ان الادارة المدنية اضطرت الى انتزاع الصلاحيات من الفلسطينيين للدفع قدما بالبناء لنفسها.
في حركة “السلام الآن” قالوا للصحيفة ان “قرار مصادرة المنطقة المفتوحة من اجل بناء سقف في الحرم الابراهيمي هو سابقة خطيرة. وقد بدأت عملية التغيير في الموقع بقرار بناء مصعد قرب الحرم، وهي تستمر الان بمصادرة والاستيلاء على الموقع الاكثر قدسية وحساسية في الضفة الغربية. ما بدأ ببناء سقف في الحرم الابراهيمي لا يتوقع ان يتوقف داخل حدود الموقع نفسه. قرار الادارة المدنية عدم محاولة التوصل الى تفاهمات واتفاقات مع بلدية الخليل يشير الى استمرار سياسة تجاهل الفلسطينيين واتخاذ اسرائيل قرارات احادية الجانب. حكومة نتنياهو – سموتريتش تواصل تغيير الوضع الراهن وتصعيد التوتر الى مستويات جديدة”.
قبل سنتين ونصف تقريبا قامت اسرائيل بمصادرة صلاحيات مشابهة من اجل وضع مصعد في منطقة مغارة الماكفيلا. المصعد الذي تم اعداده من اجل السماح بالوصول الى المغارة لذوي الاحتياجات الخاصة استدعى الانتقاد، سواء من اليهود أو من الفلسطينيين. المحامي شحادة قال في حينه للصحيفة بان الامر يتعلق بمس خطير بموقع ديني وثقافي في البلدة القديمة في الخليل. “مبنى المصعد يقف هناك مثل نبتة غريبة، لا تناسب ولا تندمج مع طبيعة وقيم المكان”، قال شحادة. “ان مصادرة صلاحية التخطيط والتنفيذ من يد البلدية هو مس آخر بالسكان الفلسطينيين المحليين”.
من منسق اعمال الحكومة في المناطق جاء: “وفقا لتوجيهات ومصادقة المستوى السياسي فانه تجري في هذه الاثناء الاعمال على هذا الامر. الخطة في مرحلة متقدمة، وهي تهدف الى التمكين من وضع مظلات في الحرم الابراهيمي لمصلحة جميع المصلين هناك”.



