ترجمات عبرية

 هآرتس – بقل  يهوشع براينر وآخرين  – مطاردة واسعة للسجناء الامنيين الفارين الستة؛ تخوف من تصعيد بعد سلسلة أعمال شغب في السجون في ارجاء البلاد

هآرتس – بقل  يهوشع براينر وآخرين  – 9/9/2021

” في جهاز الامن قدروا بأن السجناء الذين هربوا من سجن جلبوع ما زالوا يوجدون في اسرائيل. واظهروا قلقهم من أن ينفذوا عملية أو يقوموا باختطاف مدنيين “.

ستة سجناء امنيين هربوا في فجر يوم الاثنين من سجن جلبوع، من بينهم زكريا الزبيدي، الناشط في فتح والذي كان في السابق قائد كتائب شهداء الاقصى في جنين. أمس استمرت عملية التفتيش الواسع عنهم، وفي الشرطة قدروا أن الاستعدادات العالية والتفتيش ستستمر حتى بعد عيد العرش على الاقل، عشرات الحواجز وضعت في منطقة الشمال وفي ارجاء البلاد. مصدر رفيع في مصلحة السجون اعتبر هرب السجناء “فشل بحجم غير مسبوق”، واضاف “هذا هو فشل يوم الغفران بالنسبة للمصلحة. تحت انظار قادة السجن والاستخبارات نجح السجناء طوال فترة طويلة في التخطيط، مع جهات خارجية، للهرب من السجن وحفر نفق.

أول أمس اعتقل ثلاثة اشخاص في قرية الناعورة قرب العفولة بتهمة مساعدة السجناء على الهرب. وبعد فترة قصيرة تم اطلاق سراحهم.

حسب مصادر مطلعة تم فحص اشتباه أن السجناء مكثوا في القرية فترة قصيرة بعد هربهم، وغيروا ملابسهم واشتروا الطعام من المخبز المحلي. عدد من التفتيشات تركزت في المنطقة القريبة من الناعورة والجيش عمل في منطقة قرية الجلمة الفلسطينية قرب جنين.

مصادر رفيعة في مصلحة السجون وجهت اصبع الاتهام لمفتشة المصلحة كاتي بيري وقائد المنطقة الشمالية اريك يعقوب ورئيس لواء الاستخبارات ريغف دحروج. “هذه ليست حادثة تتعلق بالمستويات الدنيا”، قال مسؤول كبير. “المسؤولون عن الفشل هم قادة مصلحة السجون والاستخبارات الذين لم تستخدموا العوائق من اجل شراء هدوء السجناء. هذا ما يحدث عندما يتم تعيين اشخاص ليست لهم تجربة في مناصب حساسة جدا”.

في جهاز الامن قدروا أمس أن السجناء ما زالوا في اراضي اسرائيل ولم يتجتازوا الحدود الى الضفة الغربية أو الاردن. ايضا في جهاز الامن عبروا عن قلقهم من أن السجناء الستة سيحاولون تنفيذ عملية أو أن يدخلوا الى بيوت المواطنين ويقومون باختطافهم من اجل المساومة.

في جهاز الامن عبروا عن القلق من تحول السجناء الستة الى ابطال لدى التنظيمات الارهابية الفصائل الفلسطينية. وقد لاحظوا تكتل كل الفصائل حول الهرب. في محادثات مغلقة اعتبرت مصادر في جهاز الامن الوضع “جلوس على برميل مواد متفجرة”. وعبرت عن الخوف من أن هذا الامر سيؤدي الى تصعيد واسع في الضفة الغربية وفي قطاع عزة.

حسب التقديرات، السجناء لم يخططوا للانتقال الى الضفة فور الهرب من اجل تجنب الاعتقال من قبل قوات الجيش الاسرائيلي. أمس اعلن الجيش أن الاغلاق الذي تم فرضه على الضفة الغربية في عيد رأس السنة العبرية والذي كان يتوقع أن ينتهي مساء أمس، تم تمديده الى منتهى السبت بسبب التفتيشات. الوحدات الخاصة في جميع اجهزة الامن استعدت لاعتقال الستة سجناء أو الاشتباك معهم. في تقدير الوضع الذي اجراه الضباط الكبار في جهاز الامن ثار شك بأن السجناء الستة سيحاولون تنفيذ عملية اذا ادركوا أنه سيتم القاء القبض عليهم. في جهاز الامن قالوا إنه في الايام الاخيرة تم استخدام وسائل استخبارية غير مسبوقة، حتى بخصوص مطاردة تمت بعد تنفيذ مخربين لعمليات في السنوات الاخيرة. بسبب الافتراض أمس أن السجناء ما زالوا في اراضي اسرائيل فان المسؤولية عن العثور عليهم القيت على الشرطة، التي استعانت بالشباك والجيش. اساس جهود الجيش تتعلق بمحاولة منع انتقال الستة الى الضفة والاردن. وبناء على ذلك تم تعزيز نقاط الرقابة على طول الحدود. “الهدف الاساسي هو اعتقال الستة. ولكن يجب القول من الآن بأنه مطلوب هنا صبر كبير”، اضاف مصدر في الشرطة.

من التحقيق يتبين أن الزبيدي والسجناء الخمسة من الجهاد الاسلامي مكثوا معا في غرفة رقم 5 في القسم 2، التي تعتبر في قسم سجناء فتح. حسب الشكوك الستة رفعوا غطاء معدني الذي تم تثبيته بأرضية المرحاض في الغرفة ووجدوا تحته فراغ. وحسب تقدير مصلحة السجون هذا كان “فشل هيكلي”. في هذا الفراغ حفر السجناء نفق استغرق حفره نصف سنة، بطول عشرات الامتار، الى خارج جدار السجن. فتحة خروج النفق عثر عليها على بعد بضعة امتار خارج جدار السجن قرب برج مراقبة، وتم اخفاءها بالعشب. حسب مصدر امني، السجانة التي كانت في برج المراقبة فوق فتحة النفق الذي هرب فيه السجناء اعترفت بأنها نامت. حسب الشكوك، السجناء هربوا مشيا على الاقدام الى منطقة تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات عن السجن. وهناك ركبوا سيارة. حسب نتائج التحقيق فان السجناء هربوا في الساعة الواحدة والنصف ليلا تقريبا. وفي الساعة 1:49 ليلا اتصل سائق سيارة عمومية مع الشرطة وقال إنه شاهد ثلاثة اشخاص مشبوهين يرتدون ملابس بنية ويركضون في الحقول المحيطة بالسجن. في الساعة 1:58 جاءت سيارة شرطة الى المكان وبدأت بعملية التمشيط. عامل في محطة وقود قريبة قال لرجال الشرطة بأنه شاهد شخص مشبوه في المحطة. وفي الساعة 2:14 اجرى نائب قائد مركز شرطة بيسان تقدير للوضع وابلغ مصلحة السجون بالمستجدات. ردا على ذلك رفعت مصلحة السجون مستوى الاستعداد وقامت باجراء احصاء للسجناء في السجن. في الساعة 3:29 ابلغت مصلحة السجون الشرطة بأن ثلاثة سجناء مفقودين. وقد تم استدعاء قوات كبيرة الى منطقة السجن. في الساعة الرابعة تبين أن ستة سجناء مفقودين.

“شاهدت ثلاثة اشخاص ملثمين ومعهم ما يشبه الحقائب”، قال سائق السيارة العمومية في محادثته مع الشرطة.”لم ار وجوههم. وقد هربوا نحو غابة الاشجار قرب السجن… اجتازوا الشارع بسرعة ودخلوا بين الاشجار. كانوا يرتدون ملابس بنفس اللون وهربوا… لون مثل لون الوحل وكان موحد. جميعهم كانوا يظهرون بنفس الشكل. وقد انتقلوا من منطقة السجن الى منطقة مفتوحة. كانوا يحملون حقائب. اعتقدت أنه يمكن أن يكونوا عمال تايلانديين. قلت: يجب علي التبليغ”.

الوحدة القطرية للتحقيق مع السجانين اخذت افادات 14 سجان، لكن لا أحد منهم تم التحقيق معه تحت التحذير. في الشرطة يواصلون التحقيق فيما اذا كان السجناء قد حصلوا على المساعدة من أحد السجانين، رغم أنه في هذه المرحلة لا توجد أي ادلة على هذه المساعدة. من بين السجانين الذين اعطوا افاداتهم الحراس الذين كانوا في ابراج المراقبة، السجانون والقادة المسؤولين عن قسم السجناء الذين هربوا واعضاء السجن. بعد فحص الافادات سيتم التقرير اذا كان سيتبلور اتهام اللسجانين.

حتى الآن حققت الشرطة والشباك مع عشرات السجناء والسجناء القدامى. وكلما مر الوقت فان اساس التحقيق سيتركز اكثر فأكثر على جانب الاستخبارات الذي يقع بالاساس تحت مسؤولية الشباك. لأنهم في الشباك “ينقبون في كل معلومة صغيرة وتحت كل حجر”. ولكن عدد  من توجهات التحقيق لم تظهر أي نتائج.

أحد المعتقلين في الناعورة بتهمة مساعدة السجناء كان يعمل في أحد الحوانيت في القرية، (18 سنة)، والذي كان في ذاك الوقت في النوبة الليلية.

“في الليلة بين يوم الاحد والاثنين في الرابعة فجرا وحتى قبل النشر عن هرب السجناء، دخل شخص غريب وقام بشراء الطعام”، قال عامل آخر. “هذا امر روتيني”. حسب اقوال سكان في القرية فان الصور التي تم جمعها اظهرت احد السجناء الفارين وهو يطلب استخدام هاتف احد العمال. وعندما لم يوافق الاخير على طلبه قام بالطلب بأن يقوم شخص آخر كان في المكان بنقله، وايضا تم رفض طلبه.

قبل يوم من هرب السجناء تم نقل الزبيدي بناء على طلبه من غرفة رقم 3 التي كان يوجد فيها مع اعضاء فتح الى غرفة 5 التي هرب منها مع السجناء الخمسة الذين ينتمون للجهاد الاسلامي. وحسب اقوال مصدر فلسطيني مقرب من السجناء الفلسطينيين، الخمسة اشركوا الزبيدي بخطتهم لأنهم كانوا بحاجة الى مساعدة اشخاص خارج السجن، الذين كانت له علاقة معهم. في هذه المرحلة من غير الواضح كيف أن طلب الزبيدي لم يثر أي شك لدى مصلحة السجون ولماذا قامت بالمصادقة عليه. الى جانب الزبيدي كان هناك سجين آخر تم نقله الى الغرفة التي هربوا منها. من مصلحة السجون جاء ردا على ذلك بأن “الحديث يدور عن نشاطات يتم القيام بها بين حين وآخر حسب اعتبارات القيادة”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى