ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  يونتان ليس  – بينيت سيركز على ايران في لقائه مع بايدن وسيحاول نقل رسالة الى طهران

هآرتس – بقلم  يونتان ليس  – 26/8/2021

” رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، سيلتقي في هذا المساء للمرة الاولى مع الرئيس الامريكي، جو بايدن، وسيحاول أن يرسخ معه علاقات شخصية. وهما سيناقشان الاتفاق النووي مع ايران واعادة اعمار قطاع غزة وتأثيرات انسحاب امريكا من افغانستان على المنطقة وازمة المناخ “.

رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، من المتوقع أن يلتقي في هذا المساء مع الرئيس الامريكي، جو بايدن، في البيت الابيض للمرة الاولى منذ تسلمهما لمنصبيهما. أمس التقى بينيت مع وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، ومع وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن، وفي ساعة متأخرة في الليل التقى مع مستشار الامن القومي، جيك ساليبان. 

اللقاء بين بينيت وبايدن سيبدأ بلقاء منفرد. وبعد التصريحات لوسائل الاعلام سينضم الى اللقاء اعضاء الوفد الاسرائيلي، رئيس هيئة الامن القومي ايال حولتا، ورئيس مكتب رئيس الحكومة طال بنتسفي، ومستشارته السياسية شمريت مئير، والسكرتير العسكري الجنرال آفي غيل، وسكرتير الحكومة شالوم شلومو والسفير الاسرائيلي في واشنطن جلعاد اردان.

على الرغم من أن بينيت وضع المسألة الايرانية في مركز اللقاء مع بايدن، إلا أن مصادر سياسية في اسرائيل اعتبرت اللقاء في البيت الابيض “احتفال تدشين” لرئيس الحكومة الغض، الذي ليست له أي تجربة سياسية في الساحة السياسية الاكثر أهمية بالنسبة لاسرائيل. بينيت سيحاول أن يرسخ في اللقاء علاقته الشخصية والمباشرة مع بايدن.

“الصورة التي ستخرج من هذا اللقاء هي الحدث الهام”، قال مصدر سياسي للصحيفة. “هذه اشارة واضحة لايران ولزعماء العالم بأن رئيس الحكومة الغض يحظى باحتضان امريكي شجاع ودعم يشبه الدعم الذي حصل عليه أسلافه من البيت الابيض. وتوجد هنا ايضا رسالة مهمة للجمهور في اسرائيل حول مكانة بينيت كرئيس حكومة في عهد ما بعد نتنياهو، وهي أن استبدال الحكم في اسرائيل لم يضر بوحدة المصالح بين الدولتين، بل على العكس”.

رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، يتوقع أن يكون حاضر – غائب في اللقاء. عمليا، هذا هو اللقاء الاول في الـ 12 سنة الاخيرة بين رئيس امريكي ورئيس حكومة اسرائيلي الذي هو غير نتنياهو. بايدن اظهر تجاه نتنياهو معاملة باردة من اليوم الاول في منصبه. والآن الادارة الامريكية تعتبر بينيت وحكومته الهشة كابح ناجع امام عودة رئيس الليكود الى موقع مهم. بينيت سيقوم باستغلال هذه الفرصة، ورجاله سبق وحذروا الادارة من خطوات في الساحة الفلسطينية يمكن أن تؤدي الى تفكك الائتلاف في اسرائيل.

نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل في فترة نتنياهو لم تختف مع استبدال الحكم في اسرائيل. فالمواجهة مع ايران والاختلافات في الآراء حول الساحة الفلسطينية ووحل غزة ستطرح في اللقاء، ومن غير الواضح اذا كان سينتج عنها تقدم دراماتيكي. السؤال المهم الآن هو هل سينجح بينيت في الحصول على انجاز سياسي مهم في هذه الزيارة في هذه المجالات.

خطة جديدة

بينيت ينوي أن يعرض على بايدن “استراتيجية منظمة” جديدة بلورها لمواجهة ايران، والتي تستهدف ابعاد الاخيرة عن التحول الى دولة حافة نووية. منذ تسلمه لمنصبه، فحص بينيت السياسة التي اتبعها سلفه في هذا الموضوع وقام ببلورة خطة عمل جديدة. وحسب مصادر سياسية، هو سيحاول تجنيد الادارة من اجل تعزيز التعاون في الموضوع الايراني.

في الفترة الاخيرة ازدادت في اسرائيل وفي الولايات المتحدة التقديرات بأن ايران ستقرر عدم العودة الى الاتفاق النووي، في الوقت الذي فيه، في ظل المراوحة السياسية في المكان، قامت في السنتين الاخيرتين بخطوات هامة قبل تحولها الى دولة حافة نووية. “أنا سأقول للرئيس بايدن بأن هذا هو الوقت المناسب لصد ايران… وعدم اعطاءها حبل نجاة على شكل الدخول مجددا الى اتفاق نووي انتهت صلاحيته فعليا”، قال بينيت في جلسة الحكومة. “نحن سنقوم بطرح خطة منظمة وضعناها في الاشهر الاخيرة من اجل صد ايران، ايضا في المجال النووي والمجال الاقليمي”.

في اسرائيل قلقون من أن الولايات المتحدة علقت كل الآمال على الاتفاق النووي من العام 2015. ولم تطرح أي بديل حقيقي لسيناريو فيه ايران لن توقع عليه مجددا، كما هو واضح. مصادر سياسية قالت للصحيفة بأن الولايات المتحدة تعارض وضع تهديد عسكري علني لايران، وهي الخطوة التي يقدرون في اسرائيل بأنه كان يمكن أن تعرض للخطر وجود نظام آيات الله وتعيق تقدم المشروع النووي. بينيت سيتحدث مع بايدن ايضا حول تمركز ايران العسكري في الشرق الاوسط وحول سلسلة الهجمات المنسوبة لها ضد اهداف في المنطقة. بايدن من ناحيته، يتوقع ايضا أن يصرح ضد ايران. فقبل ثلاثة اشهر تعهد لرئيس الدولة السابق، رؤوبين ريفلين، بأن ايران لن تحصل على السلاح النووي طالما هو موجود في منصبه.

التحدي الرئيسي امام بينيت هو منع، بقدر الامكان، اختلافات علنية في الموضوع الفلسطيني. بينيت، رجل اليمين البارز والذي يعارض حل الدولتين، سيحاول منع ضغط امريكي لتقديم تنازلات للفلسطينيين، ليس فقط في اللقاء، بل ايضا خلال فترة ولايته. في محيطه سبق واوضحوا لجهات في الادارة الامريكية بأن أي طلب منهم للقيام بخطوات مهمة من قبل اسرائيل سيخرج الائتلاف الهش عن التوازن. “التنازلات هي جزء من مفاوضات سياسية، والآن لا توجد مفاوضات سياسية”، أوضح مصدر سياسي في اسرائيل قبل الزيارة. “مصلحتنا هي أن يرتفع مستوى الحياة في يهودا والسامرة وأن يتم الحفاظ على الاستقرار الامني”، قال المصدر.

الادارة الامريكية قلقة من التدهور في الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية. والى جانب جهود لتجنيد اسرائيل لمساعدتها فانهم في الولايات المتحدة قلقون من خطوات معينة رمزية يمكن أن تشعل المواجهة من جديد مثل، اخلاء محتمل لسكان حي الشيخ جراح، مواجهات عنيفة في الحرم أو الدفع قدما بمصادقات على البناء في المستوطنات. مؤخرا، قبل اللقاء، طلبت الادارة توضيحات من مكتب بينيت للتأكد من أنه لا ينوي تنفيذ خطة الضم التي وضعها نتنياهو في الجارور بعد التوقيع على اتفاقات ابراهيم. 

في حاشية بينيت اوضحوا بأنه لا توجد نية كهذه، لكنهم سارعوا الى الدفع قدما بخطط بناء “رمزية”، حسب قولهم، في المستوطنات مقابل خطط بأحجام مشابهة للبناء في القرى الفلسطينية.  وزارة الخارجية الامريكية تقوم في هذه الاثناء، وفي اعقاب اتصالات مع مكتب بينيت، بتأخير اعادة فتح القنصلية الامريكية في القدس الذي استهدف خدمة الفلسطينيين من الضفة الغربية.

في اسرائيل يعملون على الدفع قدما بتحسين وضع السلطة الفلسطينية على خلفية الازمة الاقتصادية في الضفة الغربية. ومثلما نشر في “هآرتس”، فان شخصيات رفيعة في السلطة حولت الى الادارة الامريكية قائمة طلبات سياسية يمكن تحقيقها حتى بدون مفاوضات علنية. اسرائيل سبق وبدأت في تطبيق جزء من هذه الطلبات، منها اعطاء آلاف رخص البناء في قرى فلسطينية وتخصيص 15 ألف تصريح عمل اخرى لعمال فلسطينيين في اسرائيل. 

وثيقة الطلبات التي نقلت قبل ثلاثة اشهر تشمل 30 طلب تقريبا تتناول اعادة ترميم صلاحيات حكم السلطة وتحسين الاقتصاد الفلسطيني والاهتمام بمستوى حياة السكان. مصدر مطلع على العملية قال في حينه للصحيفة بأن اللاعبين الثلاثة في الساحة السياسية، السلطة الفلسطينية وحكومة بينيت – لبيد والادارة الامريكية، يقدرون أنه لا يمكن في هذه المرحلة الدفع قدما بعملية سياسية علنية هامة، وأنه يمكن الدفع قدما بجزء من المبادرات التي نقلت من “تحت الرادار” وبدون جذب انتباه الجمهور.

منع التهريبات

في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة من اجل الدفع قدما باعادة اعمار القطاع ومنع تدهور انساني، سيحاول بينيت تجنيد الادارة للمساعدة في كبح ازدياد قوة حماس. وحسب هذا المصدر، في اسرائيل معنيون بأن تستخدم الادارة الضغط على مصر من اجل العمل على وقف النشاطات في معبر رفح، وهو مسار التهريب الرئيسي لحماس، من اجل وقف ازدياد قوة المنظمة وتمكين اسرائيل من الحفاظ على الردع الذي حققته في عملية “حارس الاسوار”. وفي اسرائيل يريدون تحويل ادخال البضائع الى معبر كرم أبو سالم.

الادارة الامريكية وضعت الانشغال في اسرائيل بالمسألة الفلسطينية وايران في مكان منخفض في سلم الاولويات السياسي. في الفترة القريبة، اهتمام امريكا سيوجه بالاساس للمواجهة مع الصين وتفشي الكورونا وازمة المناخ. في الاسبوع الماضي اضيفت الى كل هذه الامور الازمة في افغانستان.

بينيت سيصل الى واشنطن في الوقت الذي فيه كبار قادة الادارة ينشغلون كليا بالوضع في افغانستان، واهتمامهم سيوجه بالاساس لما سيحدث هناك في الفترة القريبة القادمة. في اسرائيل قلقون من التداعيات المحتملة للانسحاب على المنطقة. مصادر استخبارية اسرائيلية اظهرت مؤخرا التشكك من أن نية الولايات المتحدة خفض عدد قواتها في الشرق الاوسط سيقوي ايران وسيودي بدول المنطقة الى تعزيز علاقاتها معها، وبهذا سيزداد تأثيرها على هذه الدول. رئيس الدولة السابق، رؤوبين ريفلين، طرح في لقائه مع بايدن معلومات عن اتصالات تجريها ايران مع دول في شبه الجزيرة العربية في محاولة للتقرب منها. مصدر سياسي اسرائيل حذر مؤخرا من تعزز العلاقة بين قطر وايران على خلفية الفراغ الذي نشأ عن مغادرة القوات الامريكية للمنطقة.

الطرفان سيقومان باعداد سلسلة طويلة من المواضيع التي سيتم طرحها في اللقاءات. وحسب اقوال بينيت فانهما سيناقشان “ترسيخ التفوق العسكري الاسرائيلي، سد الثغرات في  تسلح الجيش الاسرائيلي، الاقتصاد، الهايتيك وازمة المناخ. بينيت سيطلع بايدن ايضا على التقدم الذي تم احرازه في موضوع الكورونا بتأثير الملصق، قبل البدء في اعطاء الوجبة الثالثة في الولايات المتحدة. في اسرائيل يستعدون ايضا لاحتمالية أن يطرح بايدن في اللقاء مسألة العلاقة بين اسرائيل والصين، وخوف امريكا من استثمارات صينية في اسرائيل. “في موضوع الصين، نحن نأتي مع اجابات وسياسة مرتبة”، قال مصدر سياسي. “الموضوع يوجد قيد علاج مجلس الامن القومي. فنحن نتفهم الحساسية الامريكية”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى