ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  يونتان ليس  – إسرائيل والبحرين تدرسان التعاون ضد  تهديد الطائرات المسيرة الإيرانية

هآرتس – بقلم  يونتان ليس  – 1/10/2021

” يئير لبيد زار أمس البحرين والتقى بيان مشترك مع شخصيات رفيعة في البحرين قرب سفينة امريكية، الامر الذي وصف بأنه رسالة لطهران. وفي الزيارة تمت مناقشة طرق لخلق “أمن ملاحي” لسفن البحرين في الخليج الفارسي “.

اسرائيل والبحرين تدرسان التعاون في مواجهة الطائرات المسيرة الايرانية – هذا ما قالته للصحيفة مصادر مطلعة. أمس زار البحرين وزير الخارجية يئير لبيد الذي القى تصريح مشترك مع شخصيات رفيعة في البحرين بجانب مدمرة امريكية، الامر الذي وصف في اسرائيل كـ “اشارة واضحة” لطهران. في الزيارة تم بحث الطرق لانشاء “امن ملاحي” لسفن البحرين في الخليج الفارسي. “ايران تطور قدرات قتالية بدون قوة بشرية – طائرات مسيرة وغيرها”، قال مصدر سياسي، “هذا يقلق الجميع هنا. من الواضح للجميع ما هي القدرات التي نعرضها”.

الطائرات المسيرة الايرانية تم ذكرها ايضا في خطاب رئيس الحكومة نفتالي بينيت في الجمعية العمومية للامم المتحدة في بداية الاسبوع. في تطرقه لمشاركة ايران في الارهاب في الشرق الاوسط قال رئيس الحكومة إن “اسرائيل محاطة بحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ومليشيات شيعية، وجميعهم يريدون تدمير دولتي وجميعهم تدعمهم ايران”، قال واضاف “مؤخرا بدأت طهران تستخدم اسراب من الطائرات المسيرة الفتاكة”. وهي تخطط لتسلح بهذه الادوات امتداداتها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

لبيد، الوزير الاسرائيلي الاول الذي يزور البحرين منذ اقامة العلاقات معها دشن أمس السفارة الاسرائيلية في المنامة (العاصمة) والتقى مع ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة ومع ولي العهد ورئيس الحكومة سلمان بن حمد آل خليفة. امس زار وزير الخارجية السفينة الحربية الامريكية “بيرل هاربر” هو ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني. وقد استضافا قائد الاسطول الخامس للجيش الامريكي، براد كوفر، والمسؤولة عن السفارة الامريكية في البحرين مارغريت نيردي. في اسرائيل اعتبروا زيارة لبيد للسفينة “حدث استراتيجي مهم”. 

المسائل الامنية ومنها التهديد الايراني احتلت جزء كبير ايضا في اللقاء بين لبيد وملك البحرين. وحسب مصدر مطلع على مضمون اللقاء فان الملك اظهر معرفة كبيرة بتشكيل الحكومة في اسرائيل. واضاف المصدر بأن لقاء بين الملك ووزير خارجية دولة اجنبية هو امر استثنائي. وأن الاثنين بحثا ايضا في قضايا اقتصادية. حسب مصدر سياسي فان بادرات حسن النية التي اظهرها الملك وولي العهد ووزير الخارجية البحريني تجاه لبيد تدل على رغبة البحرين في أن تعطي علنية لتطور العلاقات مع اسرائيل.

في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني قال لبيد إن الصراع العالمي ليس بين اليمين واليسار أو بين الديانة اليهودية والديانة الاسلامية والديانة المسيحية، بل بين “المعتدلين والمتطرفين. ومع جميع اصدقاءنا في الخليج نحن نقود اليوم تحالف شجاع للمعتدلين الذين ينظرون الى الامام ويخلقون مستقبل مزدهرا من الاستقرار والتسامح. نحن نعيش في واقع عالمي فيه من ينعزل يختفي، ومن يتعاون يقود الشرق الاوسط والعالم”. وزير الخارجية الاسرائيلي اضاف بأن “البحرين هي مثل اسرائيل، تضم في داخلها تاريخ قديم مع قدرات فريدة من عالم التكنولوجيا الجديد. فرصنا مشتركة وتهديداتنا مشتركة وهي غير بعيدة من هنا”. وزراء الخارجية لم يتطرقوا مباشرة للقضية الايرانية في المؤتمر الصحفي، لكن شخصية بحرينية رفيعة قالت بعد ذلك بأنه “لا يوجد هناك من يعاني من الايرانيين اكثر منا”. 

وقد اضاف الزياني بأنه “في اللقاءات اليوم الطرفان اظهرا الرغبة في تعميق العلاقات في عدد كبير من المجالات من اجل أن نستطيع رؤية المكاسب العملية لتحقيق السلام والحوار”. وزير الخارجية البحريني تطرق في اقواله ايضا للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وقال إن “حل الدولتين يعكس حقوق وتطلعات جميع الاطراف. المملكة تدعو جميع الاطراف للعمل من اجل تحقيق هذا الهدف”.

لبيد الذي سئل من قبل المراسلين في البحرين هل الحكومة الاسرائيلية ملتزمة بحل الدولتين اجاب “أنا اتحدث كرئيس حزب وليس كمتحدث باسم الحكومة، أنا اؤيد حل الدولتين. فهو حل يناسب سكان الدولة، لكن ليس الجميع في الحكومة يعتقدون ذلك والآن للاسف الشديد هذا لا يمكن تغييره. في هذه المرحلة يجب تحسين حياة الفلسطينيين من ناحية اقتصادية والعمل على ترتيبات امنية معهم. والاهتمام بأن يعيش الاسرائيليون والفلسطينيون معا بسلام”. في نفس الوقت اعلن لبيد “يجب علينا السير حسب مبدأ عدم المس بصورة لا يمكن الرجوع عنها باحتمالية المفاوضات أو اتفاق في المستقبل. هذا هو موقفي الشخصي وهذا ما ادفع به قدما في الحكومة”. 

لبيد وصل الى البحرين في رحلة جوية خاصة في طائرة لـ “اسرا اير” التي كتبت عليها كلمة سلام. ومن نوافذ غرفة الطيار تم رفع علم اسرائيل والبحرين. الى جانب الطائرة كانت تقف طائرة لشركة “طيران الخليج” التي انطلقت مباشرة بعد ذلك نحو اسرائيل ودشنت خط الطيران المدني بين الدولتين، وهو اشارة بارزة على نوايا البحرينيين في زيادة حركة الزوار بينهما. البحرين اعلنت في بداية الشهر عن تسهيلات في شروط الحصول على التأشيرة للاسرائيليين، وهي خطوة يمكن أن تزيد عدد زيارات رجال الاعمال والسياح في فترة الكورونا.

وحسب مصدر مطلع على المحادثات بين الدولتين، هما تسعيان الى ايجاد “ممر اخضر” يسمح بدخول سياح من البحرين الى اسرائيل على الرغم من أنهم أخذوا تطعيمات غير معترف فيها في اسرائيل. اسرائيل لا يتوقع أن تعترف بهذه التطعيمات، بل بالطلب من السياح أن يعرضوا فحص يثبت أن مستوى الاجسام المضادة في اجسامهم مرتفع. وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، كشف قبل اسبوعين بأن اسرائيل والبحرين اعترفتا بوثائق التطعيم فيهما، لذلك فان السياح المطعمين من الدولتين يكونون معفيين من الحجر عند دخولهم الدولة الاخرى. 

الزيارة جرت في ظل التهديد الايراني الذي يثير مخاوف، سواء في اسرائيل أو في البحرين، جارة ايران الموجودة في الجانب الآخر من الخليج الفارسي. في البحرين توجد قاعدة الاسطول الخامس الامريكي التي تستهدف زيادة كثافة القوات الامريكية في المنطقة. ملك البحرين اعلن في ذروة “الربيع العربي” في 2011 بأنه تم احباط محاولة انقلاب في بلاده مصدرها كما يبدو نظام آيات الله الايراني.

نائب وزير خارجية البحرين، الشيخ عبد الله بن احمد آل خليفة، زار اسرائيل في شهر آب وانتقد علنا ايران. “كنا نريد رؤية ايران مستقرة ومزدهرة وتقوم بدور دولة مسؤولة في المجتمع العربي. ولكن نحن لا نراها كذلك”، هاجم بن خليفة اثناء زيارته في اسرائيل. وحسب قوله “من منظور بحريني نحن نرى تدخل متواصل لايران في شؤوننا الداخلية. اذا وجدتم أي خط يمر بين جميع الازمات في دول الشرق الاوسط فان ذلك هو ايران”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى