ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي كلاين- انتخابات اخرى، هذا أمر مؤلم، لكن ليس هناك مناص

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين- 3/12/2020

” التغيير يقتضي من الاحتجاج أن يغير نفسه، وهو قادر على فعل ذلك، وأن يصبح حزب. ومن أخرج مئات الآلاف الى الشوارع قادر على ادخالهم الى الكنيست “.

من الذي سينتخبه المتظاهرون في الانتخابات القادمة؟ هل مرة اخرى سيترددون بين يئير لبيد ونفتالي بينيت؟ هل مرة اخرى سينتخبون الفاشلين المتسلسلين؟ في نهاية المطاف، الفشل هو الذي اخرجهم الى الشوارع. ومن ناحية المتظاهرين ستكون انتخابات بلفور هي اكبر تجمع للاحتجاج على الاطلاق. هي الامكانية لتحقيق ما وعد به الاحتجاج. الانتخابات هي الاختبار النهائي: فوز الاحتجاج أو فشل الأمل. في هذه الاثناء الاحتجاج ينشغل بالحفاظ والصيانة. هو يحقن نفسه بحقن طاقة وادرينالين، هناك من يهتم به. مرة يكون ذلك عنف الشرطة ومرة اقوال فظة لرئيس الحكومة، والآن وهو قوي ونشط ستثبت الانتخابات اذا كان هذا الاحتجاج قد استخدم لاخراج البخار أو أنه مدخل للتغيير ولبداية جديدة.

بداية جديدة هي استمرار الاحتجاج. الاحتجاج يعتمد على الديمقراطية، لكن ليس على الطريقة التي اديرت بها. الانتخابات هي احتمال لاقصاء نتنياهو واعادة القليل من كرامتها، فقط انتخابات ستخرجه من بلفور. حتى هو لا يخرج الى الشرفة ويقول بأنه لم يعد قادر على المواصلة. المتظاهرون يهزون الشجرة التي يقف على قمتها ويهزون القاعدة التي هو مغروس فيها. وهزة اخرى وأخرى ومنتهى سبت ومنتهى سبت آخر.

السياسيون لن يسقطوه. لقد فقدنا الثقة بهم. ماذا يساوون في الوقت الذي بعد دقيقة من ارسالنا لهم الى الكنيست بدأوا بخرق الوعود والتنكر للتصريحات. لقد ذهبوا بعيدا. تركوا الحراسة وذهبوا للشرب مع الاصدقاء. لقد فقدوا احترامهم لهذه الطريقة. الاحتجاج يمكن أن يثبت بأن هذه الطريقة تعمل فقط عندما يسود المنطق. هي تقتضي التغيير، ليس مرة اخرى بيبي وميري ريغف، ليس مرة اخرى دافيد امسالم وميكي زوهر، بسببها ربما سيكون ليكود وميرتس جديدين، وربما حتى حزب العمل سيقوم من قبره.

الانتخابات هي فرصة للتغيير، لكن أي تغيير سيحدث، اذا امام هؤلاء الذين تظاهروا ايام وليالي وتلقوا ضربات ودفعوا غرامات، سيقف مرة اخرى حاييم كاتس، نيتسان هوروفيتس وعومر ينكلفيتش ولبيد؟ لمن سيصوت المتظاهرون؟ لتحالف مخصي؟ للمعارضة المسحوقة؟ في بلفور دعا المتظاهرون الى التغيير والكنيست هي المكان لفعل ذلك. في دولة سليمة كانت الكنيست ستقوم بعملها حتى بدون ضغط من الشارع. وفي دولة سليمة كان الاحتجاج سينهي دوره عندما يتم الاعلان عن انتخابات. عندها سيحل وسيخلي الساحة للسياسيين. ولكن هذا غير موجود لدينا. ليس هناك من نثق به. الاحتجاج يجب أن يستمر وأن يطالب باصلاح من داخل الكنيست نفسها.

الاحتجاج يجب أن يتحول الى حزب. على المدى القصير حتى استكمال المهمة (ما الذي اسمعه؟ حزب آخر وسط – يسار، فاسد ومفسد؟)، صحيح، هذا يبدو فظيع. هذا الحزب آلية وتكريم، الحزب يعني سرير من الفساد والمكائد. وهذا هو ما اوصلنا الى المكان الذي نقف فيه. ولكن هذه هي الديمقراطية، ولا يوجد ما هو افضل منها. في نهاية المطاف لن نندفع الى بلفور ولن نحرق هناك الاثاث ولن نطرد من هناك الساكنين.

التغيير يلزم الاحتجاج بأن يتغير بنفسه، وهو قادر على ذلك. من اخرج مئات الآلاف الى الشوارع قادر على ادخالهم الى الكنيست. هذا يستحق الفحص، هل يمكن ادخال الروح الكبيرة للاحتجاج الى العلبة الصغيرة للسياسة؟ ألن تواجه السياسة الاعلام السوداء بالاعلام الوردية والاعلام الاخرى؟ على التمثيل في لجنة الداخلية؟.

هذا لن يحدث. عندما يكون الاحتجاج في الكنيست، فسيصبح مختلف. هو لن يتطلع للحكم، بل الى سلطة نزيهة. سيركز على هدف واحد وهو أن يحرر الاختناق، أن يفتح الصمام ويسمح للحياة بأن تتدفق، سيكون العامل المجهول الذي سيحطم التعادل الذي يبعث على اليأس. حزب الاحتجاج سيكون استمرارا لحركة الاحتجاج. مئات الآلاف تظاهروا ومئات الآلاف سيصوتون، حيث أنه لا يوجد شيء اوقفهم حتى الآن، لا الامطار ولا التهديد، لا الاعتقال ولا التوقيف. هي لا تحتاج الى مستشارين أو مستطلعي رأي أو رجال دعاية – المظاهرات هي حملة الانتخابات الاكثر فاعلية. وشعار “فقط ليس بيبي” كان الاكثر نجاعة.

من اخرج الى الشوارع مئات الآلاف سيعرف ايضا كيف يقودهم الى صناديق الاقتراع. من واصل الاسابيع وراء الاسابيع سيعرف ايضا كيف يشكل قائمة. الهدف هو اكثر اهمية من القائمة، والهدف هو ارسال نتنياهو الى البيت. توجد كورونا واقتصاد مدمر، لكن بدون ميزانية ومع وجود غواصات – كل شيء عالق. صحيح أن انتخابات اخرى هي جرح نازف، لكن احيانا يجب الدخول عميقا واختراقه من اجل اخراج القيح. هذا مؤلم، لكنه ضروري. ببساطة، لا يوجد أي مناص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى