ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين – الشراكة بين سموتريتش وآلهة الجيوش

هآرتس – بقلم  يوسي كلاين – 24/6/2021

” ليس بتسلئيل سموتريتش هو الذي يريد الحفاظ على نقاء العرق، بل ببساطة أبونا الذي في السماء هو الذي يصمم على ذلك “.

بتسلئيل سموتريتش لا يحب هذه البلاد. فهي تثير اشمئزازه. لأنه يوجد فيها عدد كبير جدا من الاشخاص الذين لا يروقون له، ويجعلونه يغلق أنفه. الخروقات وانتهاك حرمة السبت تجعله يمرض. هو لا يتحمل هنا أي أحد عدا اصدقاءه، الذين هم ايضا لا يتحملون أي أحد غير انفسهم. ومثل كل من خدم 14 شهر في الجيش، ايضا هو يصمم على تدمير وسحق وانزال العرب في غزة على ركبهم.

هو يسمي ذلك “حب البلاد”. هذا الحب ليس من النوع الذي نعرفه. فهو ليس حب اماكن أو ذكريات أو مدن أو شوارع أو شواطيء أو جبال. بالنسبة له الوطن ليس اكثر من وعاء للنظام الذي يريد الحكم هنا. وطنه هو قالب يمكنه أن يدخل اليه عقيدته بحيث لا يبقى ملليمتر لعقائد وآراء اخرى. “الصهيونية” بالنسبة له هي مرادف لـ “حب البلاد”. والآن يجب عليك أن تشرح له بأن العربي الذي يعيش هنا قبله منذ اجيال يحب هذه البلاد بدرجة لا تقل عنه.

لا توجد له ولاصدقائه مباديء انسانية وعالمية يمكن معها لشخص أن يجلس برفقة اشخاص من المستوطنة. لأنه لا يمكن أن نتوقع منه أن يعظ فجأة بـ “المساواة” أو حتى “الاستقامة”. تبا، هو سيقول عندما يلتقي معهم، وحتى أنه سيبصق مرتين. المساواة هي “قذارة” يساريين. هو غير مستعد للسماع عن المساواة في الحقوق حتى لو كان الامر يتعلق بحقوقه هو نفسه. على الاكثر هو سيتصالح على “حرية التعبير” شريطة أن تسري فقط على “شتائمه لغزة”.

سموتريتش يسمي نفسه وطني. الوطنية هي الملاذ لمن ليس له أي قيمة يحبها. الوطنية تناسب من لا توجد لديه أي فكرة عن معناها. وعندما يقولون له أنه أن تكون وطنيا هو أن تكره العرب واليساريين، هو يهز رأسه ويركض الى البيت ليعد لافتة  من الكرتون مكتوب عليها سطرين: الموت للعرب، يساريون خونة. وهو يحمل اللافتة يسارع الوطني للوقوف امام بيت نفتالي بينيت. الوطني هو الصفة الوحيدة التي تربطه باليمين. هو لا يريد أن يسمونه بيبي، ويطالب بالدقة: أنا لست بيبيا، أنا عنصريا. البيبي يؤمن بأن الله قد اختار بيبي، والعنصري يؤمن بأن الله قد اختاره. ما الذي تريدونه مني، يعتذر بابتسامة خجولة. هل ذنبي أن الله اختارني؟. 

ليس هو الذي اراد الحفاظ على نقاء العرق، أبونا الذي في السماء هو الذي صمم. أنتم تعتقدون أن زوجته لم تكن تريد أن تلد مثل أي امرأة اخرى؟ بالتأكيد هي كانت تريد، لكن من الذي سيحافظ حينها على النقاء؟. “فجوات عقلية” هو يشرح رفض زوجته للمكوث في غرفة واحدة الى جانب نساء عربيات بعد الولادة. هل يوجد لها فجوات عقلية ايضا مع ولادات شرقيات. 

هذه الاسئلة لا تحرج العنصريين الانقياء. العالم ينقسم الى قسمين، علوي وسفلي. وهناك من هم في الاعلى وهناك من هم في الاسفل. واذا كان هناك دمج فعندها لا يكون هناك تفوق. وماذا يساوي التفوق اذا لم يكن بالامكان استخدامه؟ وماذا تساوي العنصرية اذا كانت كل امرأة تصيد السمك يمكنها الولادة قرب السيدة سموتريتش؟ في نهاية المطاف ليست هي، بل سيد الجيوش هو الذي وضع في الطابق العلوي الاشكناز المستوطنين، وفي الطابق السفلي الشرقيين البيبيين، وفي القبو السود والعرب واليساريين.

يساريون؟ سيسأل. هل القصد هو الذين نسوا ماذا يعني أن تكون يهودي؟ لحظة، هل اليساريون غير يهود؟ اذا هذا هو، لا. العنصري يحافظ على الطهارة ولا يوافق على الجميع في النادي. هناك يهود وهناك يهود. ايضا اليهود يجب فحصهم حتى آخر قطعة من الكلفة. وماذا عن الاصلاحيين؟ نعم، هذا سهل بالتحديد. الاصلاحيون هم غير يهود، يقول. هل توجد اسئلة اخرى؟. 

حتى لا تفكروا للحظة بأن الامر هنا يتعلق بنوع من الروحانية. الحديث عن محبة اسرائيل هو هراء تسويقي، ودحرجة العيون هي اعمال بهلوانية. وحتى لا تفكروا أن الوظائف والميزانيات وتوفير مصدر العيش للمقربين غير مهمة للوطني. هي تهمه بدرجة لا تقل عن اهميتها بالنسبة لميري ريغف. ولكن في حين أنه الى جانب ريغف وقف بيبي فانه الى جانب سموتريتش يقف سيد الجيوش وهو مستعد لتلقي الأوامر منه. يقف؟ ما معنى يقف؟ يجلس على كتفه ويهمس في أذنه: اذهب بقوتك هذه يا بتسلئيل وانقذ اسرائيل.

من اجل أن ينقذ اسرائيل هو سيستغل كل ضعف في النظام الديمقراطي الذي أدى به الى هذا الحد. عندما يهدمه بمساعدة اغلبية ائتلافية، سيتسلق على الانقاض ويؤسس هناك السنهدرين ومنشأة متحركة لتقديم القرابين. وينتظر بصبر الى أن ينتهوا من معالجة الحرم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى