ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوسي فيرتر – ما العلاقة بين كارثة ميرون و”سلطة نتنياهو العفنة”؟

هآرتس  –  بقلم يوسي فيرتر – 2/5/2021

إن توقيت الكارثة الزائدة في تاريخ الدولة، قبل 100 ساعة على انتهاء التفويض الذي منح لنتنياهو، هو الدليل الدامغ على الحاجة الملحة والحيوية التي تصرخ حتى عنان السماء لتغيير الحكم. تحدث مأساة كهذه في نظام حكم متعفن من أساسه، يترأسه زعيم فاسد وينشغل بقضاياه الشخصية. واقع سياسي فيه نظام الحكم يستخذي أمام قطاعات وشرائح وحاخامات كبار، سيخلق حتماً حالة شاذة من الفوضى غير المنظمة التي يوجهها دفع الخاوة. وقيادة فاشلة ومتهكمة وجبانة، لن تملك يوماً الشجاعة للوقوف أمام الجمهور. فقد كان لديها 18 ساعة لفعل ذلك قبل دخول السبت، والاعتراف بالمسؤولية وتقديم مبرر، وحتى، ليحفظنا الله، الإجابة على الأسئلة.

جميع رؤساء أحزاب التغيير: يئير لبيد، وجدعون ساعر، وبني غانتس، وبالأساس نفتالي بينيت، أليس من الواضح لهم الآن أكثر من أي وقت مضى بأن هذه الحكومة يجب أن تذهب؟ وأن الحكم الذي استمر لسنوات هو مثل بركة الماء عكرة وقذرة في الساحة الخلفية، تنمو فيها فيروسات كبيرة وبرائحة كريهة؟ وزراء جدد سيدخلون إلى المكاتب، وسيجلبون أفكاراً جديدة أصيلة، غير جامدة وغير خائفة. حكومة التغيير لن تكون مرتبطة بالأحزاب الدينية، الأمر الذي يضخ القليل من العقلانية في شرايين النظام المغلقة والمتعفنة. والوزراء هم الذين سيتحملون المسؤولية.

في تشرين الأول 1994 فشلت محاولة إنقاذ الجندي نحشون فاكسمان، واستخدمت دورية هيئة الأركان كمية غير كافية من المادة المتفجرة من أجل اقتحام بوابة العمارة. فشلت العملية، وقتل فاكسمان وأحد منقذيه، النقيب نير بوراز. حدث هذا في مساء الجمعة. وبعد ساعة على ذلك، وقف رئيس الحكومة ووزير الدفاع إسحق رابين ورئيس الأركان إيهود باراك أمام العدسات. أعلن رابين “أنا المسؤول عن ذلك”. لم يكن ملزماً بذلك. كان هذا فشلاً تنفيذياً على المستوى الميداني، لم يصل إليه بأي شكل من الأشكال. ولكن كان ذلك رابين، وهكذا كانت معايير تلك الفترة.

نتنياهو الذي إذا ما ذكر اسمه في الوقت نفسه مع رابين يثير الغثيان، اختار أن يعرض صورة له بوجه متكدر وهو يشاهد ساحة الكارثة. وقد نشر بياناً عاماً وأعلن عن يوم حداد وطني وإلغاء جلسة الحكومة. كل الدولة ستعمل، أما الحكومة فستتوقف، لماذا؟ هل يعد اجتماع مجلس الوزراء اجتماعاً مفرحاً؟ هذا مثير، لم نلاحظه. في المقابل، لم تضيع آلة الدعاية في بلفور أي لحظة: إزاء الكارثة، علمنا أن رئيس الحكومة قد يطلب تمديداً من الرئيس؛ الرسائل التي يثت في كل صوب: هذه مسؤولية المحكمة العليا، ردد سياسي سابق تحول إلى محلل في “حداشوت 13”. إن أعداد قتلى كهذه لا نتذكرها سوى بعد اتفاقات أوسلو، قالت المقدمة المتدينة التي تدير عيونها في “حداشوت 12”. هيا لا نبحث عن مذنبين، جميعنا أخوة، دعا البيبي المضحك في استوديو يوم الجمعة.

اعتبرت هذه شعاراً، لكن المفهوم ضمناً يجب أن يقال: ففي أي دولة ديمقراطية وغربية، كان يجب على المستويات التي وقعت وصادقت على الحدث تقديم الاستقالة على الفور. وزير الداخلية آريه درعي، الذي دفع مع السياسيين الأصوليين إلى السماح بدخول كل من يريد: وزير الخدمات الدينية، يعقوب افيطال، من من حزب شاس (من هو في الأصل؟)، الذي تعدّ وزارته المسؤولة عن إدارة الجبل، ووزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا المفتش العام للشرطة، ويعقوب شبتاي. بالمناسبة، هذا الوضع لا يقتصر على دول غربية وديمقراطية؛ ومثال على ذلك أن وزير الصحة في الأردن استقال بعد وفاة سبعة مصابين بكورونا بسبب نقص الأكسجين في أحد مستشفيات عمان. وهذا هو جوهر المسؤولية الوزارية.

في الأيام القريبة القادمة ستغرقنا تقارير مراقب الدولة، ومحاضر اللجان البرلمانية، ومذكرات ضباط كبار في الشرطة. كان هناك تحذير لإنهائية، حيث إننا في النهاية دولة تعيش على الإنذارات. الجميع كانوا على حق، الجميع رأوا والجميع حذروا في الوقت المناسب. ولكن أكوام هذه الكلمات يمكن استبدالها بتغريدة واحدة قبل ثلاث سنوات للمراسل المتدين، آريه آرليخ: “طريق الخروج الضيقة التي تؤدي من مراسيم الإشعال لحاخامية تاريخ أهارون، تؤدي إلى المزيد من الاختناق. وهناك تدافع مخيف بمستوى خطر انسحاق حقيقي. هذا هو المخرج الوحيد. محظور القيام بالإشعال في ذاك المكان قبل إيجاد مخرج واسع”، كتب آرليخ بعد خروجه بأعجوبة من احتفال الهيلولا في 2018. لا نحتاج إلى أكثر من هذه الكلمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى