ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يوئيل جوجنسكي – ربما من الجدير التطبيع مع قطر

هآرتس – بقلم  يوئيل جوجنسكي – 24/11/2020

قطر هي “الولد السيء” في المنطقة، لكنها ايضا الدولة الاغنى في العالم والتي يوجد لها تأثير كبير في الساحة الفلسطينية. لذلك، توجد مصلحة لاسرائيل في التقارب معها “.

ميخائيل هرتسوغ وصف هنا قطر بـ “عش دبابير” (“هآرتس”، 22/11). وقال إن هذه الامارة تؤيد وحتى تستضيف عناصر متطرفة، معادية لاسرائيل. وهو يدعي، بناء على ذلك، بأنه يجب على اسرائيل عدم تطبيع علاقاتها مع قطر لأن التطبيع سيبيض سجلها المشكوك فيه. وصف هرتسوغ هذا دقيق في اساسه، لكنه يفوت عدد من الافضليات الثنائية والجيواستراتيجية التي ستكون متاحة بفضل خطوة كهذه. على المدى البعيد، تطبيع العلاقات مع قطر لن يأتي بالضرورة على حساب علاقاتنا مع اتحاد الامارات والسعودية، التي توجد في ازمة معها. فهما يوجد لهما مصلحة في اعادتها الى حضنهما، بعد أن دفعتا بها بمقاطعتهما الى احضان ايران وتركيا. الرياض التي اجرت مفاوضات مع الدوحة من اجل انهاء المقاطعة يمكنها حتى أن تعرض على الرئيس القادم الى البيت الابيض، جو بايدن، هدية على شكل تطبيع علاقاتها مع قطر، على أمل أن تحظى بنقاط وأن تحسن ولو بشكل قليل الصورة السلبية لها. هكذا تولد لدي الانطباع من زيارتي في هذا الشهر في أبو ظبي، حيث هناك قيل لي بأن مصالحة بين قطر وجاراتها هي أمر ممكن وقريب.

تطبيع العلاقات مع قطر، الدولة الاغنى في العالم (بمفاهيم الناتج القومي الخام للفرد) يمكن أن يشكل افضلية بالنسبة لاسرائيل، وليس فقط في مجال الاقتصاد. لقطر، خلافا للسعودية واتحاد الامارات، يوجد تأثير كبير على ما يجري في الساحة الفلسطينية، حتى في الضفة الغربية. هذا تأثير يمكن لاسرائيل أن تستغله بشكل افضل. ايضا هرتسوغ يعترف بأن قطر هي الدولة الوحيدة التي تستثمر اموال طائلة في غزة، وبهذا تساهم بشكل كبير في التهدئة. والتطبيع معها يمكن أن يزيد استثماراتها هناك لصالح سكان غزة ومواطني اسرائيل. اتحاد الامارات والسعودية ليستا فقط عديمتي القدرة على التأثير في الساحة الفلسطينية، بل هما ليس لديهما ايضا كما يبدو الرغبة في استثمار موارد كبيرة في الوقت الحالي.

إن التدخل في الساحة الفلسطينية هو أداة مهمة في صندوق أدوات قطر من اجل ترسيخ مكانتها الاقليمية. قطر تعتبر مكانتها هذه بوليصة تأمين لوجودها في المنطقة، هكذا ينظر اليها كضرورية ورئيسية في نظر لاعبين اقليميين آخرين. وأهم من ذلك، هذا الامر يمكنها ممن الحفاظ على تقارب ضروري من امريكا. في المقابل، جهودها هذه لترسيخ مكانتها الاقليمية تزيد التوتر والمنافسة الاستراتيجية بينها وبين جاراتها، ومن جهة اخرى، قدرة قطر على العمل ازاء جميع العناصر والمعسكرات تعتبر ذخر للولايات المتحدة واسرائيل، اللتان استفادتا من وساطة قطر الحاسمة اكثر من مرة ازاء جهات مثل حماس وطالبان.

اسرائيل تمنح قطر نفوذ ثمين في الساحة الفلسطينية. لذلك، هي تتمتع بأداة تأثير لا بأس بها تجاهها. من المهم لقطر رفع المقاطعة عنها والعودة الى حضن دول الخليج، وبامكان اسرائيل أن تلعب دور في الجسر بينها وبين جاراتها، المعنية بدورها بتقليص نفوذ تركيا في المنطقة. إن التصالح بين دول الخليج يمكن أن يضر بايران ويغرس اسفين بين الدوحة وأنقرة وتخريب “محور الاخوان المسلمين”.

اسرائيل يجب عليها أن تضع لقطر شروط لتطبيع العلاقات، وعدم الموافقة على بيعها طائرات قتالية. في المقابل، يمكنها، بالتشاور مع واشنطن وأبو ظبي، أن تساعدها على العودة الى حضن دول الخليج. تاريخ قطر اثبت أنه في معظم الحالات، المبدأ البراغماتي في سياستها الخارجية، يتفوق على المبدأ الايديولوجي. توجد لها علاقات قريبة مع اسرائيل اكثر بكثير من تنسيق نقل الاموال الى القطاع. العلاقة معها هي شر ضروري – قطر هي “الولد السيء” للشرق الاوسط، وهي ستواصل كونها هكذا. ولكن بالتحديد لهذا السبب يوجد لاسرائيل مصلحة في التقارب معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى