ترجمات عبرية

 هآرتس – بقلم  يهوشع براينر –  بتأخير، تقريبا بلا نار حية: هكذا  قمعت الشرطة الاضطرابات

هآرتس – بقلم  يهوشع براينر – 25/5/2021

” بعد فشل التنبؤ باندلاع اعمال العنف داخل الخط الاخضر وعلى خلفية الاحداث في الحرم، يقولون في الشرطة إنهم منعوا اندلاع انتفاضة ثالثة، لكنهم يقلقون من تداعيات سياسة ضبط النفس التي اتبعوها  “.

لقد احتاجت الشرطة الى 72 ساعة من اجل السيطرة على الاضطرابات التي حدثت داخل الخط الاخضر في موازاة الحرب ضد قطاع غزة. “لقد نجحنا في منع اندلاع انتفاضة ثالثة”، قال مصدر في الشرطة. “هذه كانت احداث شديدة أكثر مما كان في شهر تشرين الاول 2000، ايضا بالنسبة لعدد اعمال الشغب وانتشارها وقوتها”. وقد اعترف ايضا بأن هذا الامر حدث بتأخير. “في الايام الاولى لم نكن مستعدين لذلك، استخباريا وعلى الارض”. والسؤال الآن هو هل هذه حقا هي النهاية أم أنه في الازمة الامنية القادمة ستعود اعمال العنف وتندلع بقوة أشد. “الشعور في الشارع العربي هو شعور بالانتصار”، قال مصدر في الشرطة. “هم يشعرون بأنهم نجحوا في تراجع الشرطة والحكومة تقريبا عن جميع القرارات”.

العامل الرئيسي في خبو اعمال الشغب هو ارسال قوات كبيرة جدا، 20 سرية من حرس الحدود، من الضفة الغربية ومن الاحتياط، الى مراكز الاحتكاك، لا سيما اللد ووادي عارة وعكا. هذا حدث فقط بعد ثلاثة ايام على اعمال الشغب، وهي فترة يعتبرونها في الشرطة “رسوم تعليم”. وحسب اقوال ضابط متقاعد في الشرطة، “عندما يشاهدون أن هناك اعمال فوضى تتطور فان الامر المهم أن ارسال قوات الى المدينة. وهذا تم فعله فقط بعد فترة طويلة”. وقد اضيفت الى التأخير في عملية تجنيد الاحتياط مشكلة اخرى وهي أن عدد كبير من القوات تم وضعها قبل بضعة ايام في القدس من  نهاية شهر رمضان. والى أن تم نشر رجال الشرطة الذين عادوا من البلدة القديمة، في المدن المختلطة، وجد رجال شرطة يخدمون في وظائف في مقر القيادة انفسهم يدافعون عن مراكز الشرطة من محاولات احراقها. “في الايام الاولى للعملية لم يستخدموا أي وسائل. لأننا عرفنا أننا لسنا اقوياء بما فيه الكفاية”، قال ضابط كبير في الشرطة. “فقط بعد أن انتظمت القوات وجاءت مع وسائل كثيرة، ادرك المشاغبون بأن هناك شيء ما في الطرف الآخر فارتدعوا”. 

في يافا أدى حضور الشرطة المتعاظم الى الهيجان في اعقاب وجود حضور شرطي زائد واستخدام زائد للقوة. اضافة الى عشرات الاعتقالات في المظاهرات اشتكى السكان من عنف كبير لرجال شرطة. أحدهم، الذي يتوقع أن يتم التحقيق معه في قسم التحقيق مع رجال الشرطة، اطلق رصاصة معدنية مغطاة بالمطاط على وجه شخص قام بتصويره دون أي سبب واضح للعيان. وقد تم وضع حواجز على مداخل الشوارع الرئيسية في المدينة وفرضت غرامات على راكبي الدراجات بدون أي مبرر.

في وعي كبار رجال الشرطة ما زالت منقوشة حتى الآن احداث تشرين الاول التي قتل فيها بنار رجال الشرطة 13 مواطن عربي. هذه المرة اراد المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، الامتناع عن قتل المواطنين تقريبا بأي ثمن. تم اعطاء تعليمات لرجال الشرطة باطلاق النار الحية فقط في حالة وجود خطر على حياتهم. وأن يستخدموا بدلا من ذلك وسائل تفريق المظاهرات، منها العصي والرصاص المطاطي وكمية كبيرة من قنابل الصوت. وحسب اقوال مصدر في الشرطة، في الاسبوعين الاخيرين استخدمت الشرطة قنابل الصوت أكثر مما استخدمت في العشرين سنة الاخيرة. “ضبط النفس احيانا يكون قوة”، قال ضابط كبير واضاف “كل قتيل يضيف الزيت على النار ويزيد تعقيد الوضع”. مصدر آخر في الشرطة قال “كان يمكننا بسهولة استخدام النار الحية، لكن الى أين هذا كان سيؤدي، الى 10 قتلى؟ بدلا من ذلك نحن سمحنا لهم بالهياج 2 – 3 ساعات. وفي نهاية المطاف هم أضروا بأنفسهم عندما دمروا البنى التحتية في المدن. الآن نحن نقوم بتقديم المشاغبين للمحاكمة. فما هو الافضل، أن نقوم بدفن اشخاص أو أن نحاكمهم؟”.

على الاغلب، الشرطة اظهرت ضبط النفس ايضا ازاء اعمال شغب شديدة. ولكن في حالة واحدة، حسب الاشتباه، أدى اطلاق شرطي للنار الى موت مواطن عربي: شاب عمره 17 سنة من أم الفحم، توفي متأثرا بجراحه في الاسبوع الماضي. باستثناء ذلك، قتل في اعمال الشغب شخصين اسرائيليين في اللد. في البداية تم اطلاق النار على موسى حسونة وقتل على يدي يهودي، الذي قال إنه شعر بوجود خطر على حياته. وبعد ذلك قتل يغئال يهوشع، الذي حسب الاشتباه اصيب بحجر القاه عليه العرب. وحول تفاصيل التحقيق في قتل يهوشع فرض أمر منع للنشر. ولكن حتى الآن لم تتم معرفة هوية من قام بالقاء الحجر.

خطأ واحد للشرطة هدد بالتسبب بالاشتعال وهو اعتقال كمال الخطيب في يوم الجمعة، نائب رئيس الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، بتهمة التحريض. الآلاف تجمعوا قرب منزل الخطيب في كفر كنا وقاموا برشق الحجارة، وحتى أنهم اطلقوا النار الحية على رجال الشرطة الذين لم يكونوا مستعدين لذلك. رجال الشرطة ردوا على اطلاق النار بالمثل وأصيب اربعة اشخاص باصابة بالغة. بعد مرور 45 دقيقة وبعد أن تم استدعاء وحدة مكافحة الارهاب الى المكان تم انقاذ رجال الشرطة ومعهم كمال الخطيب.

ممثلو الشرطة الذين كانت لهم علاقة وثيقة مع رؤساء السلطات المحلية خاب أملهم من سلوكهم في فترة اعمال الشغب. “لقد كانوا يأتون دائما لرفع الكؤوس في اللقاءات وشرب القهوة الى أن خرج الشباب الى الشوارع. عندها هم ببساطة لم يردوا”، قال مصدر في الشرطة. “آخرون رفضوا اللقاء وقالوا إن هذا “ليس الوقت المناسب”. كان هناك من قادوا الاحتجاجات واغلاق الطرق. وبعد ذلك غادروا عندما شاهدوا بأنهم لا يسيطرون على الشباب الذين يرشقون الحجارة. بعضهم كان هذا مريح بالنسبة لهم والبعض لم يريدوا التدخل حتى لا يتضرروا سياسيا. وراء الكواليس كان هناك من أثاروا المشاعر بقناع التهدئة”. كان هناك ايضا من شجعوا اعمال الشغب علنا. “فقط قبل نهاية الاسبوع وبعد أن شاهدوا أن كل يوم من اعمال الشغب يكلفهم مئات آلاف الشواقل بسبب الاضرار بالممتلكات، استيقظوا”، قال ضابط كبير في الشرطة. واضاف مصدر آخر “في نهاية المطاف ادركوا أنهم يضرون أنفسهم فقط”.

من اجل معالجة اعمال الفوضى دخل الشباك الى الصورة. في البداية للمساعدة في التحقيق وبعد ذلك في تقديم المعلومات. حسب مصدر في الشرطة: “توجد لهم قدرة استخبارية لا توجد لدى الشرطة صلاحية لاستخدامها. ولكن في الايام الاولى ساهموا بالاساس في الهالة. الناس غيروا اسلوبهم عندما ادركوا بأنه سيتم استجوابهم من قبل الشباك. هذا هو موضوع آخر”.

من تضرر من الاحداث هو المفتش العام للشرطة. اقواله عن “ارهابيين في الطرفين” وفرت ذخيرة لليمين وقام بتحويله الى ضحية سهلة بالنسبة للوزير المسؤول عنه، امير اوحانا، الذي كان أول من ادان هذه الاقوال. العلاقة بين اوحانا وشبتاي، ايضا اسلافه اكثروا من التصادم مع الوزير، بدأت تهتز في اعقاب كارثة ميرون. اضافة الى مسألة مسؤولية المفتش العام عن اخفاقات الشرطة فان المواجهة الاخيرة يمكن أن تشير الى “يوم استقلاله” من المستوى السياسي. اوحانا وغيره سيكونون مسرورين من رؤيته وهو يسقط على سيفه منتحرا، أو على السكين التي يحملها معه دائما. ويتحمل المسؤولية عن الاخفاقات المستمرة للحكومة التي اهملت الحكم في المجتمع العربي وفي المجتمع الاصولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى