ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش – مسيحاني، متطرف وأسكرته القوة : في جهاز الامن رسموا صورة جديدة للسنوار

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش – 19/7/2021

” لقد لاءم مواقفه مع مواقف الذراع العسكري لحماس، ويطمس الفوارق بينه وبين محمد ضيف ويعتبر نفسه زعيم كل العرب، في المناطق المحتلة وداخل اسرائيل. وحسب تحليل شخصيات اجري لرئيس حماس في القطاع يجب علينا أن نفحص استمرار التعامل مع السلطات في غزة  “.

في قطاع غزة يوجد زعيم جديد، أو تقريبا زعيم جديد، هكذا يعتقدون في جهاز الامن، اسمه ما زال يحيى السنوار، لكن سلوكه في الاشهر الاخيرة مختلف عن الذي عرفوه في اسرائيل. البراغماتية استبدلها بقرارات متسرعة، التي تفسيرها هو التمسك بالمبدأ مهما كان صعب المنال. التواضع النسبي استبدله بالمسيحانية. وحسب الصورة المحدثة التي رسموها له في جهاز الامن، في هذه النقطة الزمنية، هو ببساطة غير متوقع. “اذا كانت حتى الآن المقاربة في جهاز الامن تقول إن محمد ضيف هو الاكثر خطورة من بينهما”، قال مصدر امني رفيع، “اليوم هذا لم يعد أمر قاطع”.

اضافة الى ذلك، على التغيير في رؤية السنوار في جهاز الامن تدل احداث عملية “حارس الاسوار”، الايام التي اعقبتها وايضا الايام التي سبقتها. في حينه لاح تهديد مصدره في غزة بأنهم سيطلقون صواريخ نحو اسرائيل اثناء مسيرة الاعلام في القدس. ولكن حتى اللحظة التي اطلقت فيها الصليات الاولى، التقدير في اسرائيل كان أن هذا التهديد لن يطبق. عندها جاء قتال استمر اسبوع ونصف، وهياج في المدن المختلطة في اسرائيل ووقف لاطلاق النار، يعتبر بالنسبة للسنوار نوع من الانتصار، هكذا على الاقل ظهر من اقواله ومن سلوكه. 

لذلك قرروا في جهاز الامن القيام بتحليل جديد لشخصية رئيس حماس. ولهذه المهمة تم تكليف الجيش الاسرائيلي والشباك ومهنيون في مجال الصحة النفسية وخبراء في لغة الجسد وتحليل الخطابات. “من ناحية اسرائيل”، قال المصدر الامني، “هذا التحول الذي يمر على السنوار يضعه الآن بالنسبة لنا كشخصية خطيرة، وهناك حاجة الى اتخاذ قرارات بشأن استمرار التعامل مع حماس في غزة”. 

منذ صباح اليوم الذي دخل فيه وقف اطلاق النار الى حيز النار كان هناك في اسرائيل من لاحظوا شيء مختلف في سلوكه. بعد عشرة ايام خرج السنوار للمرة الاولى في جولة علنية في شوارع غزة، الكثير من المصافحات. “الطريقة التي يسير فيها في الشوارع ويلتقي مع المواطنين والعائلات”، قال المصدر الامني الرفيع، “والطريقة التي يسمح لهم فيها بالاقتراب منه، وتعليق صوره والقيام بنوع من الاحتفالات التي تدلل على الاعجاب به، هذا شيء لم يكن في السابق”.

هذه الجولة هي فقط مثال واحد من امثلة كثيرة تم فحصها في جهاز الامن. اضافة اليها تم فحص ظهوره العلني امام الجمهور وامام وسائل الاعلام، في الايام التي سبقت العملية وفي الاسابيع التي اعقبتها. “السنوار حول نفسه الى شخصية روحانية”، قال مصدر مطلع على التفاصيل. “هو يحاول أن يخلق حوله اساطير والتحدث عنه نفسه بمفاهيم من اختاره الله ليدافع من اجل المسلمين عن القدس”.

عودة الى شهر آذار

في جهاز الامن يعتقدون أن التغيير لدى السنوار حدث قبل نحو شهرين من هذا التسلسل، من مسيرة الاعلام ووصولا الى عملية حارس الاسوار. هذا التغيير لم يكن مرتبط أبدا باسرائيل، على الاقل ليس بشكل مباشر. 

الامر كان يتعلق بالانتخابات لقيادة حماس في القطاع. هناك ووجه بصورة مفاجئة بخصم عنيد هو نزار عوض الله، الذي يعتبر أكثر تطرفا منه وينتمي الى جيل مؤسسي حماس، والذي تحول فجأة الى مرشح للفوز. فقط في الجولة الرابعة من الانتخابات نجح السنوار في ضمان الفوز. “السنوار فهم أنه دفع الثمن بسبب اختيار الذهاب مع التسوية. وقد فهم أن انتقاده لأنه ذاهب نحو الاموال القطرية والمساعدة الاقتصادية يعرضه كمن يتنازل عن الخيار العسكري”. لذلك، السنوار قام بالتفافة. هكذا يقول رجل الاستخبارات العسكرية. 

حسب رجال الاستخبارات هو نفسه لم يفكر أنه تنازل عن هذه الاحتمالية في النضال ضد اسرائيل. ولكن الآن اراد ايضا أن يثبت ذلك. “لقد قرر أن يتكيف مع الذراع العسكري لحماس”، شرح نفس رجل المخابرات. “لقد دخل الى القتال امام اسرائيل بصورة واعية وحاول الحصول على دعم اكبر في اوساط رجاله وفي اوساط الشباب في غزة”. واضاف نفس المصدر بأن طريقة انهاء القتال شكلت بشكل مختلف مستقبل السنوار، على الاقل كما يراه هو: “لقد بدأ يأخذ صفات من يعتقدو أنهم اختيروا لقيادة العرب في العالم”.

من ناحية السنوار الحرب انتهت بالانتصار، ويوجد لديه حتى صورة كهذه. هو يجلس على اريكة في منزله الذي تم تدميره كليا من قبل سلاح الجو. فقط يوجد دمار حوله. وهذه صورة انتشرت بسرعة في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية وفي وسائل الاعلام العالمية. بعد ذلك ايضا أدت الى محاكيات لسكان آخرين في غزة التقطوا صور في بيوتهم المدمرة. “هو عرف لماذا يلتقط صورة في ذاك اليوم على الاريكة”، شرح مصدر امني كان مشارك في تحليل شخصية السنوار. “هو اراد القول لجميع الفلسطينيين في غزة وفي الضفة ولعرب اسرائيل: ها هم قد هدموا بيتي ايضا، أنا واحد منكم”.

ولكن الحديث يدور عن اكثر بكثير من صورة. في اوساط رجال الاستخبارات في اسرائيل يتزايد التقدير بأنه رغم الضربة القاسية التي تعرضت لها حماس في ايام القتال، فانه في اوساط الجمهور الفلسطيني اعتبر السنوار كمن انتصر عليها. هو لم يستسلم للجيش الاسرائيلي، وهو نجح في خلق ربط بين غزة والقدس، عمليا هو تحول الى الزعيم العربي الوحيد الذي كان مستعد للدخول في حرب ضد اسرائيل من اجل القدس، وأن يدفع الثمن مقابل ذلك. وفي الرأي العام هو ايضا حصل على نقاط اضافية. “حقيقة أنه كانت هناك اعمال شغب في اسرائيل وتم اطلاق الصواريخ من قبل فصائل فلسطينية من لبنان وسوريا نحو اسرائيل، وفي العالم كانت هناك مظاهرات، كل ذلك ولد لديه الشعور بثمل القوة”، قال مصدر امني، اعترف أنه بدرجة ما هناك اساس للتغيير الذي طرأ على السنوار. “هو اليوم يقف باعتباره الزعيم العربي الوحيد الذي دخل في السنوات الاخيرة، عن وعي، الى معركة ضد اسرائيل ولم يستسلم. بالنسبة له القتال توقف بدون شروط وبقرار من الطرفين”.

ولكن حسب اقوال المصدر الامني، التأثير الشخصي عليه كان كبير جدا. “يبدو أنه كلما مرت الايام بعد العملية، بدأ ايضا يصدق بأن لديه شيء مختلف، وأن الله له يد في ذلك”، شرح المصدر واضاف “هناك اعجاب به، ليس كزعيم سياسي بل كمن يصمد الآن في الحرب من اجل القدس”. 

هذا احد التغييرات الرئيسية، قال مصدر أمني للصحيفة. “هو يعتقد أنه اكثر بكثير من زعيم في غزة. “عندما ادرك أنه يوجد في الولايات المتحدة مسلمون يهاجمون اليهود كان هذا بالنسبة له اشارة على أنه زعيم له تأثير كبير على المسلمين في العالم”، شرح المصدر. “هو لا يرى نفسه فقط مثل الشيخ احمد ياسين، ياسر عرفات وابو علي مصطفى، بل مثل قادة اكبر في الاسلام: هو يتحدث بلغة الزعيم العربي الذي امره الله بحراسة القدس والاقصى. هو يطور سلوك زعيم مسيحاني”.

الزعيم العربي الجديد

هؤلاء العرب بالطبع ليس فقط في غزة، كما اوضح في عدد من خطاباته الاخيرة. لقد مدح العرب في اسرائيل وعلى العرب في القدس “الذين وقفوا ودافعوا عن المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح واثبتوا ان سنوات من محاولات الاسرلة ومحاولات التعايش فشلت دفعة واحدة”، قال في احد خطاباته. وفي خطاب آخر اشار “ايضا اخواننا في الاراضي المحتلة داخل اسرائيل سينتفضون. انا على ثقة تماما بأنه يوجد لنا داخل الاراضي المحتلة في اسرائيل ليس اقل من 10 آلاف مقاتل مستعد للقتال”.

هذه الهالة للزعيم العربي الجديد يبثها ايضا نحو الخارج، نحو الجهات الدولية، قالوا في جهاز الامن. احد الامثلة على ذلك اعطيت في اليوم الذي دخل فيه اطلاق النار الى حيز التنفيذ. عندها زار غزة مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط، تور فنسلاند. في نهاية محادثة قصيرة اتهم السنوار المبعوث بالتعالي، وطلب انهاء اللقاء وخروجه من غزة. “اللقاء كان سيء”، قال بعد ذلك في مؤتمر صحفي عقده، “هذا اللقاء لم يكن جيد أبدا”.

بعد اسبوعين على ذلك، في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية في حينه، اشكنازي، في زيارة في مصر خرج السنوار باعلان لوسائل الاعلام واعلن انه مستعد لمفاوضات جدية وسريعة بشأن صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل. “في الصفقة سيتم اطلاق سراح سجناء”، اشار وذكر العدد “1111”. في جهاز الامن يعتقدون أن هذا التصريح وجه لعواصم عربية مختلفة، مثلا القاهرة. “لقد حاول القول للزعماء الذين يجلسون في مصر بأن كل شيء يمر من خلاله، وانه زعيم له اهمية دولية بالضبط مثلهم”، قال احد المصادر. او مثلما صاغ السنوار نفسه ذلك في ذاك اليوم “لقد فرضنا انفسنا على الادارة الامريكية وجعلناها تغير سلم الاولويات بحيث أن المسالة الفلسطينية تكون على راس سلم الاولويات في العالم”.

كل هذه الامور، قال مصدر امني في محادثة مع الصحيفة، تدل على أن السنوار تحول الى زعيم غير مستقر وغير متوقع، وهذا يحتاج من اسرائيل ان تفحص الخطوات التي ستاتي لاحقا”. الطريقة التي يتصرف بها، اضاف المصدر، “تلزمنا باتخاذ قرارات اذا كان هو الشخصية التي تستطيع ان تجلس مع الوسطاء في موضوع التسوية. اذا كانت هذه الشخصية هي التي نستطيع ان نسمح لها بالمواصلة وحيازة وسائل قتالية كثيرة ونسمح لها بأن تهددنا”. في الوقت الذي يقومون فيه في اسرائيل بالتحليل والفحص فانه في غزة الامور الجديدة تسير كالمعتاد. هكذا، عندما هدد وزير الدفاع، بني غانتي، باغتياله اجاب على ذلك باستخفاف. “الهدية الاكبر التي يمكنه اعطائي اياها هي تصفيتي”، قال. “انا ساذهب الان من هنا في سيارة واعود الى بيتي. هم يعرفون أين اعيش وأنا انتظرهم”.

عشية مسيرة الاعلام الثانية والمؤجلة، مرة اخرى قدروا في اسرائيل بأنه لن يكون اطلاق نحو القدس (الذي حقا لم يحدث)، لكن في هذه المرة اخذوا التهديد بجدية. لقد كانت التقييمات في المكان الصحيح لكن هذا ليس كل شيء. “هذا بالضبط ما نخشى منه”، قال مصدر امني. “نحن نخاف من ان يكون الامر يتعلق بزعيم تحول الى غير متوقع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى