ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتش- قتلى في هجوم واسع نسب لاسرائيل على حدود سوريا – العراق

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش – 14/1/2021

حسب اقوال مصادر أمنية فان طهران نقلت نشاطاتها الى شرق سوريا بعد أن اضطرت الى الانسحاب من منطقة دمشق. وتقدير الاستخبارات هو أن تقليص التدخل الامريكي في العراق والعودة الى الاتفاق النووي سيزيدان عدوانية ايران وحزب الله  “.

سوريا اتهمت اسرائيل أمس بهجوم على اراضيها قرب الحدود مع العراق. وحسب تقرير لوكالة الانباء الرسمية السورية فان طائرات اسرائيلية هاجمت اهداف في مدينة بوكمال ومدينة دير الزور. وكالة الانباء الفرنسية نشرت بأن عدد من الاشخاص قتلوا في الهجوم. هذا الهجوم الواسع في شرق سوريا فجر أمس والذي هوجمت فيه اهداف ايرانية هو العملية الرابعة في سوريا خلال اسبوعين والتي نسبت لاسرائيل. وهي تختلف عن سابقاتها في نطاقها وبعد الاهداف التي هوجمت من اسرائيل وفي عدد القتلى الذي تسببت به. في اسرائيل حرصوا على عدم التطرق للهجوم، لكن مصادر في جهاز الامن قالت إنه يقف في الخلفية التواجد الايراني في منطقة الحدود بين سوريا والعراق والتوتر في المنطقة قبل أداء جو بايدن للقسم كرئيس للولايات المتحدة.

في بداية العام 2019 قدرت جهات استخبارية اسرائيلية بأن العقوبات والهجمات الاسرائيلية ستصعب على ايران التمركز في غرب دمشق مثلما خططت. وعند انسحاب القوات الايرانية من المنطقة، اشار تقدير المخابرات الى أن طهران نقلت معظم نشاطاتها في سوريا الى منطقة الحدود مع العراق. ايران اقامت في المنطقة بنية تحتية لنقل الوسائل القتالية والقوات وركزت فيها مقاتلين من دول مختلفة يوجد لحزب الله جزء في تنظيمهم وتدريبهم. في الهجوم الاخير تضررت قيادات ومراكز لوجستية تخدم الايرانيين ومليشيات تابعة لطهران.

“ايران قامت بتقدير اضرار بعد أن ادركت بأنها تجد صعوبة في العمل قرب الحدود مع اسرائيل، وأعادت انتشارها في غرب العراق”. هذا ما قاله مؤخرا مصدر في جهاز الاستخبارات في محادثة مغلقة. “هي تنقل الى هناك صواريخ يمكنها اصابة كل مناطق اسرائيل، ويمكنها تحريكها عبر محور التهريب الى مواقع قريبة أكثر. وهي تنشيء انظمة للطائرات بدون طيار وصواريخ كروز والصناعات العسكرية التي وجدت صعوبة في تشغيلها في منطقة دمشق”.

في جهاز الامن يخشون، كما يتبين من تقدير للوضع قدم للمستوى السياسي، يخشون من أنه بعد تبديل الادارات في الولايات المتحدة ستفقد واشنطن الاهتمام بالعراق، الذي سيتحول محمية ايرانية. الى ذلك تضاف امكانية العودة الى الاتفاق النووي مع ايران وتخفيف العقوبات الامريكية المفروضة عليها. وحسب تقديرات جهات استخبارية، هذه الظروف معا ستحث حرس الثورة الايراني على المخاطرة بشن هجمات ضد اسرائيل ودول اخرى.

مصدر امني رفيع قال مؤخرا في نقاشات مغلقة بأنه اذا عادت الولايات المتحدة والتزمت بالاتفاق النووي فان “الايرانيين يمكن أن يفهموا ذلك كضوء اخضر لمواصلة كل ما هو ليس نوويا”. وحسب اقوال هذا المصدر، “معنى الامر أنهم سيبدأون بشد الحبل اكثر مما فعلوا حتى الآن، وايضا حزب الله يمكنه أن يتأثر من ذلك. هذا وضع لا توافق عليه اسرائيل، والايرانيون يعرفون ذلك”.

مصدر سابق في جهاز الاستخبارات، كان مشاركا في جهود عدم تمركز ايران في المنطقة، قال في هذا السياق بأنه توجد لاسرائيل مصلحة في التوضيح للولايات المتحدة بأن لا توافق على الفصل بين الموضوع النووي ونشاطات ايران في سوريا وبين مساعدتها لحزب الله. وحسب قول هذا المصدر، كل ذلك هو تهديدات استراتيجية لاسرائيل. وأضاف هذا المصدر بأنه اذا زادت ايران وحزب الله حجم نشاطاتهما في المنطقة فان اسرائيل ستضطر الى “شد حدود قدرة الحرب قليلا بين الحربين من اجل الحفاظ على نشاط عملياتي تحت منسوب الحرب، واتخاذ قرار هل هذا يكفي لاعطاء رد على المشكلة”.

بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية قالت شخصيات رفيعة في جهاز الامن بأن الشرق الاوسط قد دخل الى فترة انتظار، الى حين أن يتضح أي سياسة ينوي الرئيس المنتخب تبنيها. تقدير الاستخبارات هو أن الولايات المتحدة ودول اخرى ستسعى الى تقليص تدخلها في المنطقة. “جميع الدول العظمى تركز جهودها لحل مشكلاتها الداخلية”، قال مصدر رفيع في جهاز الامن. “الوضع الاقتصادي والصحي والمواجهة مع الصين تقلق الولايات المتحدة أكثر مما يحدث في الشرق الاوسط”.

وحسب اقوال جهات في جهاز الامن فان اسرائيل تحظى بتفوق واضح امام ايران. في السنوات الاخيرة تعززت العلاقة بين الجيش الاسرائيلي والجيش الامريكي، والتعاون الاستخباري لا يمكن طهران من العمل سرا ويبقيها مكشوفة لعمليات تلحق بها اضرار شديدة – اغتيالات، كشف المواقع النووية والعثور على الانفاق على الحدود مع لبنان. افضلية مهمة اخرى تعطيها لاسرائيل الاتفاقات مع دول الخليج. “لا شك أنه اذا كانت لك عيون اقرب فأنت سترى بصورة افضل”، قال في هذا السياق مصدر امني رفيع.

شخصيات رفيعة في اسرائيل تطرقت مؤخرا الى المعركة بين حربين. رئيس الاركان افيف كوخافي منح قبل اسبوعين تقريبا أوسمة تقدير على “عمليات ذات اهمية عليا لتحقيق أمن اسرائيل”، قال واضاف “الجيش الاسرائيلي يدير فعليا معركة تقوض قدرات وتهديدات استراتيجية، وبهذا تمنع الحرب”. ووجه تهديد مباشر لايران. وبين الوحدات التي حصلت على اوسمة تقدير برزت التي عملت في القتال في الدوائر البعيدة عن اسرائيل. وفي الغرف المغلقة سمعت تصريحات اكثر وضوحا. “اسرائيل في مواجهة مباشرة مع ايران”، قال مؤخرا مصدر امني رفيع فيما يتعلق بالهجوم المنسوب لاسرائيل في سوريا. “هذا ليس سرا. الدول الجارة تعرف الآن أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعرف كيفية الوقوف أمام ايران والاضرار بها بصورة شديدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى