ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتش – في ظل الازمة الاقتصادية في لبنان ، جهاز الامن يقدر أن احتمال الحرب مع حزب الله متدن

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش – 15/7/2021

رغم الاحتمالية المتدنية، إلا أنهم في اسرائيل وفي حزب الله مستعدون لاحتمالية أن تؤدي حادثة معينة الى التصعيد. وفي الجيش الاسرائيلي يحاولون اقناع المستوى السياسي بأنه خلافا لعملية حارس الاسوار فانه في كل سيناريو من سيناريوهات القتال في لبنان الامر يقتضي من الجيش القيام بعملية برية “.

في الجيش الاسرائيلي يتابعون بقلق الوضع الداخلي في لبنان، الذي يقف امام انهيار اقتصادي وقيادته يمكن أن تفقد القدرة على الحكم بصورة ستعرض للخطر استقرار الدولة. شخصيات رفيعة في جهاز الامن قدرت أن احتمال اندلاع حرب واسعة في لبنان بقي متدنيا، لكنها لا تستبعد امكانية أن استمرار انهياره الاقتصادي والسياسي والاجتماعي سيؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الامني، وهو الامر الذي سيؤدي الى تصعيد. في موازاة ذلك، في اسرائيل وفي حزب الله، يستعدون لاحتمالية أن تندلع حرب نتيجة حادث معين سيؤدي الى التدهور.

في الجيش يعتقدون أنه رغم الوضع الاقتصادي والداخلي الصعب في لبنان، إلا أن احتمالية أن يقوم سكرتير عام حزب الله، حسن نصر الله، بفتح حرب مع اسرائيل هي احتمالية ضعيفة. وهذا حسب تقديرهم في الجيش لأنه يدرك بأن حرب مع اسرائيل ستضر بشكل كبير ببلاده وأنه سيكون من الصعب اعادة ترميم لبنان من الضرر. اضافة الى ذلك، جهات امنية في اسرائيل قدرت أنه بعد هذه المعركة، سيكون نصر الله هو المطالب بتحمل المسؤولية واعادة اعمار بلاده، الامر الذي هو غير معني به.

في الجيش يحاولون اقناع المستوى السياسي بأنه خلافا لعملية “حارس الاسوار” فانه في كل سيناريو للقتال في لبنان فان الجيش سيكون ملزم بعملية برية والدخول الى اراضي لبنان. هذا رغم التحديات التي تطرحها البنية الطوبوغرافية للبنان والقدرة الهجومية التي طورها حزب الله والثمن الباهظ الذي سيتم دفعه بسبب الدخول البري. “الضربة الجوية ستكون شديدة في الساعات الاولى للقتال. ولكن من اجل اخضاع العدو في المرحلة العملياتية مطلوب عملية برية”، قال أول أمس قائد الفرقة 36، العميد دان نويمان، في محادثة مع مراسلين عسكريين.

الجهات الامنية تعتقد أنهم في حزب الله ايضا مستعدون لامكانية التصعيد، خوفا من أن تختار اسرائيل العمل ضدهم بشكل مفاجيء. في حزب الله يفحصون تسلسل عملية “حارس الاسوار”، ويحاولون استخلاص العبر منها، بالاساس فيما يتعلق بالدفاع الجوي لاسرائيل. ورغم التجربة المنسوبة لاسرائيل في وسائل الاعلام الاجنبية لضرب مشروع زيادة دقة صواريخ حزب الله، فان حزب الله نجح في تطوير هذه القدرات بصورة تقلق جهاز الامن. حزب الله طور قدرات اطلاق صواريخ على كل اراضي اسرائيل، وحسب التقديرات، هو يمتلك الآن حوالي 140 ألف صاروخ وقذيفة يمكنه اطلاقها نحو اسرائيل. ويتم التقدير بأنه يمكن لحزب الله أن يطلق نحواسرائيل حوالي 3 آلاف صاروخ وقذيفة في كل يوم قتال.

في السنوات الثلاثة الاخيرة انشغلت قيادة المنطقة الشمالية بوضع عدة خطط عملياتية للحرب في لبنان. هذه الخطط تمت ملاءمتها مع عدد متنوع من الحالات ودرجات مختلفة من القتال، من ايام قتال محدودة وحتى حرب واسعة. سيتم أخذ جميع الموافقات على الخطة خلال شهر. وحسب الجيش فان القدرات التي طورها الجيش في السنوات الاخيرة في جمع المعلومات الاستخبارية وفي وضع اهداف وانتاج وسائل قتالية متقدمة، يتوقع أن تؤدي الى أنه اذا اندلعت حرب اخرى في لبنان فان القتال فيها سيكون مختلف عما كان في حرب لبنان الثانية. وقالوا في الجيش بأنه ضمن امور اخرى، تم زيادة بنك الاهداف بحيث أن نوعيتها وكميتها الآن اكبر بعشرين ضعف عن الاهداف التي كانت للجيش في حرب لبنان الثانية.

“اذا اندلعت حرب اخرى فان حزب الله سيدفع ثمنا اكبر بكثير مما دفعه في حرب لبنان الثانية”، قال امس قائد المنطقة الشمالية، الجنرال امير برعام. وحسب اقواله فانهم في الجيش الاسرائيلي نقلوا لجهات دولية معلومات استخبارية عن وسائل قتالية كثيرة لحزب الله، تم تخزينها بشكل متعمد قرب المدارس والمناطق المأهولة لمنع مهاجمتها. واشار برعام الى أن أحدها يوجد في كفر عبا الواقعة في منطقة مدينة النبطية في جنوب لبنان، التي تبعد 25 متر عن مدرسة.

55 في المئة من المواطنين تحت خط الفقر

الازمة الاقتصادية في لبنان هي من الازمات الاشد خطورة التي مرت على الدولة. المعطيات التي عرضتها جهات مالية دولية تظهر أنه في السنة الماضية حدث في لبنان انخفاض 25 في المئة في الناتج الاجمالي الخام. وخلال اقل من سنة انخفض سعر العملة المحلية 92 في المئة ونسبة الدين للانتاج هي 174 في المئة ونسبة البطالة وصلت الى 37 في المئة وهي تواصل الارتفاع. المعطى الاكثر اقلاقا فيما يتعلق بوضع لبنان هو أنه اكثر من نصف المواطنين (55 في المئة) يوجدون تحت خط الفقر. الفروق الطبقية في الدولة اتسعت، حيث مجموعة مقلصة من الاثرياء تسيطر على معظم رؤوس الاموال، ومعظم الجمهور يجد صعوبة في أن يعيل نفسه.

جهات عسكرية في اسرائيل تقدر بأن نصر الله يلعب ما يشبه “اللعبة المزدوجة”. فمن جهة، الحزب يسمح للاثرياء في الدولة بادارة اعمالهم بدون ازعاج، وفي المقابل هو يستخدم الميزانيات التي يحصل عليها من الحكومة في لبنان لفتح العيادات والسوبرماركتات ومنظمات مساعدة للمحتاجين في جنوب لبنان وفي بيروت، بهدف الحفاظ على صورته كمن يساعد المواطنين في لبنان. في اعقاب ذلك، الجيل الشاب في لبنان يفقد الثقة بالحكومة وبحزب الله ويعتبرهم المسؤولين عن الوضع في الدولة.

اضافة الى ذلك، المزيد والمزيد من الشباب في لبنان يعتقدون أن ايران تدير لبنان من وراء الكواليس بواسطة حزب الله، في حين أن قيادة الدولة ضعيفة وغير قادرة على التحكم بما يحدث فيها. الجهة الوحيدة التي تعتبر جهة ايجابية في لبنان هي الجيش، الذي ايضا في صفوفه حدثت شروخ بسبب الصعوبات الاقتصادية بالمقارنة مع الظروف التي يحظى بها نشطاء حزب الله. مثال على ذلك يمكن رؤيته في الرواتب التي يحصلون عليها في الطرفين. ففي حين أن قائد في الجيش اللبناني يحصل على 500 دولار شهريا فان مقاتل عادي في حزب الله يحصل على مثل هذا الاجر.

في موازاة ذلك، عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان يصعب على الدولة الحصول على قروض من البنوك الدولية. هذا ايضا بسبب حقيقة أن منظمة حزب الله هي جزء من الحكومة في لبنان. مع ذلك، في اسرائيل يقدرون أن المواطنين المقسمين في لبنان لن يسارعوا الى الخروج الى احتجاج عنيف في الشوارع من اجل احداث تغيير في الحكم، في اعقاب دروس الحرب الاهلية القاسية في الدولة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى