ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتش – جهاز الامن يدرس تغيير السياسة الامنية تجاه ايران

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش – 4/5/2021

مؤخرا نشر أن اسرائيل هاجمت عشرات ناقلات النفط التي هربت النفط من ايران الى سوريا. مصادر امنية تعتقد أن انجازات عمليات معينة ضد ايران لا تبررها ازاء الاضرار التي يمكن أن تتسبب بها “.

جهات امنية تشكك في نجاعة جزء من الاعمال ضد ايران، في اطار ما يسمى “معركة بين حربين”. حسب سلسلة منشورات، في السنوات الاخيرة هاجمت اسرائيل، ضمن امور أخرى، عشرات الناقلات التي هربت النفط من ايران الى سوريا. الاعتقاد هو أن الانجازات التي نتجت عن عمليات معينة لـ “معركة بين حربين” لا تبرر القيام بها ازاء الضرر الذي يمكن أن تتسبب به، وأنه يجب فحص طرق اخرى لوقف تمركز ايران في المنطقة.

في هذا الشهر قال مصدر امني اسرائيلي بأن أخطاء ونشاطات استثنائية وتقديرات خاطئة للجيش أدت الى تحويل المعركة البحرية السرية التي أدارتها اسرائيل ضد ايران في السنوات الاخيرة الى معركة مكشوفة. “الآن يجب تهدئة الوضع”، تم اقتباس هذا المصدر في موقع “واللاه”. في جهاز الامن اجروا عدد من النقاشات بشأن “المعركة بين حربين”، التي ناقشت مسألة نجاعة العمليات في الساحات المختلفة. معظم من شاركوا في النقاشات اعتقدوا أن جزءا من العمليات ضد ايران لم تعط النتائج المطلوبة، واشاروا الى الاستثمار الكبير الذي تحتاجه والى الاضرار المحتملة التي يمكن أن تتسبب بها لاسرائيل. وحسب قولهم، بسبب التغيرات الاستراتيجية في الشرق الاوسط يجب فحص هل سياسة استخدام القوة تستنفد نفسها. سؤال آخر طرح في النقاشات هو اذا ما كان لا يزال بالامكان التعامل مع العمليات ضد ايران مثل “معركة بين حربين” ازاء مكانتها البارزة، أو أنه يجب اعتبار الوضع الآن “مواجهة مباشرة بقوة منخفضة”.

المعركة بين حربين هي اسم عام لنظرية استخدام الجيش الاسرائيلي، التي استهدفت أن تحرم دول ومنظمات معادية القدرة والتأثير بدون أن يؤدي ذلك الى حرب. في السنوات الاخيرة يعمل الجيش حسب هذه الرؤية في عدة ساحات، لكنه يكرس اساس جهوده لمنع تمركز ايران في المنطقة، وتسليح المنظمات التي تعمل برعايتها ومنها حزب الله. ومن الاهداف التي اعتبرت مثل “معركة بين حربين”: تقليص التهديدات القائمة والآخذة في التشكل، ابعاد الحرب وخلق ظروف افضل للانتصار فيها، تعزيز الردع والحفاظ على حرية عمل اسرائيل عسكريا.

حتى الفترة الاخيرة، القدرات العملياتية والاستخبارية للجيش الاسرائيلي منحته حرية عمل تقريبا مطلقة بفضل عدة عوامل منها الحرب الاهلية في سوريا، المعركة التي ادارتها الولايات المتحدة ضد داعش وتشابك مصالح اسرائيل مع الدول العظمى التي تعمل في المنطقة والدول العربية. على خلفية كل ما تقدم امتنعت في الغالب ايران وحزب الله وسوريا عن الرد على العمليات التي نسبت لاسرائيل.

ولكن في جهاز الامن يعتقدون أن التطورات في المنطقة تغير الوضع. فاستقرار نظام الاسد وتدخل روسيا في سوريا لم تعد تسمح لاسرائيل بالعمل بنفس الدرجة التي كانت تريدها. ادارة جو بايدن تريد سحب القوات الامريكية من الشرق الاوسط والحفاظ على الاستقرار في العراق، والقواتالتي عملت في العراق في ظل حكم دونالد ترامب، مطلوب منها الآن الامتناع عن المس بمصالح الولايات المتحدة. استبدال الادارة أدى ايضا بموسكو الى أن تظهر التدخل وتعميق نفوذها في كل المنطقة.

التداعيات اصبحت واضحة الآن: التقارير عن الانفجار في نتناز نشرت قبل بضع ساعات على مجيء وزير الدفاع الامريكي، لويد اوستن، في زيارة في اسرائيل، الذي كما يبدو لم يكن يعرف عن العملية، الامر الذي عمق التوتر بين واشنطن والقدس؛ في المقابل، ما نشر في “وول ستريت جورنال” بشأن مهاجمة اسرائيل لسفن ايرانية واغتيال شخصيات رفيعة ايرانية، التينسبت ايضا لاسرائيل، قوضت سياسة الغموض حول هذه العمليات.

الى جانب ايران، فان كبار الضباط في جهاز الامن اعتقدوا أنه في ساحات اخرى، نظرية المعركة بين حربين اثبتت نفسها، حسب قولهم بسبب الحرص على ادارة مسؤولة للمعركة. في الجيش الاسرائيلي توصلوا الى الاستنتاج بأن هذه الرؤية لم تعد ذات صلة في عدد من الساحات، التي فيها يجب العمل كجزء مما يعتبر أمن دارج. على سبيل المثال، العمليات ضد داعش، التي حسب مصادر اجنبية، ركزت على التعاون مع مصر في شبه جزيرة سيناء وشملت هجمات كثيرة نفذتها اسرائيل في شمال شبه جزيرة سيناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى