ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش  – بحث في السلطة : المواجهات التي نشبت في شرقي القدس في رمضان هي النموذج للصراع ضد اسرائيل

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش  – 11/7/2021

” حسب البحث الذي أجراه اعضاء حركة فتح فان المواجهات ساعدت الفلسطينيين على أن يجندوا لصالحهم الرأي العام الدولي، وساعدت الحركة في أن تجذب اليها جيل الشباب، الذي يرى أنها مترددة وضعيفة. واستنتاجات هذا البحث تشغل رجال جهاز الامن الاسرائيلي “.

الجيل الشاب في اوساط السكان الفلسطينيين محبط وخائب الأمل من قيادة فتح، وهو يرى أنها مترددة وضعيفة. هذا ما اظهره بحث داخلي تم اجراءه في السلطة الفلسطينية من قبل طاقم اكاديميين من فتح. من البحث الذي وصلت اهم استنتاجاته للصحيفة يتبين ايضا أن المواجهات التي نشبت في شهر أيار في شرقي القدس – في حي الشيخ جراح وفي الحرم – أدت الى تصعيد في نهايته تم اطلاق عملية “حارس الاسوار”. وأن هذه المواجهات هي النموذج المناسب لنضال الفلسطينيين ضد اسرائيل. التحليل الذي أجراه رجال السلطة وصل الى رجال جهاز الامن في اسرائيل وهو الآن يشغلهم، لأن المزاج العام في الشارع الفلسطيني يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الوضع الامني.

البحث تم اجراءه بناء على طلب من القيادة العليا في فتح في اعقاب انخفاض غير مسبوق على التقدير والثقة التي تحظى بهما قيادة السلطة في اوساط السكان في الضفة الغربية وشرقي القدس. وقد تم اجراء البحث، ضمن امور اخرى، في اعقاب نشر استطلاع في الشهر الماضي اجراه المركز الفلسطيني لابحاث الاستطلاعات والسياسات، والذي اشار الى منحى تعزز في مكانة حماس بعد المواجهة العسكرية مع اسرائيل. سبب آخر لاجراء البحث هو الانتقاد في الشارع الفلسطيني بسبب موت الناشط السياسي والمنتقد الكبير للسلطة نزار بنات في 24 حزيران، بعد بضع ساعات على اعتقاله من قبل قوات الامن الفلسطينية. موت بنات اخرج آلاف الفلسطينيين الى موجة احتجاج ضد السلطة، التي تضمنت ايضا احراق مراكز للشرطة.

في البحث قيل إن “النضال الشعبي”، أي المظاهرات التي جرت في شهر ايار في شرقي القدس وفي الضفة الغربية في اعقاب نية اخلاء عائلات في حي الشيخ جراح “كانت النموذج الناجح لتجنيد المجتمع الدولي لصالح النضال الفلسطيني ضد اسرائيل”. وقد كتب الباحثون بأن نشاطات حركة فتح في شرقي القدس، التي شجعت السكان على التظاهر ومواجهة قوات الامن الاسرائيلية، شكلت النموذج لهذا الصراع، “حتى أنها نجحت في تجنيد الجيل الشاب”. نقطة الانعطافة في الصراع كانت، حسب رأي الباحثين، هي أن “حماس حرفت الاهتمام من الحرم الى غزة من خلال اطلاق الصواريخ نحو الاراضي الاسرائيلية”. 

واشار الباحثون الى أنه توجد فجوة جوهرية وعميقة بين قادة فتح والنشطاء الميدانيين في الحركة. “الفلسطينيون، بالاساس الجيل الشاب، خائبو الامل”، كتب في البحث. وحسب اقوال الباحثين فان “الجيل الشاب يشخص غياب نشاط من جانب القيادة، وفشلها في قراءة ما يعتمل لدى الجمهور وفي تشخيص الفرص واستغلالها”. وكتب الباحثون ايضا أن “الاحداث كشفت أن م.ت.ف توجد كجسم ميت بدون أي نشاط”. وقد اشاروا الى أن الجيل الشاب في حركة فتح ينسب ذلك الى “تردد السلطة الفلسطينية التي تخاف من حدوث اندلاعات واندلاع انتفاضة اخرى وضعف مصدره في الصراع على وراثة أبو مازن، الذي يجري بين الشخصيات الكبيرة في المنظمة”.

البحث عرض امام كبار الشخصيات في السلطة ايضا سبل العمل التي يجب العمل على ضوئها في المدى الحالي من اجل تعزيز مكانة الحركة في اوساط الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي شرقي القدس وفي قطاع غزة. وحسب ادعاء الباحثين، “الاحتلال والحركات الاسلامية والفساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية هي “اعداء” حركة فتح”. وقد اوصى الباحثون بالفصل الواضح بين فتح والسلطة الفلسطينية وقيادة حوار من اجل الوحدة امام حماس.

وقد وجد البحث ايضا أن الانقسام الذي قادته حماس في 2007 مكنها من تقاسم السلطة فعليا مع حركة فتح. ولكنهم قالوا إنه فعليا “حماس اليوم تشكل البديل لفتح وليست شريكة في الحكم”، بفضل السلاح الذي يوجد بحوزتها وبسبب الدعم الاقليمي الذي تحظى به منذ بدء جولة القتال في عملية “حارس الاسوار”.

ويعتقد الباحثون بأنه من اجل اعادة مكانة فتح كـ “درع للقدس” وكممثلة للفلسطينيين في شرقي القدس، “يجب على الحركة تمكين الشباب من شغل مراكز رئيسية في قيادة الحركة والاستثمار في الشباب المقدسيين الذين يعملون لدى الاسرائيليين ويتحدثون لغتهم. ولكن في وقت الازمات تقود النضال ضد اسرائيل”، أوصى الباحثون.

وقد أوصى الباحثون ايضا كبار قيادة فتح بعقد لقاءات تديرها القيادة والتي هدفها هو احداث تغيير في المزاج العام لدى الجمهور الفلسطيني، “بما في ذلك عرب اسرائيل والعالم العربي تجاه المسألة الفلسطينية”. علاوة على ذلك، أوصى الباحثون باقامة معاهد ابحاث تعمل تحت قيادة حركة فتح وانشاء قناة اعلامية خاصة تخدم الحركة، ودمج شباب الحركة فيها. وأوصوا ايضا “باعادة قطاع غزة الى حضن السلطة الفلسطينية وتطبيق وحدة وطنية مع حماس”. 

حسب الاستطلاع الذي اجري في الشهر الماضي والذي اجراه المركز الفلسطيني لابحاث الاستطلاعات، الذي شمل 1200 شخص بالغ من قطاع غزة والضفة الغربية، فان 65 في المئة من المستطلعين اعتقدوا أن اطلاق الصواريخ على اسرائيل من قبل حماس أدى باسرائيل الى وقف طرد العائلات الفلسطينية من الشيخ جراح. و53 في المئة من المستطلعين اجابوا بأن حماس هي التي يجب عليها تمثيل وقيادة الفلسطينيين، و14 في المئة فقط فضلوا فتح بقيادة عباس. اضافة الى ذلك، 77 في المئة من المستطلعين اعتقدوا أن حماس هي التي انتصرت في المواجهة العسكرية مع اسرائيل، وأن حماس بدأت المواجهة من اجل الدفاع عن القدس وبدون أي صلة بالغاء الانتخابات في السلطة الفلسطينية قبل ذلك.

في جهاز الامن، لا سيما في قيادة المنطقة الوسطى، اعتقدوا أنهم في السلطة الفلسطينية سيواصلون الانشغال في الفترة القريبة القادمة باعادة السيطرة الامنية على ارجاء الضفة قبل أن يتوجهوا الى ترسيخ مكانة الحركة في الشارع الفلسطيني. في السنة الماضية تم وقف التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية مدة نصف سنة في اعقاب نشر صفقة القرن للرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب. التنسيق تم استئنافه في شهر تشرين الثاني، لكن في الطرفين قالوا إن تأثير وقف التنسيق يظهر حتى الآن.

حسب مصادر في جهاز الامن فانه في الفترة التي لم يكن فيها تنسيق لم تتمكن اجهزة الامن الفلسطينية من فرض النظام في مناطق كثيرة في الضفة، ضمن امور اخرى، في مناطق ج وفي الفضاء القروي البعيد عن المدن وفي الاحياء التي تقع خلف الجدار في شرقي القدس. في اعقاب غياب التنسيق تعززت حماس في الضفة، وفي الجيش الاسرائيلي قالوا إن هذا الامر أدى الى أن اجنحة في حركة فتح، بالاساس في منطقة الخليل وشمال الضفة، بدأت في اظهار الاستقلالية، التي تم التعبير عنها من خلال المظاهرات ومشاركة مسلحين واسماع انتقادات صريحة ضد السلطة الفلسطينية. 

في موازاة استكمال البحث التقت في الشهر الماضي جهات امنية اسرائيلية رفيعة مع محمود عباس وشخصيات رفيعة في السلطة الفلسطينية وفي الاجهزة الامنية الفلسطينية، بهدف استقرار المنطقة في اعقاب احداث بؤرة افيتار. وحسب مصادر مطلعة على الاتصالات، السلطة أمرت رؤساء الاجهزة الامنية بتعميق التنسيق الامني مع اسرائيل. وفي محادثات مع المصادر اسرائيلية قال محمود عباس بأنه لا ينوي التوجه الى النضال العنيف ضد اسرائيل في الضفة. ولكنه يرى في الخطوات الدولية حل يثبت نفسه، مثلما كان في النشاطات الاخيرة التي قامت بها السلطة في الامم المتحدة وفي محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى