ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتش – “النجاح يقاس بكمية الاهداف الجديدة التي تخلق”: هكذا يبنى بنك الجيش الاسرائيلي في غزة”

هآرتس – بقلم  ينيف كوفوفيتش  – 15/12/2019

“النظرية السائدة في الجيش الاسرائيلي هي أن النجاح يقاس بكمية الأهداف القابلة للهجوم ينجحون في ايجادها. كمية الاهداف الجديدة التي تدخل الى بنك الاهداف”، هذا ما قاله للصحيفة طيار في سلاح الجو الذي سيسمى هنا أ، عن بنك اهداف الجيش في القطاع. في الاسابيع الاخيرة، منذ قصف الجيش الاسرائيلي بيت عائلة السواركة في دير البلح وقتل تسعة من أبناء العائلة، اطلع أ على النقاش اليقظ حول هذه العملية. ادعاء الجيش الاسرائيلي بأن الهدف تم “تحديثه”، أي أنه تم فحص قبل بضعة ايام من الهجوم، جعله مثل الكثير من الضباط والجنود في قسم الاستخبارات وسلاح الجو يشعر بعدم الارتياح. “في نقاشات كهذه” قال أ واضاف حول عملية التحديث، “على الاغلب لا يوجد انشغال كبير للاستخبارات بالهدف الذي اصبح موجودا. والاهم من ذلك هو ايجاد اهداف جديدة، لأن هذا ما يعدونه لك في نهاية الامر”.

اقوال أ هذه لا تتطرق لحادثة معينة، بل لثقافة اطلع عليها في الجيش الاسرائيلي. وأقوال مشابهة قالها ايضا من سمى نفسه ب. خلال سنوات كانا شريكين في عملية اتخاذ القرارات حول ايجاد اهداف والمصادقة عليها. وقد تحدثا للصحيفة عن الديناميكية الموجودة بين الطواقم المسؤولة عن هذه العمليات اثناء جولات القتال: عن القسم الرئيسي لثقافة “الوثوق” بمصداقية اتخاذ القرارات والافضلية التي تعطى لتجميع اهداف مقارنة بالتركيز على الجودة، كطريق للتقدم في سلم الدرجات. واطلاعه ايضا على تدخل المستوى السياسي الذي يضغط من اجل تحقيق “نتائج”، الامر الذي يتسبب بقصف اهداف لاعتبارات غير عملياتية دائما.

على الورق يقولان، لا توجد مشكلة حول الطريقة التي يجب أن تدار من خلالها عملية اختيار الاهداف والمصادقة عليها. المشكلة هي في التنفيذ. الشخصيات الاساسية هنا هي اعضاء طاقم التخطيط للهدف والمسؤولين عنه من كل الجوانب: الاختيار، “المهاجمة” والسؤال كيف ستتم المهاجمة. “الطاقم يمكنه ضم 5 – 15 جهة مختلفة”، شرح أ.

وحسب اقواله، “رئيس طاقم التخطيط سيكون بشكل عام طيار، سواء في الخدمة الدائمة أو في الاحتياط، الذي يجب عليه القيام ايضا بوظائف قيادة الاركان اذا أراد التقدم في وظيفته في السرب أو في الرتبة”. الاعضاء الآخرون هم في الغالب من رجال الاستخبارات وعضو فحص التنفيذ الذي سيقدر ما هي جودة الخطة وما هي تداعيات الضرر الجانبي، وممثل عن النيابة العسكرية المسؤول عن جوانب اخرى من القانون الدولي.

المشكلة الاولى التي تثور، قالا، هي المحرك. رئيس الطاقم سيتم اختباره في نهاية الامر في كمية الاهداف الجديدة التي نجح في ايجادها، وليس تلك التي تم تأهيلها وتحديثها من جديد. “ترتيب الاهداف (الذي فيه تتم اعادة المصادقة على الاهداف التي ستهاجم) يعتبر مهمة أقل أهمية، بالنسبة للطيارين هذا الامر يستنفد منهم الوقت الثمين”، قال ب. “في معظم الحالات يبدأ رجل الاستخبارات بالتحدث، واذا قال في بداية الحديث بأنه لا توجد معلومات استخبارية جديدة عن الهدف في السنة الاخيرة، فعندها ينتهي العمل حول هذا الهدف. والمصادقة على أهلية الهدف يمكن أن تستغرق دقيقة وربما ساعة، الامر يتعلق بالمعلومات الاستخبارية ورغبة الطاقم في التعمق في الموضوع”.

خلال السنوات الاخيرة حضر ب و أ نقاشات كثيرة حول الاهداف، واطلعا على نسيج مصالح المشاركين في النقاشات. “يجب القول بأنه يوجد هناك اشخاص جيدون، وليس اشخاصا فاسدين”، قال ب. “ولكن في نهاية المطاف هؤلاء هم اشخاص يقاسون بمقياس كمية الاهداف الهجمات. وهم ايضا يرغبون في العودة الى البيت في الوقت المناسب. كل الموجودين في الغرفة يعرفون بأنهم اذا بدأوا في التعمق بكل هدف فهم لن يخرجوا من هناك في الاسابيع القريبة القادمة. لذلك، في حالات كثيرة يتحول الامر ليصبح عمل اوتوماتيكي”. وحسب اقواله “جميعهم يعرفون أن عدد كبير من الاهداف سيؤدي الى وضع تكون فيه القيادة العليا راضية، وهذا دائما يضيف الى ترقية قادة طاقم التخطيط. وهذا لا يعني أنه يوجد شيء فاسد يجري من تحت الطاولة، بل هو شيء ما جميعهم يعرفونه، حتى بدون التحدث عنه بشكل مباشر”.

وقال ب إن المشكلة لا تتلخص بالوقت الذي يجب على اعضاء الطاقم استثماره، بل ايضا الوقت الذي قضوه في الجيش. وبكلمات اخرى: فجوات الاقدمية أو الرتبة. وقال: “في اكثر من مرة في هذه الطواقم يكون قائد هو رائد من سلاح الجو وامامه رقيب أو شاويش من المخابرات. الحديث يدور عن شباب مؤهلين جدا، لكن هذا هو الجيش. في النهاية أن يجلس رقيب امام طيار ويقول له إنه مخطيء أو يجعله يبقى طوال الليل في المكتب لأنه قرر البحث عميقا في الهدف، هذا وضع ليس كل جندي شاب يمكنه القيام به”.

في هذا السياق اضاف أ بأنه عندما يريد رجل سلاح الجو مهاجمة هدف معين، فان رجل الاستخبارات الذي يجلس امامه (يجب فحصه ومهاجمته وتحديد أنه يلبي الشروط) لا يزعجه ويثق به. فهو الأعلى. “لقد كانت هناك حالات لم أتمكن في أي واحدة منها من رؤية أي نوع من التشكيك في قرار قائد كبير يمكن أن يكون هو المخطيء”، قال، “لا يوجد أي تفكير أو أي امكانية للتعبير عن الرأي، وبالتأكيد عدم السؤال لماذا ينفذون العملية، يجب تنفيذها وانتهى الامر”.

اهداف تساوي مكافأة

هناك اعتبار متجذر في مرحلة متقدمة، قالا، وهو الهدف الاسمى: العثور على اهداف. “عندما يأتي جندي شاب، هذا الموضوع المتمثل بالحساسية امام ضباط يجب عليهم عرض نتائج، ينقل اليهم بصورة واضحة جدا حتى في فترة التحضير، هذا نوع من المعلومات التي تنتقل كارث بين الجنود القدامى والجنود الجدد”، قال أ. “يوضحون له حقيقة أن هذا تقدم، وأن الاشخاص يريدون الذهاب في اسرع وقت ممكن الى البيت”. دائما الرسالة تنتقل وتستوعب. “رجل سلاح الجو يريد القيام بهجوم ورجل الاستخبارات يريد أن يكون الموقع على هدف جديد”، اضاف أ. “في نهاية المطاف الاثنان يعرفان ما الذي يريدونه في القيادة ويحاولان أن لا يضع أحدهم أمام الآخر العصي في الدواليب”.

احدى العصي الرئيسية هي فحص آخر لاهداف في الوقت الذي يمكن فيه انتاج اهداف جديدة. “يمكن أن يكون هناك 500 هدف ومراجعتها ستستغرق زمن ايجاد اهداف جديدة”، قال أ. “احيانا يمكنهم القاء على الطاقم مشروع ايجاد اهداف جديدة في منطقة معينة أو حول موضوع معين، وبالنسبة لاعضاء الطاقم هذا يتحول الى العمل الرئيسي لهم”. احيانا هذا يجلب المنافع. “الطاقم الذي يجلب اهداف جديدة، يمكنه الحصول على جميع انواع المكرمات مثل الاستجمام والاجازة أو الاعلان بأنهم طاقم ناجح امام الجميع”، قال.

معادلة كمية الاهداف بالنسبة لجودتها توجد ظاهرة جانبية اخرى – صعوبة في فحص اهداف يشكل قصفها تقدم في الحرب. “في عملية الجرف الصامد استمر القتال 51 يوما”، قال ب واضاف، “البداية كانت كثيفة جدا، وبعد ثلاثة اسابيع نفدت الاهداف”. في هذه المرحلة، ظهرت اهداف مثل مناطق مفتوحة ومواقع هوجمت في السابق وشوارع أو أنفاق ثغراتها هوجمت في بداية القتال. “كان هناك أمر بمواصلة الهجمات طوال الوقت. وقد أطلقوا على ذلك خلق الشعور بالملاحقة الذي هو في الواقع خلق ضجة في غزة”، قال.

مشكلة اخرى متعلقة باختيار الاهداف، واكثر من ذلك مهاجمتها، هي مسألة ما الذي يوجد فيها. عندما يأتي هدف جديد لاعادة فحصه من قبل طاقم التخطيط، قال أ، لا تكون لاعضاء الطاقم القدرة على معرفة ما الذي يوجد هناك حقا. “اذا ظهر هذا الهدف كمخزن للوسائل القتالية، حينها نحن لا نستطيع معرفة كم من الوسائل القتالية يوجد في الهدف. ويمكن أن تكون هناك قنبلة واحدة وربما ألف قنبلة، أو مجرد ورق تواليت. لا توجد لدينا وسيلة لمعرفة ذلك”. وحسب اقواله، طوال فترة الهجوم لا يطلق أحد الى الجو طائرة بدون طيار من اجل أن يفحص في الزمن الحقيقي كل هدف – فقط للتأكد من أن ما كان هناك ما زال قائما أو أنه حدث تغيير في استخدامه أو أن هذا هو نقطة رقابة أو منشأة تدريب أو مخزن للسلاح. لا توجد أي وسيلة لمعرفة ما الذي حدث في الوقت الحقيقي. لذلك، هم يعملون حسب ملف الهدف”.

أ و ب انفسهما لم يشاركا في الهجوم الذي قتل فيه ابناء عائلة السواركة. ولكن حسب اقوالهما فان حادثة كهذه يمكن أن تحدث عندما تكون هناك رغبة في ارضاء الطاقم. وعندما يكون مستوى الثقة في نوعية الهدف غير عالية بما فيه الكفاية. “الجميع يعرفون أنه في معظم الحالات لا يحدث أي شيء – هذه هي النظرية – يقولون لك إنهم مستعدون لتحمل المخاطرة”، قال أ. “ولكن فجأة يحدث أن عائلة كاملة قتلت، وجميعهم لا يعرفون لماذا. ولا فكرة لدي اذا كانت حادثة دير البلح هي أمر كهذا. ولكن لا شك لدي بأن حادثة كهذه يمكن أن تحدث بالضبط في نفس ظروف “خذ وهات” بين رجال طاقم التخطيط واعادة تحديث الهدف. المشكلة هي ثقافة الوثوق”.

من يجب عليه لعب دور مهم في عملية كهذه هو ممثل النيابة العسكرية. “يوجد لديهم مثل محدد في هذه اللقاءات: يمكن مهاجمة هدف اذا كان متناسبا”، قال أ. “متناسب، هو مفهوم مرن عسكريا”. احيانا قائد الطاقم الذي يكون معني بعدد اكثر من الاهداف سيطلب مد الحدود والمخاطر الكامنة في اختيار الاهداف، حيث أن الضرر الجانبي المتوقع يمكن أن يؤدي الى عدد اكبر من المصابين في اوساط المدنيين.

وحول سؤال ما الذي يوجد حقا في الهدف هناك تداعيات اخرى، رغم أنها غير متعلقة بقتل المدنيين. “احيانا تسمعون عن مهاجمة منشأة تدريب لمنظمة ارهابية ما”، قال أ واضاف “الناس يمكنهم الاعتقاد بأن الامر يتعلق بمنشأة تبدو مثل قاعدة تساليم، مع مبان كبيرة، ميادين لاطلاق النار ومناطق تدريب على القتال في منطقة مأهولة”. ولكن حسب قوله “احيانا تعتبر منشأة تدريب هي منطقة يأتي اليها النشطاء من اجل الركض أو اجراء التمارين الرياضية، نقطة رقابة يمكن أن تكون نقطة مثل مظلة منقذ أو بئر مع اكياس رمل حوله. هدف تحت الارض يمكن أن يكون كراج تحت بيت أحد النشطاء، وليست كل غرفة تحت الارض هي ثغرة نفق كما يعتقدون، أو كما يعرض في وسائل الإعلام.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى