ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يغيل ليفي– الجيش الاسرائيلي – جيش لبنان الجنوبي التابع لأبو مازن

هآرتس – بقلم  يغيل ليفي – 8/3/2021

هل الآباء الذين يأتمنون الضباط المناسبين على مصير اولادهم وبناتهم وافقوا على أن يسري هذا الائتمان على نشاطات يقوم بها الجيش على نمط نشاطات جيش لبنان الجنوبي؟ “.

عميره هاس كشفت أن اسرائيل تضغط على اعضاء حماس في الضفة حتى لا يتنافسوا في الانتخابات الفلسطينية التي ستجرى في شهر أيار، وبهذا يمنع سيطرة حماس على المجلس التشريعي الفلسطيني (“هآرتس”، 4/3). مرة اخرى يتضح لنا واقع من المهم التدقيق في وصفه: الجيش الاسرائيلي، بخدمته غير المباشرة لنظام فتح الحاكم برئاسة أبو مازن، يتصرف وكأنه جيش لبنان الجنوبي. نذكر بأن جيش لبنان الجنوبي هو جيش مرتزقة لبناني عمل على الحفاظ على سيطرة اسرائيل في لبنان. في هذه الحالة الجيش الاسرائيلي النظامي يتم استخدامه من اجل الحفاظ على حكم اجنبي.

نشاط الجيش الاسرائيلي في الضفة استهدف الحفاظ على أمن اسرائيل (حسب الرؤية العسكرية لمفهوم “أمن اسرائيل” والحفاظ على طرق تحقيقه)، وعلى أمن المستوطنات، وايضا على نظام فتح. بدون حضور للجيش في المراكز السكانية والاعتقالات التي ينفذها، من شأن معارضي النظام من حماس أن يرفعوا رؤوسهم وأن يحدثوا انقلاب في نظام الحكم. حتى لو كان الهدف الاول هو منع الارهاب، فان النتاج الثانوي هو تعزيز نظام فتح.

هذا هو أحد التفسيرات التي يمكن اعطاءها للنشاطات التي يقوم بها الجيش، والتي فائدتها الامنية المباشرة غير واضحة دائما. مثال على ذلك هو النشاطات التي تسمى “رسم الخرائط”. هذا نوع من “الاحصاء السكاني” العنيف، الذي فيه يدخل جنود الى بيوت فلسطينيين ويجمعون معلومات حتى بدون انذار يقول إنه يسكن في البيت ارهابي محتمل. الادراك بأن الهدف هو استعراض حضور وتشويش نمط الحياة، يتضح ليس فقط من شهادات “نحطم الصمت”، بل ايضا من مقابلات مع جنود وجنديات آخرين. هكذا، النتائج الثانوية هي فرض رعب على السكان. نتائج فرض الرعب ليست فقط ردع عن الاشتغال في الارهاب، بل ايضا سلوك اذعاني ازاء نظام فتح.

اذا كان هذا هو الواقع منذ انتهاء الانتفاضة الثانية، فانه الآن، تقول عميره هاس، يوجد تطور آخر: الشباك يهدد مؤيدي حماس بأنه سيعتقلهم لبضع سنوات اذا قرروا المشاركة في الانتخابات، وهناك اعتقالات متعمدة ليس فقط لمشبوهين بنشاطات ارهابية، بل ايضا لنشطاء سياسيين مشخصين كأعداء لفتح. واذا ساعدت سيطرة اسرائيل نظام فتح على البقاء، حتى بدون انتخابات ديمقراطية لم تجر منذ 15 سنة، فان من شأنها أن تتوج نظام فتح من جديد تحت حراب الجيش.  

حتى لو تجاهلنا للحظة المعاني الاخلاقية لهذه النشاطات، التي في الاصل لا تقض مضاجع الاسرائيليين، فانه ما زال هناك معان براغماتية يجب أخذها في الحسبان. الاول، هذه النشاطات تخلد سيطرة اسرائيل في الضفة الغربية. نشاطات جيش لبنان الجنوبي الاسرائيلي تقوض شرعية حكم فتح الفاسد في نظر الجمهور الفلسطيني، هكذا يتعزز الاحتمال أنه بدون دعم الجيش الاسرائيلي ستسقط حماس حكم فتح. لذلك، تقل احتمالية أن تستطيع اسرائيل التنازل في المستقبل عن سيطرتها في الضفة. لأن انسحاب اسرائيل من قطاع غزة عزز حماس التي بعد ثلاث سنوات اخذت بالقوة السلطة من أيدي فتح. ليس عبثا أن مصير السيطرة على الفلسطينيين غير خاضع للحسم في الانتخابات. هذا المصير يتم تحديده على الارض.

الثاني، عملية الاعتقال خطيرة. هناك جنود يصابوا واحيانا يقتلوا. هل العقد الاجتماعي الذي بحسبه الشباب والفتيات في اسرائيل يتجندون للجيش ويعرضون حياتهم للخطر، يسري ايضا عندما يدور الحديث عن التدخل في انتخابات السلطة الفلسطينية؟ هل الآباء، الذين من شأنهم أن يأتمنوا مصير اولادهم أو بناتهم في أيدي القادة الجديرين بذلك، حقا وافقوا على أن هذا الائتمان يسري ايضا على نشاطات بصيغة جيش لبنان الجنوبي؟ يمكن التشكيك في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى