ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم يحيعام فايس – جدي لم يكن رجل ترانسفير

هآرتس – بقلم  يحيعام فايس – 6/7/2021

” يوسف فايتس لم يؤيد ترانسفير فعال، بل أيد منع عودة اللاجئين العرب الذين تركوا قراهم. وخلافا لليمين، هو ايضا عارض الاستيطان في المناطق “.

في مقال تحت عنوان “جد النكبة”، الذي فيه قابلت ميخائيل فايتس، منتجة الفيلم الوثائقي “صندوق ازرق” (غيلي آيزيكوفيتش، “هآرتس”، 2/7)، تم وصف يوسف فايتس، رجل الكيرن كييمت، بأنه “أبو مخطط التهجير لعرب اسرائيل”. كمؤرخ وحفيد لفايتس (ميخال فايتس هي حفيدته وابنة أخي)، كنت اريد التطرق لهذه الادعاءات التي تم طرحها في المقال ومحاولة توضيح مواقف فايتس في هذا الشأن.

أحد الفروق بين مؤيدي الترانسفير في اليمين القومي المتطرف وبين يوسف فايتس هو أن فايتس لم يؤيد في أي يوم فكرة ارض اسرائيل الكاملة، وأيد دائما فكرة التقسيم. في فترة النقاش الحاد الذي جرى في اليشوف اليهودي حول استنتاجات لجنة “بيل” (1937)، التي اوصت باقامة دولة عبرية على جزء صغير من ارض اسرائيل، أيد فايتس توصية اللجنة. وكتب “ازاء وضعنا يجب علينا الموافقة على قبول دولة حتى لو كانت صغيرة  بحجم ضيعة عادية في دول اخرى”. غداة قرار التقسيم الذي اتخذ في الجمعية العمومية للامم المتحدة في 29 تشرين الثاني 1947، كتب في مذكراته بشكل صريح: “أنا اؤيد التقسيم منذ فترة طويلة وأعرف أن اقامة الدولة العبرية حتى على جزء من البلاد هي بداية للخلاص الكامل”.

في حرب الاستقلال اعتقد أنه لن يكون بالامكان اقامة دولة يهودية مع اغلبية عربية، وحتى مع اقلية عربية بنسبة كبيرة. لأن هذا الوضع سيلغي هدف الصهيونية الاسمى وهو استيعاب لاجئي الحرب الذين جاءوا من اوروبا بعد الكارثة واليهود من الدول العربية. في ايام الحرب وبعدها، جميع زعماء الدولة الفتية، بمن فيهم دافيد بن غوريون، خافوا من أن الدولة لن تبقى قائمة ويمكن أن تكون فصل عابر. وهم عرفوا أن اعادة اللاجئين العرب يمكن أن تضر بفرص البقاء. لذلك، سواء من ناحية سياسية أو من ناحية اخلاقية، لم تكن لهم أي فرصة لاتخاذ قرار مختلف حول اعادة اللاجئين العرب.

في محادثة مع يوسف شبرنتسك، رئيس الكنيست الاول، وصديقه من الهجرة الثانية، طرح فايتس موقفه: “ماذا عن العرب الذين عددهم اكثر من ربع مليون شخص والذين انتقلوا من هنا الى الدول العربية؟ هل سنسمح لهمبالعودة؟ هل سنستطيع أن نكون معهم بعد الشرخ بيننا في فترة الحرب؟ الى أين سيعودون؟ الى القرى المدمرة؟ كيف سنتحمل عبء  اقلية كبيرة، معادية ومحرضة؟ جوابي كان: “عدم السماح لهم بالعودة، لكن يجب علينا دفع التعويضات لهم مقابل ممتلكاتهم ونساعدهم على التوطن في الدول المجاورة. هناك سيكون الوضع جيد بالنسبة لهم ولاخوتهم ايضا” (7 حزيران 1948).

هذه الاقوال توضح معنى مفهوم “ترانسفير” بالنسبة له. وهو مفهوم استخدمه في مذكراته كثيرا. الحديث لا يدور عن طرد فعلي لعرب البلاد، بل عن منع عودة العرب الذين هربوا من قراهم وتوطين المهاجرين الجدد في هذه القرى المهجورة. وقد تحدث عن رد وزير الخارجية الاول، موشيه شريت في ايام 1948، على سؤال: “هل يجب فعل شيء من اجل تحويل هرب العرب الى حقيقة واقعة، بحيث لا يعودون مرة اخرى”. بهذه الكلمات: “هو أثنى على مباردتي حول ذلك. ايضا رأيه هو أنه يجب العمل على تحويل الهرب الى حقيقة قائمة”. وكتب ايضا بأن شريت أيد فكرته “شراء ارض من العرب التاركين”. وقال له إن هذه العملية “ستوصلنا الى هدف مزدوج، شراء الاراضي ونقل السكان”. ايضا في اعقاب جلسة تم عقدها في مكتب رئيس الحكومة في آب 1948، كتب فايتس في مذكراته بأن المشاركين في الجلسة، ومن بينهم وزراء، وافقوا على موقفه. “عدم اعادة اللاجئين بأي شكل من الاشكال”.

في العام 1967، بعد حرب الايام الستة، عندما كان عمره تقريبا 80 سنة، قال فايتس بنفس الحزم بأنه يجب على دولة اسرائيل الخروج من المناطق المحتلة لأن ضم مليون عربي الى الدولة يمكن أن يدمر المجتمع الاسرائيلي ويضر بوجود الدولة. العرب بجموعهم، كتب في مذكراته، يمكن أن يحولوا دولة اسرائيل الى “دولة ثنائية القومية، وبعد ذلك الى دولة عربية مع اقلية يهودية”. وفي تموز 1967 كتب “تفكيري الاول عند انتهاء حرب الايام الستة بأنه يجب علينا التنازل عن الضفة الغربية مع العرب الموجودين فيها، كان تفكير واقعي”.

التعبير الواضح حول الفرق المهم بين موقفه في الاربعينيات وموقفه في الستينيات هو موقفه من اقامة غوش عصيون في 1967. وباعتبار أنه في الاربعينيات كان هو الأب المؤسس لمستوطنات غوش عصيون فقد تمت دعوته الى احتفال اقامة المستوطنات الجديدة كضيف شرف، لكنه رفض ذلك. وفي كتابه “1967 – البلاد غيرت وجهها”، كتب المؤرخ توم سيغف بأن “رجل واحد برز بمعارضته” لاقامة المستوطنات: يوسف فايتس، “من آباء الكتلة”، الذي الدعوات “لصالح الاستيطان السريع في الضفة كانت غريبة على مسامعه”.

فايتس قال إنه خلافا للاستيطان في ايام النضال من اجل اقامة الدولة، الآن “لا توجد حاجة للتمسك بكل مكان”. في 11 حزيران 1967 قال لصديقه المقرب، رئيس الحكومة ليفي اشكول، بأن اقامة الكتلة ستجعل العالم يقول: “ها قد عاد لاجئو اسرائيل الى مكانهم. لذلك، يجب اعادة اللاجئين العرب الى مكانهم في اسرائيل”. في الرسالة التي ارسلها الى منظمي الاحتفال اوضح بأنه يخاف من أن “الاستيطان في الكتلة سيضر باحتمالات تحقيق السلام؛ يوجد فيه استفزاز للاصدقاء القلائل الذين بقوا لاسرائيل، ومن بينهم الولايات المتحدة،. وهو ايضا سيدعم اعداء الدولة الى درجة المس بوحدة القدس”.

وقد عرض على الشباب التوجه الى الجليل. “الذي اراضيه يسيطر عليها العرب”، لكن خلافا لاراضي الضفة، لا يوجد عليها خلاف “لا من ناحية يشعياهو أو يرمياهو أو الاغيار”. رغم الفرق بين موقفه في العام 1948،الذي أيد الاستيطان اليهودي في القرى التي تركها العرب، وبين موقفه في العام 1967، الذي عارض هذا الاستيطان في المناطق التي تم تحتلالها، توجد نقطة مشتركة بين الموقفين وهي طموحه الى الحفاظ على اسرائيل كدولة مع اغلبية يهودية. ةفي الحالتين كان على استعداد لدفع الثمن من اجل تحقيق هذا الطموح.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى