ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  هاجر شيزاف ونير حسون – الآثار الاسرائيلية، موقف السيارات الفلسطيني:  موقع في قلب الصراع في الضفة

هآرتس – بقلم  هاجر شيزاف ونير حسون – 15/9/2021

” مثل مواقع اثرية كثيرة فان تلة سباسطيا التي توجد في الضفة تقع في مركز صراع يهودي – فلسطيني مزدوج، على السيطرة الفعلية وكذلك على الرواية التاريخية  “.

في ظهيرة يوم الخميس الماضي انتظرت حافلة مصفحة في مدخل مستوطنة شفيه شومرون. المتنزهون الذين كانوا في داخلها انتظروا السيارة العسكرية التي تأخرت من اجل مرافقتهم الى أحد المواقع الاثرية المهمة جدا في المنطقة وهي سباسطيا، أو كما تسمى بالعبرية حديقة السامرة الوطنية. في هذه الاثناء حذر المرشد بأن هناك احتمالية عالية لأن تتعرض الحافلة لرشق الحجارة في الطريق. “حتى مارك توين تعرض هنا لرشق الحجارة”، قال بمزاح. بعد ذلك اخذ الصورة المحفورة كليا في الذاكرة الاسرائيلية في كل ما يتعلق بسباسطيا. حنان بورات والحاخام موشيه لفنغر وهم على الاكتاف واذرعهم ممدودة ووجوههم منشرحة.

الصورة التي تم التقاطها في 1975 هي رمز لأحد الانتصارات الكبيرة لحركة الاستيطان: في نهاية احتجاج للجمهور في محطة القطارات القديمة في سباسطيا، التي توجد على سفح الموقع الاثري، خضعت الحكومة ووافقت على الاستيطان في قاعدة عسكرية، التي بعد ذلك ستتحول الى مستوطنة كدوميم، وهي المستوطنة الاولى التي اقيمت في المنطقة بعد حرب الايام الستة. “حنان بورات اغمض عيونه لأنه شاهد امام عينيه المستقبل الذي سيأتي فيه اليهود في المستقبل للتنزه هنا وسيكون هنا نصف مليون مستوطن”، قال المرشد. 

عندما وصلت السيارة العسكرية اخيرا سافرت الحافلة الى التلة الاثرية على بعد عشر دقائق سفر عن شفيه شومرون في عمق الضفة الغربية. بحكم موقعها في قرية سباسطيا الفلسطينية والمرافقة العسكرية التي تقتضيها زيارتها فان التلة لم تجد طريقها للتيار العام في اسرائيل. مع ذلك، في السنتين الاخيرتين يظهر ارتفاع في عدد الاسرائيليين الذين يزورون هذا المكان. والآن تذهب اليه مجموعات بمعدل مرتين في الاسبوع تقريبا. ايضا في الايام القادمة سيزوره مئات الاسرائيليين.

الى جانب المجموعات تم احضار الى الموقع في السنة الاخيرة ايضا عدد من السياسيين الذين نشروا الوعود – منها ما هو واقعي ومنها الاقل واقعية. في شهر كانون الثاني الماضي اعلن وزير شؤون التراث والقدس في حينه، رافي بيرتس، في تصريح في المكان بأنه يطلق برنامج لمنع سرقة الآثار في يهودا والسامرة بكلفة 24 مليون شيكل. حتى الآن معروف أنه تم تجنيد اشخاص من قبل الادارة المدنية للاشراف على الاثار بمبلغ 2.5 مليون شيكل. وزير الامن الداخلي في حينه، امير اوحانا، الذي تجول في المكان اعلن عن نيته اقامة نقطة للشرطة في سباسطيا. ولكن عند اعطاء هذا الوعد حصل على ردود متشككة، ولا نريد القول المضحكة، من المستوطنين. 

بدرجة كبيرة، توزيع السيطرة في المكان يرمز الى العبثية الكامنة في تراث اوسلو: قمة التلة التي توجد في معظم الاثار تعتبر مناطق ج، منطقة تقع تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية المطلقة. في المقابل مدخل الموقع الذي يشمل موقف كبير للسيارات والمقاهي ومحلات لبيع التذكارات توجد في مناطق ب، التي تقع تحت السيطرة المدنية الفلسطينية. اثار اخرى توجد في القرية هي ايضا توجد تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. 

رغم أن المكان يعتبر حديقة وطنية إلا أنه منذ الانتفاضة الثانية فان تواجد رجال سلطة الطبيعة والحدائق يتم الشعور به بصعوبة، باستثناء الاعياد. قلب الموقع الذي يوجد تحت سيطرة اسرائيل يعاني من الاهمال، ضمن امور اخرى، تم رش كتابات على الكنيسة القديمة التي توجد فيه. في هذه الاثناء فراغ السلطات الاسرائيلية يقوم بملئه المستوطنين وعلى رأسهم مركز التجول والتعليم في السامرة. بالنسبة لهم سباسطيا ليست مجرد رمز للانتصار في 1975، بل ايضا هي لاعبة رئيسية في النضال من اجل وضع يهودا والسامرة على خارطة التنزه للاسرائيليين وهواة الاثار بشكل خاص.

ينزلقون الى التيار العام

تشجيع العلاقة بين الاستيطان اليهودي والاثار ليس شيئا جديدا. عمليا الحديث يدور عن لبنة اساسية في حركة الاستيطان. “التصنيف” يعمل بنجاح كبير في قرية سلوان في شرقي القدس وفي شيلا وسوسيا التي توجد في الضفة الغربية والتي تحولت منذ فترة الى مواقع يتجول فيها طلاب المدارس. في السنوات الاخيرة انحرفت الموضة ايضا الى مواقع بعيدة منها التي توجد تحت سيطرة السلطة الفلسطينية. 

العلاقة بين الاستيطان والاثار تجسد داخلها نضالين. الاول، النضال من اجل السيطرة الآنية – من له الحق في التنزه والتطوير والحفاظ على الموقع. والثاني، النضال من اجل الرواية التاريخية – ما هي قصة المنطقة ولمن يعود الكوشان الاخلاقي عليها. في سباسطيا هذه النضالات ازدادت مؤخرا على خلفية اعمال تطوير قامت بها السلطة الفلسطينية في المكان من جهة، ومن جهة اخرى زيادة قوة حملة استيطانية تطلب فرض السيادة على مواقع اثرية في الضفة الغربية. 

المعركة الاخيرة على المكان بدات قبل نهاية العام 2020، حينها انهت السلطة الفلسطينية الاعمال التي قامت بها في الموقع ووضعت على المدخل علم فلسطيني كبير. وبسرعة تم اصدار امر عسكري يأمر بازالة العلم “لاسباب امنية”. رئيس بلدية سباسطيا، محمد عزام، يتذكر “منذ اللحظة التي بدأنا فيها بالقيام بالتصليحات بدأت الادارة المدنية بالتدخل في هذا الامر بضغط من المستوطنين”. وحسب قوله “المستوطنون جاءوا لالتقاط الصور والقول بأننا ندمر الموقع، لكن كل شيء كان باشراف اليونسكو”. شعور عزام، الذي  بحسبه هناك متابعة للاعمال في المكان، لم يكن عديم الاساس. احدى الجهات التي فعلت ذلك هي “محافظون على الخلود”، وهي جمعية مستوطنين تم تأسيسها في 2015 وترسخت كجمعية قبل سنتين. رئيس الجمعية، موشيه غوتمان، قال: “لقد شاهدنا اشخاص وهم يعملون بالفؤوس بصورة اضرت بالاثار”. بالنسبة لغوتمان الذي يعيش في مستوطنة كوخاف هشاحر فان سباسطيا هي احد الامثلة الواضحة على المسح المتعمد للتراث اليهودي في الضفة. “السلطة الفلسطينية ببساطة تنفي العلاقة التوراتية للموقع من اجل النسيان”، قال. 

رئيس البلدية يتبنى موقف يقول بأنه لا توجد لهذا الموقع أي صلة بالتاريخ اليهودي. “لا يوجد في سباسطيا أي شيء يعتبر تاريخ لليهود أو اسرائيل”، قال عزام للصحيفة. “الى جانب ذلك هناك محاولة لتزوير هذا التاريخ ونحن نعارض ذلك”. اقوال عزام تردد الموقف الفلسطيني المتصلب مؤخرا والذي يرفض وجود أي علاقة تاريخية يهودية مع اماكن مثل سباسطيا والحرم.

عزام معني بنقل رسالة للاسرائيليين وهي أنه هو والبلدية يعارضون بشكل مطلق دخولهم الى داخل حدود القرية، بالاساس بمرافقة عسكرية. “سباسطيا هي موقع فلسطيني – كنعاني”، قال. “توجد لمجلس البلدية خطط لمواصلة تطوير اجزاء الموقع الموجودة تحت مسؤوليتهم بمرافقة اليونسكو”.

رغم اقوالهما يبدو أنه في جميع التلال العظيمة في اسرائيل فان الاثار في سباسطيا ترفض الخضوع لرواية وطنية واحدة بسيطة، تروي قصة تاريخية – ثقافية معقدة. الطبقات القديمة في المكان هي في الحقيقة مرتبطة بعاصمة بيت عمري، حكام مملكة اسرائيل، المملكة الشمالية التي انقسمت حسب الكتاب المقدس عن المملكة الموحدة لداود وسليمان. في هذه الطبقات تم اكتشاف عدد من البقايا المهمة جدا من هذه الفترة، مثل بقايا قصر ومغارة محفورة في الصخر للدفن وادوات خزفية عليها كلمات بالعبرية وغيرها.

لكن هذه البقايا هي ايضا مثابة الدليل الاقوى في ايدي علماء الاثار الذين يرفضون التوراة كوثيقة تاريخية. الاثار في سباسطيا تثبت انه خلافا لما كتب في التوراة فان السامرة – ليس قدس داود وسليمان – هي المدينة الاكثر اهمية في تلك الفترة في ارض اسرائيل.

المكتشفات من العصر الحديدي في القدس هي قليلة بما لا يقاس مع المكتشفات الموجودة في سباسطيا. حتى مع تجاهل النقاش التوراتي فان المكتشفات في سباسطيا هي ايضا لا تساعد على صياغة رواية اسرائيلية قاطعة وواضحة – الاهم من بينها من الفترة الاسرائيلية، هي في الواقع قطع عاجية بزخارف سورية وفنيقية ومصرية. يمكن العثور على دليل على هذا العاج في النص التوراتي الذي يتحدث عن “بيت العاج” الذي بناه الملك احاف. 

من اجل تبني هذا الموقع مطلوب من المرشدين أن يتبنوا ملوك اسرائيل، الذين حسب التوراة كانوا من الخطائين الكبار. وحسب عالم الاثار يوني مزراحي، من منظمة رجال الاثار الانتقادية “عيمق شفيه”، المستوطنون يقومون بعملية “اعادة تأهيل” لعمري واحاف: “مثلما قاموا بتبييض هورودوس الذي قتل آلاف اليهود وتحول الى الباني الاكبر، هكذا هم ايضا يقومون الآن بتبييض عمري”، قال.

خطأ مغطىبالوطنية

الانتقاد الموجه لـ “تأميم الاثار” لصالح رواية وطنية لا يعتبر امر خاص باسرائيل. عالم اثار فلسطيني اراد أن يبقى اسمه مجهول، وجه الانتقاد للاعمال التي قامت بها البلدية الفلسطينية في المكان والتي شملت ترتيب موقف للسيارات واعادة ترميم الارصفة في المجمع حول الموقع. ايضا انتقد وضع العلم. “تحت البناء كانت توجد اثار من المنتدى، وهناك مكتشفات اثرية لم يتم التعامل معها بشكل سليم”، قال عالم الاثار. “من ناحية مهنية هذا كان خطأ كبير يغطونه بالوطنية ويضعون العلم”. 

الطبقات الجديدة في الموقع تعقد القصة اكثر فاكثر. لأنها تضم مدينة رومانية بناها الملك هورودوس وعلى رأسها هيكل عظيم لجلالة القيصر اوغوسطس. وحسب يوسيفوس كلافيوس كان الهيكل كبير جدا بحيث أن السفن التي دخلت الى ميناء قيصاريا الذي يبعد 40 كم من هناك كان يمكنها أن توجه طريقها استنادا اليه. البيزنطيون تركوا في المكان كنيسة فاخرة وقصص مقدسة عن مكان دفن رأس يوحنا المعمدان. الصليبيون والمسلمون تركوا ايضا بقايا مهمة في التلة ومحيطها.

من يريد رؤية هذه المكتشفات سيضطر كما قلنا الى خطر التعرض لرشق الحجارة، أو على الاقل أن يشاهد احتكاك بين الجنود الذين يرافقون الزوار وبين الشباب الذين هم غير معنيين بمجيء الزوار. بالذات على التلة نفسها يوجد هدوء. نوع من التعايش الغريب يحدث هنا بين المرشدين للمستوطنات وبين التجار الفلسطينيين. في ذروة الكورونا فان المتنزهين الاسرائيليين وعدد قليل من الفلسطينيين هم الوحيدون تقريبا الذين يأتون ويبيعون التذكارات وقطع النقد القديمة. “نحن نعمل في السياحة. ونحن ندعوا الجميع للمجيء”، قال أحدهم.

نحن عملنا تطبيع للزيارات في يهودا والسامرة، قال اميت ارارات، مرشد جولات من متسبيه يريحو ويدير مشروع للجولات في الضفة باسم “رفاق نزهات”. “هذا الشعار يجعل مواطنو اسرائيل يحبون الارض التي يدوسون عليها”.

الجولة التي كانت قبل بضعة اشهر وصل اليها زوجين في الخمسينيات من كفار سابا، بعد اصدار نشرة اخبارية. “كلما تعرفت على المستوطنين هنا فأنت تحبهم اكثر”، قال الزوج. “هم صهاينة يرتدون القبعات”. في المقابل الزوجة التي جاءت للجولة في اعقابه اشارت الى أنها هي نفسها يسارية وتوجد لها مشكلة سياسية مع ما يحدث. ولكن بالذات بسبب ذلك اختارت المجيء “من اجل المعرفة”.

تيكي، علمانية في الخمسينيات ومن المستوطنة العلمانية – الدينية عالي زهاف التي تقع قرب الخط الاخضر، تعتبر نفسها يسارية. وقد جاءت للجولة كهاوية للنزهات. “ربما كان يجب علي عدم المجيء”، قالت. “أنا لا اشعر بالراحة مع وجود جنود الجيش الذين يتولون حماية هذا الامر. هذه لا يجب أن تكون مهمتهم”. وقد قالت بأنها ستعود الى سباسطيا عندما يكون هناك سلام.

“توجد للجيش مصلحة في حماية المنطقة والتعرف عليها”، قال يئير المكيس، رئيس مركز الجولات والتعليم “شومرون”، والذي يعيش في مستوطنة ايتمار ويقوم بتحضير رسالة الدكتوراة في الاثار في جامعة اريئيل. يوجد دور مهم لقسم الاثار في الجامعة في النضال على هذه المواقع: في حين أن رجال الاثار في الجامعات الاخرى في البلاد يخشون على الاغلب الحفريات في الضفة الغربية خوفا على علاقاتهم مع جامعات وصناديق ابحاث في العالم، فان جامعة اريئيل، التي هي في الاصل لا تحصل على تعاون واسع في العالم – لا توجد لها هذه المشكلة. حسب اقوال المكيس فان الصندوق الوطني للعلوم “آي.اس.اف” وهو خط التمويل الاهم للابحاث في اسرائيل يعوض الباحثين في اريئيل بسبب غياب الدعم من الخارج. هكذا فان الباحثين في جامعة اريئيل يقدمون طلبات لسلطات الحفريات في المناطق. مؤخرا، قال المكيس، تشدد الادارة المدنية على الحصول على ترخيص في المناطق التي لا تعتبر اراضي دولة. 

في هذه الاثناء معظم الجولات في المكان يتم تنسيقها من خلالها. باستثناء سباسطيا، يخرج مركز الجولات المزيد من الرحلات في السامرة، منها الى مواقع صعدت الى العناوين في السنة الاخيرة مثل جبل عيبال وتلة اروما. المركز يهتم بالتنسيق مع الجيش والمرافقة، وهكذا يجعل الاماكن قابلة للوصول اليها من قبل الجمهور الواسع. المركز المدعوم من مركز التعليم، انشيء في 1986. بالمتوسط، قال المكيس، يتنزه بواسطته 50 الف شخص في السنة، من بينهم طلاب مدارس. وحتى أنه في الاشهر الاخيرة انشيء نزل للمبيت في المكان. “أنا اريد أن تأتي الرحلة السنوية لكيبوتس جفعات بيرنر الى هنا. وقال ايضا بأن حلمه هو “أن يكون التنزه في السامرة مثل التنزه في صحراء يهودا”. وحسب قوله، الموقع يجد صعوبة في اقتحام المدارس الثانوية العلمانية، “دائما سيوجد احد اولياء الامور العنيدين الذي سيقفز ويقول بأنه يعارض”. تمتم.
خلافا لاولياء الامور العنيدين، قال المكيس بأن قادة الوية في الجيش عبروا على مسامعه عن سعادتهم من هذه الجولات بدعوى أنها تسمح للجنود بالتعرف على المنطقة بشكل افضل. “الجيش يجب عليه الحفاظ على قيمنا التاريخية. يوجد له دور حماية الحياة، لكن ايضا يجب عليه حماية نمط حياتنا. أنا اريد أن تذهب ابنتي الى النبع بسعادة، وأن نستطيع السفر في الساعة الثانية عشرة ليلا بدون خوف”، قال.

هكذا، الجندي الشاب الذي كان في المحيط لم يتأثر من حقيقة أنه تم تكليفه بحماية جولة في موقع اثار. “نحن نفعل ذلك بسرور. وأن اقول لك بأن هذا هو نمط حياتي، لا. ولكن هذه هي مهمتنا وهذا هو الواقع”، قال. “الامر يتعلق بقرية هادئة نسبيا”. 

ليس الجميع يعبرون عن مشاعرهم. “أنا اسمي دخول المستوطنين الى الموقع “غزو”. كل من يعيش في المنطقة يعاني من ذلك”، قال رئيس البلدية عزام. “ايضا في الليل الجيش يأتي ويطلق قنابل الصوت. وكل ذلك من اجل المستوطنين”.

في شهر تشرين الثاني الماضي فلسطيني من سكان قرية برقة المجاورة، الذي كان يجلس في المساء في مقهى في سباسطيا، فقد عينه نتيجة اطلاق الرصاص المطاطي. ومثل الكثير من الفلسطينيين هو جاء من اجل الاستمتاع بجمال الموقع في المساء، في احد اماكن الاستجمام التي تحيط به. هذه ليست الحادثة الفريدة في نوعها. احيانا يتم انتهاك هذا الوضع الشاعري عندما يدخل الجيش الى القرية في الليل. وفي حالة المواطن الذي فقد عينه فقد قال الجيش بأنه دخل الى المنطقة من اجل وقف استخدام اشعة الليزر التي وجهها الفلسطينيون نحو البيوت في مستوطنة شفيه شومرون ونحو السيارات التي كانت تمر في المنطقة.

“في كل مكان تكتشف فيه اسرائيل شيء ما مرتبط بتاريخها فان هذه المنطقة يجب أن يتم نقلها الى سيطرتها، والناس يخافون من ذلك”، قال عالم الاثار اسامة حمدان عن شبكة العلاقات المعقدة للفلسطينيين والاسرائيليين مع الاثار. “وجدت في الحفريات التي قمت بها معبد صليبي، هذا كان داخل غرفة وصاحب البيت خاف جدا من ذلك. لأنه اعتقد بأن الاسرائيليين سيأتون ويأخذون بيته”. 

حمدان الذي كان مشاركا في حماية الاثار في القرية يعتقد أن اعمال الترميم مهمة لتنمية صلة السكان مع الموقع. ايضا تشجيع المزيد من السياحة في المواقع الاثرية في القرية نفسها وليس فقط في الموقع المركزي الذي تسيطر عليه اسرائيل. واشار الى أن مكتشفات كثيرة تم العثور عليها في سباسطيا توجد حتى الآن في متحف روكفلر في القدس. “الكثير من الناس مروا في سباسطيا على مدى التاريخ، يهود وعرب ورومان. وحقيقة أن مملكة اسرائيل كانت هناك لفترة قصيرة لا تعني ان اسرائيل يجب عليها أن تحكم هناك”. شرح وذكر بأن زوجة احاف، ايزابيل، كانت فنيقية.

قبل انتهاء الجولة التي نظمها المكيس تم رشق بعض الحجارة على المطعم الذي جلست فيه المجموعة. الجنود لم يتأثروا بشكل خاص مما حدث. ولكنهم قاموا باطلاق قنبلة صوت وارتدوا الخوذات وبدأوا بحث المتنزهين على الاسراع. “نحن سنذهب سيرا على الاقدام لامتصاص الحجارة، هذه هي مهمتنا”، قال الضابط. وفي طريق الخروج من القرية قابلت الحافلة حاجز من الحجارة وتم رشق بعض الحجارة على النوافذ من قبل الشباب الفلسطينيين. النوافذ المصفحة امتصت رشقة الحجارة ومكنت الحافلة من مواصلة الطريق. الاجواء المريحة تم خرقها للحظة فقط.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى